رئيس جامعة طرابلس - لبنان
ما بالُ قلبي!!!
قصيدة مهداة إلى جناب سيد الخلق وحبيب الحق خاتم النبيين، وإمام رسل الله أجمعين سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله، وسلم تسليما كثيرا عشية ذكرى مولده الأنور عام 1445 للهجرة النبوية الشريفة.
ما بالُ قلبي توارى بعدما انشرحَا
ألقى كياني بسفحِ الحبِّ مُنطرحا
نقَبْتُ كلَّ سهولِ الوجدِ قاطبةً
كذا بيادر أشواقٍ بها جمحا
وطائرُ الروحِ في الأجواءِ يرقبُها
هيْمانَ يبحثُ عن بعضي الذي سبحا
ولَّيتُ وجهي نهرَ الذكرِ مغترفًا
علّي أبلسمُ بالعرفان ما انجرحا
هَوَيْتُ أسجدُ في محرابِ أسئلةٍ
أين الذي كان في دفْقٍ وما كُبحا
فجاءني النورُ من أحداقِ يثربنا
هذا الفؤادُ بفيْضِ الحبِّ قد ذُبحا
وحين غُسّلَ في ميزابِ كعبتنا
ماءُ الشهادةِ أحيا والهًا مدَحا
وصار كالخيلِ يعدو في مرابعنا
مِن رجْفةِ الوجدِ قلبي خِلْتُه ضبحا
مُحلِّقًا في فيافي عطرِ سيدِنا
يعانقُ الروحَ في كَونٍ به فرِحا
من أينَ أبدأُ تطوافي بساحتكم
يا سيِّدَ الخلقِ بابُ الله قد فُتحا
إني شهدتُ كيانًا لا نظيرَ له
مقامُ حَمْدٍ تجلّى فيه فاتضحا
صُبَّ الجلالُ به صبّا فجوْهرَهُ
يا حُسْنَ مبنىً إذا المعنى به رجحا
لو اعتصَرتَ قرونًا قد حَوَتْ حِكمًا
تضاءلتْ في مقاماتٍ بها صدَحا
ولو تلوتَ كتابَ الكونِ أجمعَهُ
لَما وجدتَ عظيمًا مثله امتُدحا
قد أقسمَ اللهُ في القرآن تكرمةً
به فمَن قاربَ المجدَ الذي طفحا!
يا أعْبدَ الخلقِ للخلّاق أحمدَنا
كل العزائم تهوي دون ما كدحَا
والأنبياءُ دواءُ الله في زمَنٍ
وأنت فينا شفاءُ الله ما برِحا
نورٌ به أحرقَ اللهُ الظلامَ بِ "كن"
فجْرٌ به زالَ ليلُ الزَّيغِ واكتُسِحا
قد حصحصَ الحقُّ يا شمسَ الكمالِ بكم
وأُزهق الباطلُ المدموغُ وافتُضِحا
يا رحمةَ الله عمَّ العالمينَ بها
يا مَن به وجهُ هذا الكونِ قد صلُحا
أَعْظِمْ بعفوكَ إذ لا عفوَ يشبههُ
وصفحُكَ الفتحُ ألفى الظلمَ منبطحا
صرحُ المكارمِ قد تمَّمْتهُ خلُقًا
من شذَّ عنه غدا بالعارِ متشحا
معلِّمٌ ملةُ التوحيدِ قِبلتُهُ
مِنْ صُلْبِ جدِّكَ إبراهيمَ مَن نصَحا
يا مَنْ أحاطتْ بتشريعٍ بلاغتُهُ
بالحقِّ أعجزْتَ مَن قد جارَ أو شطحا
يا داعيَ السّلمِ تبقى أنت قائدَه
تقضي لذي الضّعفِ مهما الظلمُ قد قبحا
إذا السيوفُ بساحاتٍ مجردةٌ
ما هِبْتَ حدًّا على خيلٍ بك انقدحا
إليك يأوي على حوضِ الردى نُجُبٌ
فالنصرُ أنتَ بإذن الله قد سَرَحَا
يا أيها الكرمُ المجبولُ في رجلٍ
أنتَ العطاءُ بلا سقفٍ إذا مَنَحا
أنّى لقلبيَ أن يأوي لمأرزه
إن كان يفنى بحبٍّ نحوَه جنحا
قد صار قلبيَ مولىً في رعيتكم
يا سعدَهُ إنْ بكفٍّ منكمُ مُسِحا
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة