إدارة الوقت
• لا تزال مسألة إدارة الوقت أو التحكّم به وخاصة في شهر رمضان من أهم المسائل التي ترتبط بها مسألة النجاح والفشل، وقد يعتقد الكثير -وبالذات من المثقفين -أنهم بغِنىً عن قراءة صفحتين في إدارة الوقت بحكم أنهم ربما قد حضروا دورة بهذا العنوان في القرن الماضي، ولكن معيار الأهمية لا يكمن في: هل حضرت دورة أم لا؟ بل في: هل حققت أهدافك السامية أم لا؟
• إذا استثنينا الهواتف الذكية وبرامج الكومبيوتر في إدارة الوقت فإنه -وبشكل عام -لا يوجد اختراع جديد أو نظرية جديدة في إدارة الوقت غير تجديد الالتزام به.
• معظم الناس لا يعرفون أهمية الوقت، والذين يعرفون أهميته لا يعرفون وسائل إدارته، والذين يعرفونها ليست لديهم الهمة الدائمة، ولذلك سوف نقدم لكم في هذه المقالة استراتيجيات التحكم بالوقت.
استراتيجيات إدارة الوقت:
• أهم استراتيجيات الوقت هي:
• استراتيجيات توفير الوقت.
• استراتيجية التخطيط للأعمال.
• استراتيجيات الالتزام.
والآن إلى القليل من الإضاءات.
1. استراتيجيات توفير الوقت: وهنا تظهر مسألتان:
أ. الالتزام بموفرات الوقت: أي الالتزام بالأشياء التي توفر الوقت، ومن أهمها:
1. إتقان المهارات: كالطباعة السريعة والمشي السريع، ونستثني طبعاً قيادة السيارة بسرعة.
2. فنّ التفويض: أي فنّ إسناد الأعمال للآخرين، وهذه تحتاج إلى دورة تدريبية.
3. مكتب منظم: وأفضل نظام وجدته هنا هو نظام الكايزن لترتيب المكتب.
ب. القضاء على مضيعات الوقت، ومن أشهرها:
1. التسويف: وهو التأجيل: الأعمال الكبيرة قَسِّمْها، والكثيرة وزّعها، والمملّة أَنْهِها بسرعة.
2. الاجتماعات: 83% من الاجتماعات تفشل بسبب الخروج عن الموضوع، وهو السبب الرئيس.
3. المثالية الزائدة: لا تنتظر كثيراً حتى تُخرج كتابك الأول مثلاً: 80% نسبة نجاح كافية!
4. استراتيجية التخطيط للأعمال: وهي تمرّ عبر هذه الخطوات:
أ. تحديد الأعمال: حدد الأعمال المطلوب إدارتها، وهي الأعمال المهمة بنوعيها المستعجلة وغير المستعجلة، واكتبها في ورقة أو في أي برنامج، ولكن الأهم هو أن تكتبها.
ب. تفويض الأعمال: الأعمال التي يمكن أن يقوم بها شخص آخر أَوْكِلها إليه، اتفق معه على الخطوط العريضة والموعد النهائي وتابعه، مع العلم أن المهمة ستظل تحت مسؤوليتك وأنت المحاسب عليها.
ت. إعداد الجدول الزمني: الأعمال المهمّة وغير القابلة للتفويض ضعها حسب أيام الأسبوع في جدول زمني مقسّمٍ على فواصل زمنية كما في النموذج الآتي:
التوجيه:
• إعداد جدولٍ عامّ للشهر، وآخر مفصّلٍ لأسبوعين.
• تقسيم الفترات الزمنية هذا أتى بفعل امتيازنا الشرعي؛ فعندنا أصلاً فواصل محددة هي أوقات الصلوات.
• أي عمل يستهلك ساعة فأَعطه في الجدول ساعتين.
• كن مَرِناً، وتذكر أن ما لا يُدرَك كلّه لا يُترك جُلُّه (أي أكثره).
3. استراتيجيات الالتزام: من أكثر الأشياء التي تجعل تحقيق الإنجاز ممكناً:
أ. المشاركة: اجعل أكثر من شخص يشترك معك في تحقيق الأعمال، مجموعة حفظ القرآن مثلاً.
ب. الإعلان: أَعلِن أمام الملأ عن أهدافك المقبلة التي تعمل على تحقيقها بتاريخ محدد، هذا سيدفعك نحو الإنجاز.
ج. التوكل على المولى عزّ وجلّ وطلب العون منه.
د. خصوصية رمضان: يبدأ الناس بحماسٍ كبير في بداية رمضان، ثم يرجعون إلى عاداتهم بعد منتصفه، فالنصيحة هي أن تعلن وتشكل مجموعاتٍ لإنجاز الأهداف في كل أسبوع من أسابيع رمضان، مثلاً: الأسبوع الثاني هو أسبوع العمرة، الأسبوع الثالث هو أسبوع زيارات التكافل، وهكذا...
إن كانت هناك مسألة إدارية لها أهميتها في شهر رمضان فهي مسألة إدارة الوقت، فالمتتبع لشهر رمضان، يجد أن العبادة بأكملها مربوطة بوقت دقيق 100%، فالإفطار قبل المغيب بدقيقة يفسد العبادة بأكملها ويتوجب قضاؤها، وكما أن موازين الأوقات في هذا الشهر ليست كالشهور الأخرى ففضل أداء الفريضة فيها بـ 70 فريضة في غيرها، أي أن قيمة الوقت فيها تتضاعف مرات ومرات، بل أن ليلة واحدة (10 ساعات تقريباً) وهي ليلة القدر تساوي ما مجموعه 1000 شهر ، أي 29500 يوم ! أي 708000 ساعة !! أي أن الساعة الواحدة فيها تساوي أكثر من 70 ألف ساعة..
أخيراً.. ان كانت العبادة في هذه الليلة تساوي عبادة ألف شهر، أي 83 سنة، وهذا يعني تماماً عبادة شخص بدأ عبادته سنة 1352 الموافق 1934!! بلياليها ونهاراتها!! هذا إن كانت الليلة تساوي 1000شهر، فكيف إذا ساوت أكثر من ألف شهر؟
*
تسرني مشاركتكم في صفحتي على الفيسبوك
Obaidal-Jaidi.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة