الكويت
حوار مع لحظة
جلست يومًا بين يدي الله تعالى نادمًا على أوقات قد سلفت من عمري، واستدعيت لحظة من لحظات حياتي..
فقلت لها: أريدك أن ترجعي إليَّ؛ حتى أستغلك بالخير.
قالت: إنَّ الزمان لا يقف محايدًا أبدًا!!
قلت: يا لحظة، أرجوك ارجعي إليَّ؛ حتى أنتفع بكِ، وأعوِّض تقصيري فيك.
قالت: وكيف أرجع وقد غطتني صفحات أعمالك؟!
قلت: افعلي المستحيل وارجعي، فكم من اللحظات قد ضيعتها بعدك!!
قالت: لو كان الأمر بيدي لرجعت، ولكن لا حياة لمن تنادي، وقد طُويت صحائف أعمالك، ورُفعت إلى الله تعالى.
قلت: وهل يستحيل رجوعك إليَّ وأنتِ تخاطبينني؟
قالت: إن اللحظات في الحياة إمَّا صديقة ودودة تشهد لصاحبها، وإمَّا عدوة لدودة تشهد عليه، وأنا من اللحظات التي هي من أعدائك، والتي تشهد عليك يوم القيامة.. فكيف يجتمع الأعداء؟!
قلت: يا حسرتي على ما ضيعت من عمري من لحظات!!
ولكني أرجوك ارجعي إليَّ؛ حتى أعمل فيك صالحًا فيما تركت.
وسكتت اللحظة...
فقلت: يا لحظة، ألا تسمعيني؟! أجيبي أرجوك.
قالت: يا غافلاً عن نفسه، يا مضيعًا لأوقاته... ألا تعلم أنك الآن من أجل إرجاع "لحظة" قد ضيَّعت لحظات من عمرك، فهل عساك أن ترجعها كذلك؟!!
ولكن لا أقول إلا {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114]، فبادر يا... واعمل واجتهد، واتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة