ما الذي يدفع الشباب لمشاهدة الأفلام الإباحية؟!
كتب بواسطة أحمد عبد المنصف
التاريخ:
فى : شباب بنات
3978 مشاهدة
صفحة فكر طرحت سؤالًا هامًّا: ما الذي يدفع الشباب في الوطن العربي إلى مشاهدة الأفلام الإباحية؟
وبعد تأملات مع هذا الأمر -لا يُعتد بها في أي مجمع علمي محلي أو دولي-وجدت عدّة أسباب كتبتها في تعليق وأنقلها هنا للتوثيق ولنقاش الأصدقاء إن شئنا:
1. تأخر الزواج وتعذّر أسباب الإشباع الجنسي الشرعي، في الفترة الأخيرة صرت أحس أنّ الناس أصبحت تخجل من أن تقول أن العامل الرئيسي والأهم للزواج هو الإعفاف (حتى في الدورات الخاصة بالزواج لا يُسبهوا في هذا الأمر! على أهميته!)، وكأن الإسهاب في الحديث عن هذا العامل نوع من المسبّة أو التحقير والاختزال من أمر الزواج!
وكأن الشاب الذي يريد أن يتزوج لأنه فقط يخشى على نفسه الزنا = شاب ساذج ولا يفقه معنى الزواج، وإن كان هذا هو المعنى الفقهي الرئيسي في عقد النكاح، أنه عقد (استمتاع)! وأما المعاني العاطفية الرومانسية التي استقيناها من المسلسلات الهوليودية والتركية = فهي ليست بمبالغات السينما أولًا، ثم إنها زائدة قد توجد وقد لا توجد.. والبيوت في الأصل تُبنى على المودة والرحمة والمعاشرة بالمعروف.
.
2. (التعويل على الزواج)!
صدّق أو لا تُصدق، كثير من مدمني الإباحيات من المتزوجين .. وهؤلاء سبق وقيل لهم عندما تتزوجون سوف تتوقفون عن مشاهدة الأفلام الإباحية وكأن الزواج مؤسسة علاجية ستحلّ مشاكلهم الإيمانية ، فتزوجوا وحوّلوا حياتهم وحياة شركائهم إلى جحيم .
.
3. خطاب (الفردانية)
الذي تتبناه مؤسسات كبرى، التي توهم الناس بخرافة (الفردوس الأرضي) وأننا خُلقنا لنتنعم، لا لنتألم أي ألم مادي! وبالتالي صاحبنا يقرر يهرب من أي مسئولية قد تجلب له ألم في حياته بشكل ما.. فيصبح مسخًا يتغذّى على الملذات الرخيصة المؤقتة التي ليس لها أي تبعات أو مسئولية.
.
3. عدم وجود موجّه يُعلم الناس كيف يفهمون ويديرون مشاعرهم، كيف يتعاملون مع مشاعر الحزن والخزي والقلق والألم والضغط العصبي والغضب والملل والفراغ الرُوحي، كل تلك المشاعر بتدفع الإنسان إلى الإباحيات وإلى السلوك الإدماني بمختلف أنواعه لتقليلها والهروب منها.
.
4. انتشار ثقافة العُري والإباحية بمفهومها الشامل، العُري في الرياضة، في الأفلام والمسلسلات، في اللوحات، في الإعلانات، في الشوارع والمولات.. في كل مكان!.. العري أصبح معيار الرُقي والتحضر عند فاسدي الفطرة ومختلي الثقافة والفكر!
فالعين ألِفت البشرة العارية! وبدت تنفر وتسخر من الحديث عن القيم والأخلاق والستر والعفّة وغيرها.
.
5. (المبالغة) عنصر مهم جدًا في استبقاء الإثارة والتشويق الدائمين.. المبالغة في كل شيء.. لأن الزبون بتاعنا أصلا يهرب من واقعه (العادي)، لذلك يجب أن أخلق له أنا واقع آخر خيالي متوهم مبالغ فيه بشدة حد سذاجة وسُخف الأحلام والهواجس أحيانا.
ومع غزارة التمويلات وتطور التقنيات، وتوفّر أسواق النخاسة المعاصرة وشغل العصابات = أصبح من السهل خلق تلك الأوهام.
.
6. الفراغ الوقتي والقلبي، الإنسان لم يعد يحمل في صدره قضايا كبرى يعيش من أجلها ويبذل في سبيلها، ولم يعد يتاح له مساحة في المجال العام ليفرّغ فيها طاقاته الحيوية، وبالتالي انشغل فقط بسد حاجاته الخاصة.. وافتقد إلى الخطاب الإيماني الذي يحيي فيه تلك المعاني والقضايا.
.
7. السهولة الشديدة في الوصول للإباحية بضغطة زر.
.
8. أحيانا بسبب الجهل بما تفعله الإباحيات فينا،
لذلك أنا ألوم كل من يحصر أضرار الإباحية في الأضرار النفسية أو الفسيولوجية فقط.. وهذا تأثرا بالمدارس الغربية لعلم النفس.
ولكن ماذا عن الأضرار الأخطر والأكبر: الأضرار القلبية؟
أن يقسو القلب من كثرة النكت السوداء للذنوب؟ أن تُظلم الرُوح؟ أن يفقد الإنسان لذة الطاعة؟ أن تألف عينه المعصية؟ وأن تألف نفسه وتقبل أن تُفعل تلك المعاصي أمامه؟ أن يُسلب بركة الوقت والعلم والفكر والبدن؟
غير الآثار النفسية مثل الرغبة في الفردانية والانزواء، والأخطر وهي (جنسنة الأشياء)، فكل أنثى أمامك تتحول إلى أداة للجنس، وكل مكان حولك يتحول إلى مساحة مناسبة للجنس، إلى آخره.
إلى جانب التغيرات الفسيولوجية/النفسية التي يسببها الإدمان.. مثل الاكتئاب والقلق وضعف التركيز والخمول وغيرها الكثير من البلايا.
.
9. وأحيانا بسبب الجهل بصناعة الإباحية نفسها، وكم الإجرام الذي تقوم به تلك العصابات من استعباد البنات والأطفال حرفيًا وتشويه أجسادهم وتدمير نفوسهم لإمتاع المشاهد!
وأحسب إن الواحد يكفيه أن يرى وثائقي في كواليس صناعة المواد هذه ليتقيأ أو على الأقل لن يظل ينظر لها نفس نظرة الانبهار والإعجاب ولن يصدّق نظرات تلك الفتيات التي تُمثل النشوة والسعادة والاستمتاع!
وسوف يفهم أن كل دقيقة يشاهدها فهو بيساهم بشكل أساسي في تمويل تلك العصابات، ويشارك بالفعل في الجرائم التي تحصل لهؤلاء الضحايا!
10. الصحبة الفاسدة غير المشجّعة إلا على الملذات والهلس والحديث عن الجنس الآخر والتمحور حول الذات ليس إلا.. الصحبة والبيئة المحيطة هي داء ودواء الكثير والكثير مما رأيته في حياتي وحياة من حولي.
.
11. افتقاد عامل (الإثارة والتجديد) في حياة الإنسان المعاصر،
أحسب أن الإنسان قبل عصر الحداثة كان عنده مساحة إنسانية أكبر بكثير من الآن، مساحة من الترفيه، المغامرة، التجربة، الحركة الحُرة، التفاعل مع الطبيعة، مساحة من التنفيس خارج الإطار المُحدد مُسبقًا، المساحة هذه للأسف تضاءل بشكل صعب جدًا جدًا! والقيود المجتمعية بتزيد بشكل صعب.
حتى أصبحت حياة الإنسان وكأنها مسار رُسم له كالآلة!
فصاحبنا لما يكتشف أن حياته تحولت بأكملها إلى نمط آلي متكرر ممل يفتقد إلى أي روح، (سواء مع نفسه أو زوجه) أحيانا يبحث عن مصدر جديد للإثارة والتشويق والتجديد والتنوع وهذا ما توفّره الإباحية بامتياز!
.
12. ثقافة (سيبه ماتفتحش عينه) التي أفسدت أجيال، لأن جوجل خرقت العيون!
عدم توفر مصادر صحّية آمنة وعلمية وصحيحة لإثراء الثقافة الجنسية للإنسان من صغره، بل جعلها من التابوهات التي لا يُقترب منها، فلا يجد الطفل في بداية اكتشافه لنفسه وجسده وعلاقته بالجنس الآخر غير جوجل ليخبره ويُعلمه!
(مؤخرا هناك اهتمام ملحوظ للنساء والأمهات في هذا الموضوع في دورات التربية وهذا أمر لطيف جدًا أرجو انتشاره بشكل أوسع).
.
13. افتقاد ثقافة التعامل مع السلوك الإدماني بصفة عامة! سواء سجائر أو ألعاب أو سوشيال ميديا أو إباحيات أو مخدرات ولا إباحيات ... إلخ
مازال الكثير منا لا يزال يرى هذه السلوكيات عارضة لا تحتاج إلى متخصص، فأصبح الكل يُفتي بما عنده، وهناك ناس كتير مش مقتنعة إن دي اضطرابات مشخّصة ولها متخصصين ولها برامج متابعة وقصة كبيرة يجب الرجوع فيها لأهل العلم... فكله بقى أهل علم والحمد لله ").
وأسباب أخرى كثيرة.. والله أعلم.
نسأل الله السلامة والعافية.
المصدر : منارة نور
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة