لا تصنع الفوضى في منزلك
كتب بواسطة كاميليا علي
التاريخ:
فى : مملكتك الصغيرة
4769 مشاهدة
سواء كنت تبدأ في تأثيث منزلك الجديد الذي ستنتقل إليه قريبا، أو كنت تريد تجديد منزلك الحالي، فإن تصميمك لمنزلك بنفسك قد يبدو مهمة صعبة وبه بعض المغامرة، لكنها في كل الأحوال مغامرة تستحق أن تجربها، فهي تمنحك الفرصة لأن يعكس تصميم المنزل هويتك الحقيقية وشخصيتك وذوقك. لكن قبل أن تنطلق في مغامرة تصميم منزلك بنفسك باحترافية هناك بعض القواعد الأساسية التي ينبغي لك الإلمام بها:
من أين نبدأ.. عناصر التصميم الداخلي
الفراغ: يعتبر العنصر الأساسي الذي ستبني عليه خطتك، ينقسم الفراغ إلى نوعين: ثنائي الأبعاد والذي يشمل الطول والعرض أو الأرضيات، وثلاثي الأبعاد ويشمل الطول والعرض والارتفاع. وتسمى الفراغات المحتوية على عناصر أخرى مثل قطع الأثاث أو اللوحات المعلقة على الجدار أو السجاجيد بالفراغات الإيجابية، أما الفراغات الفارغة مثل الأرضيات أو الجدران العارية فهي فراغات سلبية، ولا بد من وجود توازن بين الفراغات الإيجابية والسلبية.
الخط: تصنف الخطوط عموما إلى ثلاثة تصنيفات: خطوط أفقية توحي بالاستقرار والثبات مثل خطوط الطاولات والأسرّة، ورأسية مثل خطوط النوافذ والأبواب، وديناميكية مثل السلالم.
الأشكال: الشكل هو التقاء مجموعة خطوط مستقيمة أو منحنية بطرق مختلفة لتشكيل شكل معين، وقد تكون الأشكال طبيعية أو هندسية، كما قد تكون أشكالا مغلقة أو مفتوحة، تساعد الأشكال والتكوينات على منح الفراغ التناغم والتوازن.
الضوء: الضوء واحد من أبرز عناصر التصميم الداخلي وأكثرها وضوحا، ويشمل: الضوء الطبيعي أو الضوء الصناعي. يؤثر الضوء على الانطباع العام للمكان، ويؤثر بقوة على بقية العناصر مثل الملمس والألوان. من المهم تخطيط النوافذ والأبواب بطريقة تسمح للضوء الطبيعي بالدخول إلى المنزل، لكن توزيع الإضاءة الصناعية أيضا في غاية الأهمية، وتنقسم إلى: إضاءة المهام (task lighting): وهي المخصصة لهدف أو مهمة محددة مثل الإضاءة المجاورة للفراش، أو إضاءة المكتب. والإضاءة الشاملة/الرئيسية (Ambient lighting): وهي الإضاءة العامة للمكان. والإضاءة الموجهة (accent lighting): وهي الإضاءة الموجهة نحو عنصر ديكوري معين لإبرازه (لوحة مثلا أو تمثال).
اللون: لكل لون تأثيره النفسي الذي ينبغي مراعاته عند اختيار ألوان المنزل، سواء ألوان الحوائط أو الأثاث والمفروشات، فألوان مثل الأخضر توحي بالهدوء والسكينة، بينما لون مثل البرتقالي يوحي بالحيوية والديناميكية. كما ينبغي مراعاة تأثير الإضاءة على الألوان أيضا، واختبارها قبل اختيار ألوان الطلاء.
الملمس: كيف يبدو ملمس السطح وكيف تشعر به حين تلمسه. يضيف التنوع في الملامس عمقا وإثارة للتصميم. والملامس نوعان: ملمس مرئي: وهو الذي نراه لكن لا نلمسه، مثل التأثيرات المختلفة في طلاء الجدران والتي تعطي إيحاءا بوجود ملمس مختلف. وملمس حقيقي: وهو ما يمكننا رؤيته ولمسه. تشمل الملامس المفروشات بأنواعها مثل الستائر والسجاجيد والأغطية والوسائد، كما تشمل ورق الحائط وأنواع الطلاء.(1)
كيف تصمم منزلك كالمحترفين؟
والآن بعد أن تعرفنا على العناصر الأساسية للتصميم، كيف يمكنك استخدامها لتصميم المنزل كالمحترفين؟ الخطوة التالية هي فهم القواعد أو المبادئ الأساسية للتصميم والتي تجمع بين هذه العناصر وتنْظُمها معا بإتقان، وهي:
الوحدة: لنجاح التصميم ينبغي أن يكون هناك شعور بالاتحاد والتناغم بين عناصر التصميم الستة المذكورة، بحيث تكمل بعضها بعضا، ويخدم كل عنصر العنصر الآخر. بحيث تتناسق جميع عناصر التصميم لتحقق أثرا متناغما يوحي بالاستمرارية سواء على المستوى الجمالي أو الوظيفي.(2)
التوازن: يشير هذا المبدأ إلى توزيع عناصر التصميم بشكل متوازن بحيث يخلق توازنا بصريا، وهو ما يمكن تحقيقه عبر توزيع الوزن البصري للعناصر حول محور مركزي أو نقطة سواء حقيقية أو وهمية. وهناك ثلاث طرق لتحقيق هذا التوازن وهي:
- التوازن المتناظر (Symmetrical): وهو عبارة عن توزيع العناصر بشكل متماثل حول محور أو خط وهمي، وهذه الطريقة تخلق شعورا بالراحة لكن سرعان ما يتولد إحساس بالملل والرتابة. وغالبا ما يُستخدم في الأماكن ذات التصميم الكلاسيكي، على سبيل المثال بإمكانك خلق هذا الشعور في أحد الأركان عن طريق وضع مقعدين متماثلين تماما وتفصل بينهما لوحة معلقة في المنتصف.
- التوازن غير المتناظر (Asymmetrical): ليس للوزن البصري للعناصر علاقة بحجمها، فالعناصر ذات الألوان الدافئة ذات وزن بصري أثقل من العناصر ذات الألوان الباردة، والملامس الخشنة كالصوف ذات وزن بصري أثقل من الملامس الخفيفة الناعمة مثل الحرير. ويعتمد هذا النوع من التوازن على خلق توازن بين الوزن البصري للعناصر دون الاعتماد على التماثل بينها، وهو ما يخلق حركة وديناميكية وحيوية في التصميم.
- التوازن الشعاعي (Radial): ويعتمد على ترتيب العناصر حول نقطة معينة مثل ترتيب المقاعد حول طاولة طعام أو وضع الإضاءة بشكل دائري في السقف.(3)
الإيقاع: يتحقق الإيقاع في التصميم عندما تنجح في خلق حركة وإيقاع متصل بين عناصر التصميم المختلفة مما يوحي بالحيوية والديناميكية، وهو ما يمكن تحقيقه عبر ثلاث طرق وهي التكرار أو التبادل أو التصاعد.
التركيز: عن طريق تسليط الانتباه على قطعة أو نقطة محورية في المساحة، سواء قطعة ديكورية مميزة أو قطعة أثاث أو حتى جدار.
التباين: ويعني الاختلاف في اللون أو الشكل أو الفراغ بين أكثر من عنصر من عناصر التصميم، وهو ما يساعد على إبرازها. ويمكن أن يكون التباين على مستوى اللون على سبيل المثال الجمع بين اللونين الأبيض والأسود، أو في الشكل بالجمع بين مرآة مستديرة ومقعد مربع أو في الفراغ بتقسيمه بين فراغات سلبية وإيجابية.
المقياس والتناسب: يتعلق هذا المفهوم بدلالة حجم عناصر التصميم بالفراغ وعلاقتها ببعضها البعض من حيث الحجم. فعلى سبيل المثال إذا كان سقف المنزل مرتفعا يُفضل أن يكون الأثاث أيضا مرتفعا. وكذلك في حالة استخدام أريكة كبيرة وواسعة عليك استخدام وسائد كبيرة كي لا تبدو الأريكة فارغة مما يؤثر على الشعور بالتناغم بين العناصر.
التفاصيل: وهي قطعة الكرز الأخيرة التي تزين الكعكة، التفاصيل الصغيرة التي تضيف إلى العناصر قيمة وتمنحها جمالا وشخصية مميزة، ومنها على سبيل المثال التطريزات الصغيرة في الوسائد، مفارش الطاولات واللوحات وغيرها. (4)
كيف تخلق تصميما جميلا ومريحا؟
الآن، وبعد أن تعرفنا على عناصر التصميم الأساسية والمبادئ التي تجمع بينها، هذه بعض النصائح التي ستتمكن من خلالها من تطبيق تلك العناصر والمبادئ في خلق تصميم جميل ومريح:
ابدأ بالتخطيط: لا تندفع لشراء قطع الأثاث والمفروشات دون أن تخطط جيدا، ابدأ بالبحث عن مصادر متنوعة للإلهام، بإمكانك استخدام الإنترنت والمواقع المهتمة بالتصميم الداخلي فهي مصادر غنية بالإلهام. وبعد ذلك خطط لما ستفعله، هناك عدة تطبيقات لجهاز الحاسوب يمكنك استعمالها لمساعدتك على التخطيط من بينها "planner 5d" و"Room styler 3d" و"Home by me] ".
اختر مخطط الألوان: هذا الموقع سيساعدك على تجربة العديد من مخططات الألوان المختلفة والمزج بينها. احرص على أن تعبر الألوان عن شخصيتك وذوقك وتعكس روحك ولا تندفع وراء اختيار لون ما لمجرد أنه موضة.(6)
امزج العناصر دون خوف: عليك أن تتجرأ في مزج العناصر المختلفة، وينطبق هذا على مزج المنسوجات المختلفة، ومزج الأنماط المختلفة أيضا. يمكنك على سبيل المثال وضع قطعة أثاث كلاسيكية تتوارثها عبر أجدادك في غرفة يسودها الطراز الحديث، فهذه القطعة هي جزء من ماضيك، وقطع الأثاث الحديثة التي اشتريتها مؤخرا هي جزء من حاضرك، فما المانع من الجمع بين كليهما في المساحة نفسها. ومن هذا المنطلق أيضا يمكنك الجمع بين لوحات مونييه، وسلفادور دالي على الجدار نفسه. عليك فقط أن تتأكد من وجود تناغم خفي بين هذه العناصر.(7)
استخدام طبقات الإضاءة المتعددة: كما ذكرنا تتعدد أنواع الإضاءة وبإمكانك استخدامها جميعا في الغرفة الواحدة لخلق أثر درامي جمالي وأجواء مختلفة، يساعد استخدام عدة طبقات من الإضاءة على تقسيم الأماكن ذات المخطط المفتوح، على سبيل المثال إذا كانت غرفة الطعام لديك مفتوحة على غرفة الجلوس في المساحة نفسها فبإمكانك استخدام عدة مصادر للإضاءة لتقسيم المساحة بينهما، والإيحاء باستقلالية كل منهما.(8)
ابدأ بالإضاءة الرئيسية أو الشاملة ثم أضف مصادر الإضاءة الأخرى سواء إضاءة المهام أو الإضاءة الموجهة، واحرص على أن تتنوع هذه الإضاءات من حيث درجة حرارتها (بين الضوء الأبيض والأصفر) وشدتها، وارتفاعاتها، وكذلك على أن يكون بعضها موجها للأعلى والآخر للأسفل. احرص على اختيار إضاءة المهام في كل غرفة بحيث تجمع بين الجمال والمنفعة الوظيفية أيضا، فعلى سبيل المثال ستحتاج في الحمام إلى إضاءة رئيسية وأخرى جانبية لاستخدامها عند الحلاقة أو وضع الزينة، وكذلك في المطبخ احرص على وجود إضاءة مباشرة فوق مساحة العمل. (9)
كن ذكيا في استخدام الفراغات السلبية: كما سبق وأشرنا فإن الفراغات السلبية هي المساحة التي لا تحتوي على أي عناصر، للأسف يميل الأغلب إلى تكديس عناصر التصميم ومزاحمتها تماما كنص أدبي ممتلئ بالتراكيب الزائدة عن الحاجة. ينصح خبراء التصميم بالتفكير في الفراغات السلبية بشكل متعمد ومخطط له جيدا بحيث لا تبدو وكأنها مساحة نسيت أن تملأها. (10) إذا كنت تملك الكثير من التحف الصغيرة على سبيل المثال تجنب عرضها جميعا، البعض يشعر بالرغبة في عرض كل ما يمتلك من قطع جميلة، لكن هذا الازدحام للأسف لا يمنح كل قطعة الفرصة في الظهور كما يليق بها.
احرص على اتباع قواعد المسافات والمقاييس القياسية: على الرغم من أن القواعد وضعت لتُكسر، فإن أغلب خبراء التصميم لا ينصحون أبدا بكسر قواعد المسافات والمقاييس القياسية، خاصة أن لها بُعدا وظيفيا أيضا بالإضافة إلى البُعد الجمالي:
- المسافة بين طاولة الطعام والجدران أو قطع الأساس المجاورة: 90 سم على الأقل.
- والمسافة بينها وبين مدخل الغرفة 122 سم على الأقل، تسمح هذه المساحات للأشخاص بالتحرك بارتياح حول الطاولة.
- المسافة بين طاولة الطعام والإضاءة المعلقة فوقها مرنة إلى حد كبير فهي تتراوح بين 60 سم إلى 80 سم بحيث لا تكون شديدة الارتفاع مما ينقص من الإيحاء بتفرد الطاولة، ولا منخفضة جدا حيث تعيق تواصلك مع الآخرين.
- المسافة بين طاولة القهوة والأريكة تتراوح من 30 إلى 45 سم بحيث تمنح الجالس حرية الحركة مع القدرة على الوصول للمشروبات الموضوعة بسهولة. ويفضل ألا يتجاوز الفارق في الارتفاع بين الأريكة والطاولة 10 سم.
- المسافة بين المقاعد أو الأرائك المختلفة تتراوح بين 9 إلى 25 سم كي يستطيع الجالسون التواصل بسهولة.(11)
- تعليق اللوحات أو إطارات الصور: احرص على أن تكون اللوحات في مستوى النظر، أي على ارتفاع يتراوح بين 140 إلى 153 سم من الأرضية، وإذا قررت تعليق أكثر من لوحة أو إطار على الحائط نفسه بارتفاعات مختلفة فاحرص على أن تكون القطعة المركزية من بينهم على هذا المستوى. أما إذا قررت تعليقها فوق أريكة فاحرص على ألا يتجاوز عرضها عرض الأريكة واترك بينهما مسافة تتراوح بين 12 إلى 22 سم.(12)
- الستائر: احرص على تعليق قضبان الستائر على مسافة 10 سم فوق النافذة، لكن بإمكانك زيادة هذا الارتفاع للإيحاء بنافذة أطول حتى 20 سم. بالنسبة للعرض يمكن أن تغطي الستائر من 3 إلى 8 سم على جانبي النافذة لكن يمكنك زيادة هذه المسافة حتى 30 سم للإيحاء باتساع النوافذ.(13)
قواعد السجاد: هناك ثلاث قواعد رئيسية يمكنك اتباعها فيما يخص السجاد:
- كل الأثاث فوق السجادة: إذا كانت المساحة واسعة والسجادة كبيرة الحجم يمكنك وضع أرجل الأساس جميعها فوق السجادة بحيث تترك مساحة من 30إلى45 سم من الأرضية العارية حول جوانب السجادة الأربعة.
- الأرجل الأمامية فقط فوق السجادة: يمكن أن تضع الأرجل الأمامية للأثاث فوق السجادة وهذه الطريقة توحي بالترابط والاتساع. (14)
- الأثاث حول/خارج السجادة: إذا كانت السجادة صغيرة والمساحة صغيرة فبإمكانك وضع قطع الأثاث حولها بحيث لا تدخل أرجل المقاعد فوق السجادة، وهي طريقة لا يفضلها معظم المصممين لأنها تجعل المكان يبدو مفككا، خصوصا إذا كانت المساحة التي تقوم بتصميمها تجمع بين عدة أنشطة مثل غرفة معيشة بها طاولة طعام.
عليك إيجاد نقطة تركيز محورية في الغرفة: نقطة التركيز المحورية هي أول ما يجذب انتباهك في الغرفة، وهي العنصر الرئيسي الذي تتناغم من حوله بقية العناصر، قد تكون نقطة التركيز نافذة كبيرة بعرض الحائط أو مدفأة أو جدارا بلون مختلف عن بقية الجدران. وقد تكون مكتبة كتب ضخمة أو مرآة كبيرة بإطار مميز. احرص على إيجاد تلك النقطة وتنسيق بقية العناصر بحيث تبرزها، يمكنك على سبيل المثال استخدام أحد الألوان المميزة فيها وتكراره في عدة عناصر أو اختيار لون متباين معه لإبرازه.(15)
وتذكّر دائما أن تحرص على اختيار ما يعكس ذوقك وشخصيتك ويجعل البيت مريحا، فالبيت ليس فقط مجموعة من الحوائط الصماء، لكن جدرانه تعكس أرواح ساكنيه.
المصدر : الجزيرة - ميدان
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة