مدير العلاقات العامة في أكاديمية الأمين | لبنان
«حاء» في الحياة... و«باء» بعد الموت
وفي الصباح عندما أرسلت الشمس أشعتها الذهبية البرّاقة معلنة بداية نهار جديد.. استيقظ كعادته لكي يتناول الطعام مع زوجته ثم يذهب إلى عمله...
لكنه تعجب عندما نظر إلى زوجته فرآها ما زالت نائمة كملاك طاهر بريء.. فإنه اعتاد أن تستيقظ قبله وتحضّر له الطعام...
حينها شعر كأن الساعة تباطأت عقاربها فتقدّم إليها والدمع ينسكب من عينيه..وبدأ يقلب صفحات حياته التي كتبها هو ومحبوبته.. فكأنه شعر بلحظة وداع... يا إلهي.. كم هي مؤلمة رؤية المحبوب في هذه الحالة.. جارحة الدمعة التي يصحبها الخوف من لحظة فراق.. خيّم سكون رهيب أشبه بسكون الموت.. مد يده وأمسك بيدها، وإذ به يسمع صوتا رهيباً يناديه: (أعد يدك.. إنها زهرة ذبلت ولن تعود.. لن ترجع.. لقد ماتت).. حاول أن يكذّب الصوت وهو يبكي بكاء شديدا (لا ترحلي.. لا تودعيني... لا تتركيني)...
وفجأة... انتفض... ومسح دموعه... ثم تبسّم.. لم يصبه جنون.. ولكنه أيقن أن الموت هو محطة في سفر طويل إلى جنة عرضها السموات والأرض... فاستلقى بجانبها... ولم يستيقظ... نعم... لقد مات هو أيضا..
أي سر هذا..؟.. لقد خصّهما الله بنعمة الحب الأبدي.. الحب الروحي الخالد... وكانت تلك اللية كأنها ليلة زفافهم.. الأهل والأقارب يبكون.. وهما فرحان بما آتاهم الله من الحب.. فوضع الزوج في القبر.. ثم حملو إليه زوجته وقدّموها له... وأغلق القبر عليهما..
القبر.. الأهل يرونه حفرة صغيرة ضيقة.. ولكنهم رأوه روضة جميلة... جلسا يستذكران معاً أياما خلت وليالي انقضت... أتذكرين يوم كنا ننظر إلى جمال صنع الله في الأشجار والأطيار والأزهار.. انظري ماذا أعدّ الله لنا.. أليست هذه الروضة أكثر جمالاً.. نسمع ما يسرّ القلوب ونرى ما تنشرح به النفوس...
وارتميا في أحضانها.. ليشكّلا لوحة.. يعجز البيان عن وصفها.. والأطيار تصدح بشجي أنغامها..
عندها.. طاب التلذذ بمناجاة الله تعالى على هذه النعم... وعلى كرمه عليهم وإحسانه إليهم..
أحبتي في الله...
هذه القصة من وحي الخيال..ولكن ألستم معي بأن الحب هو ذلك الإحساس الصافي الذي لا تراه العيون ولكن تدركه القلوب..؟..
ألستم معي بأن الحب الصافي هو الذي يكون بين زوجين تحققت بينهما المودة والرحمة.. فأبدلهما الله حبا خيرا من حبهما ودارا خيرا من دارهما..؟!
ألستم معي بأن الحب يتكوّن من حرفين «حاء» في الحياة.. و«باء» بعد الموت...؟!
{والَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّار جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ}...
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن