وما ذنب الحجاب؟
التاريخ:
فى : شباب بنات
1841 مشاهدة
“فليس الحجاب إلا كالرمز لما وراءه من أخلاقه ومعانيه وروحه الدينيّة المَعبديّة، وهو كالصَدفة لا تحجب اللؤلؤة، ولكن تُربّيها في الحجاب، تربيّة لؤلؤيّة” قالها مصطفى صادق الرافعي.. وقد صدق!
والحجاب فريضة من الله جل وعلا، أمَرنا نحن النساء به إكراماً لنا، ورحمة بنا، وصوناً لأجسادنا من الإشعاعات الحارقة التي تبثّها عيون الفاسدين.. وحين ترتضي المسلمة أن يكون هواها تبعاً لما جاء به الإسلام فتضع الحجاب رغبة برضا الله جل وعلا، فتكون كمَن زيّنت حياءها وإيمانها به، وارتقت مدارج السالكين وتقرّبت..
وقد تضعه المسلمة رهبة من أبٍ، أو تقليداً لعُرف، أو استجابةً لزوج.. ومهما كان السبب الذي يدفع المسلمة لوضع الحجاب، إلا أنه لا بد من غلق باب التفكير في خلعه، أو التراجع عنه مهما كانت الظروف.. لأنها بذلك تسيء إلى هذه الشعيرة الدينيّة والفريضة الربانيّة، ومن قبلها هي إساءة لنفسها وعقلها وهيبتها..
قالت لي: هل عرفت أن فلانة تطلّقت؟ فتفاجأت بالخبر وتضايقت أيّما ضيق على خبر طلاقها، فهي في عمر الصِبا ولها من طليقها أولاد! فقالت: ولكن الخبر الأبشع أنها بعد الطلاق نزعت حجابها “نكاية” بزوجها!
حقيقة لم أفهم ما دخل طليقها بحجابها؟ وما ذنب الحجاب لتجعله “أداة” تحاربه بها؟! وكأنه يهتم بها بعد طلاقها أصلاً!!
يا أخت الإسلام: أما علِمتِ أنه “وَكُلُّهُمْ ءَاتِيهِ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ فَرْدًا”؟! فبماذا ستبرّرين خلعك للحجاب حين تقفين بين يديه جل وعلا؟ هل ستقولين له: لقد أردت الانتقام من زوجي لأنه طلب مني الحجاب فلما تركته خلعته؟! وهل زوجك هو الذي فرض الحجاب أم الله جل وعلا؟ فهل تحاربين زوجك أم تحاربين ربّك الذي خلقك وأنعم عليك ورزقك السمع والبصر والفؤاد لتبصري؟!!
ما أنتِ فاعلة إن لم يرحمك الله، وحاسبك على ما فرّطتِ في جنبه؟ هل سيحترق زوجك بالنار، أم أن جسدك هو الذي سيحترق؟ هل تحسبين أن هذا اليوم عنك بعيد وقد “ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِى غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ”! أفيقي أخيّة.. تنبّهي يا أمَة الله.. إنّ خلافكِ مع طليقكِ لن يُغني عنك من الله شيئاً.. فارأفي بهذا الجسد، واعلمي أن حياتك أيامٌ سرعان ما تمضي، لتحصدي ما زرعتيه فيها هناك يوم القيامة.. فإن كان خيراً فخير، وإن كان غير ذلك فلا تلومي إلا نفسك.. لا زوجك، ولا أهلك، ولا أولادك، ولا مصممو الأزياء، ولا الممثلون، ولا مدير الشركة، ولا الجيران، ولا الأقرباء، لا أحد من هؤلاء سيكون عنك يوم الحساب فداءً.. إنما هو عملك وطاعتك وتقربك من الله جل وعلا..
إنه تاجك يا أَمَة الرحمن.. فانظري إلى من عَرَفَت قيمته كيف تحارب القوانين الجائرة والإعلام والظلم في الدول “العظمى” و “الدنيا”، متشبِّثة به، راضية الحرمان من الجامعة والوظيفة، متحمِّلة التهجم والتضييق عليها، كي تُبقيه على رأسها، فلا مساس! بينما أنتِ الأمور سهلة لديكِ ميسرة، فاحمدي الله تعالى على ذلك ولا تنصتي لصيحات النفس الأمّارة بالسوء ونداءات الشيطان الذي يريد أن يُبعِدك عن نعيم مقيم ورضا ربٍّ رحيم!
قد يزيّن لكِ أعداء الله جل وعلا الحياة، حتى تعيشيها من دون “قيود” الشرع من حجاب وطاعات “مُكلِفة”.. ولكن اعلمي أخيّة أنها زينة الحياة الدنيا، ولا يمكن لأحد أن يدّعي السعادة وهو بعيد عن طاعة الله جل وعلا، لأن الله تعالى هو من قال: “وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا” ومن أصدق من الله جل وعلا قيلا! إنها دنيا فانية أخيّة وهي إلى زوال.. فلا يغرّنك بريقها.. واعتلي سلّم النجاة وارتقي في العزم دوما.. زمَن فَقَد الله تعالى فماذا وجد؟
واعلمي أنه من رحمة الله جل وعلا على المرأة أن فرض عليها الحجاب.. حتى يحميها من نظرات عابث تحرقها.. ولحِكم تترى قد نعلم بعضها ولا ندرك جلَّها.. فلو كانت عندك ألماسة ثمينة.. هل كنت تضعينها في غرفة الجلوس على طاولة مهملة.. أو في مكان عام تتناولها الأيدي؟ أم أنك كنت تحفظينها في خزانتك وتحكمين الإقفال؟
هذه جوهرة في الدنيا.. لا قيمة لها في الآخرة.. لكنك أنت الجوهرة أختاه.. وربي جلّ وعَلا أراد لكِ الحفظ والصون.. فأنتِ العالية الغالية في دين الله تعالى.. أنتِ الأم والأخت والزوجة والحبيبة.. من يريد لها أن تكون عرضة للفاسدين المارقين؟! بل أنت درّة يُراد لها العفاف والرقي.. بعيداً عن أيدٍ لاهية وقلوب عابثة..
وتأكّدي يا أمة الرحمن أنك بحجابك في طاعة متواصلة.. فغيرك يأتي الصلاة والصيام ويتقرّب بالنوافل والقرآن في أوقات معينة .. ولكن أنتِ بمجرد أن تضعي الحجاب فأنتِ في طاعة إن أخلصتِ النيّة لله جل وعلا.. لأنك تُظهرين الإسلام وتدعين له من حيث لا تشعرين
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة