ناقصات عقل ودين
كتب بواسطة أ.يامن الحجة
التاريخ:
فى : المقالات العامة
7264 مشاهدة
(ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب - أي عقل - الرجل الحازم من إحداكن)
هذا ما قاله رسول الله ﷺ للنساء كما جاء في الصحيحين، وقد يظن الكثير من الناس أن في هذا
الحديث ظلم للمرأة وتقليل من شأنها، كما اتخذه البعض مدخلاً من مداخل الطعن بالإسلام ورسوله عليه الصلاة والسلام.
ولكن.. حين نتناول الحديث في سياقه ، ونعلم يوم حدوثه، ندرك أنه ليس ذمّاً للمرأة أو انتقاصاَ منها، بل هو مدح وملاطفة لها، وإظهار لعنصر قوتها.
والدليل على ذلك فيما يلي:
أولاً: قوله ﷺ ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ، كان في يوم عيد الفطر أو عيد الأضحى، ومن غير المعقول أن يقصد ﷺ بقوله أي إهانة أو انتقاص من أحد في مثل هذا اليوم، وهو الذي لم يفعل ذلك في غيره من الأيام.
ثانياً: إن كان الرجل الحازم - أي: الرجل ذو العقل الضابط لأمره، الصلب الذي لا يُجامل ولا يُمازح - ينقاد للمرأة، فغيره من الرجال أولى أن ينقاد لها، وهذا مدح واضح وصريح للمرأة.
ثالثاً: الحديث نفسه قد فسر معنى نقصان عقل المرأة ودينها، أما نقصان عقلها:
فسببه أن شهادة امرأتين تعادل شهادة رجل واحد، وهذا في مسائل الديون والأموال كما نصّت آية المداينة في قوله جلّ في عُلاه:
( وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى ﴾
[البقرة: 282]
لأن مهمة المرأة عاطفية، وغالباً ما تكون بعيدة عن مواطن المعاملات التجارية، أما في غير هذه المواطن، فإنَّ شهادتها تعادل شهادة الرجل تارة، كالشهادة في الحوادث الفجائية، وفي المواطن التي إن لم يؤخذ بشهادتها ضاعت الحقوق.
وتارة يُؤخذ بشهادتها منفردة دون شهادة الرجل، كالشهادة في المواطن التي لا تشهدها إلا النساء، كالشهادة في البكارة والحيض والولادة والرضاع، وكل ما تختص بمعرفته النساء.
وأما نقصان دينها:
فسببه أن تكليفات الدين للمرأة أقل من تكليفات الرجل، فهي تنقطع عن الصلاة لأيام ولا تقضيها،
وتنقطع عن الصيام لأيام وتقضيها، وذلك دون أن ينقُص من ثوابها شيءٌ، لأن انقطاعها ليس من اكتسابها، ومرجعه إلى طبيعتها الخَلقية.
يقول الدكتور أحمد نسيم سوسة ، وهو عضو سابق في المجمع العلمي العراقي كان قد اعتنق الإسلام، يقول في كتابه - في طريقي إلى الإسلام- :
( يجب ألا يغرب عن البال أن المرأة لم تكن قد حازت حقوقاً تتمتع بها إلا بعد ظهور الإسلام ، لأن الإسلام هو أول من رفع قدر المرأة وأعطاها حقها في الحياة كحق الرجل ) ص 187
صلى الله على من عظّم شأن المرأة، وعلمنا كيف نعاملها .. نحبها .. ونحترمها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• متخصص في مقارنة الأديان وردّ الشبهات / دمشق
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
شرح رائع سلمتم
اول مرة اعرف ان الحديث معناه كده وفرحت فعلا اشكركم
مقال جميلة، كل الشكر للأستاذ المحترم يامن صاحب القلم الرائع.