قراقوش عبقرية ظلمها التاريخ
حكم قراقوش
لم تُنسب تسميةٌ كنايةً عن الظلم في التاريخ العربي مثلما نسبت هذه العبارة إلى الأمير بهاء الدين قراقوش، وما زالت تجرى على ألسنة المصريين في حياتهم اليومية وعبر أجيال طويلة منذ قرابة الألف سنة.
وقليل هي تلك الدراسات العلمية التي اهتمَّت برفع الظلم عن هذا الرجل، وأحد كبار المهندسين والبنائين في تاريخ الإسلام.. والغريب أن كل هذا التراث المغلوط من السمعة السيئة؛ التي تدلُّ على البطش والاستبداد سببها كتاب وضعه أحد الموتورين من منافسي قراقوش وخصومه الحاقدين في عصره وهو ابن مماتي؛ الذي كتب عنه كتاب: (الفاشوش في معرفة أخبار قراقوش)، وملأه بالادعاءات الظالمة التي نسبها إلى الأمير قراقوش، وسرعان ما انتشرت على ألسنة العامة داخل وخارج مصر، ووصفه بالغفلة والحمق والبطش والاستبداد..
وما أبعد اتهامات الكتاب عن الحقيقة.. فما الحقيقة؟
قراقوش وتاريخ حافل
وُلد قراقوش بآسيا الصغرى، وهو رومي النسب، خصي، خدم أسد الدين شيركوه القائد العسكري في جيش عماد الدين آل زنكي؛ ثم في جيش خليفته نور الدين محمود؛ الذي قرَّب شيركوه وقدَّمه على بقية قواد الجيش... ودخل قراقوش مصر في جيش أسد الدين شيركوه وابن أخيه صلاح الدين الأيوبي، في تلك الفترة التي شهدت انهيار الدولة الفاطمية ونذر قيام الدولة الأيوبية... واسم قراقوش بالكامل (بهاء الدين بن عبد الله الأسدي)؛ وسمي بالأسدي نسبة إلى أسد الدين شيركوه قائده، ومعنى (قراقوش) بالتركية النسر الأسود... كان قراقوش ضلعًا في مثلث ارتكزت عليه الدولة الأيوبية في مصر، الضلع الأول هو الفقيه عيسى المهكاري، والضلع الثاني هو القاضي الفاضل، والضلع الثالث هو القائد العسكري قراقوش..
وبينما صبغت الدولة الفاطمية بالصبغة المدنية، واهتمت بإنشاء الدواوين المتعدِّدة، فإن الدولة الأيوبية كانت دولة عسكرية الطابع؛ حيث واجهها خطر الغزو الأوربي متمثلاً في جيوش الفرنجة؛ لذا اهتمَّ صلاح الدين بالتجهيزات العسكرية من مدِّ الجسور، وبناء القلاع والحصون، وإنشاء الأسوار؛ وهي مجالات كان لقراقوش باع طويل فيها..
ولكي نفهم خطورة الدور الذي أدَّاه قراقوش فوق مسرح الأحداث يجب أن نتأمَّل المناخ الذي برز من خلاله..
عندما مات الخليفة الفاطمي العاضد كان صلاح الدين قد انتهى من قطع اسمه من الخطبة، وذكر اسم الخليفة العباسي بدلاً منه، وتولى صلاح الدين يوسف الأيوبي الحكم رسميًّا، وقد حوى القصر الفاطمي كنوزًا هائلة، خشي صلاح الدين عليها من نهب (المؤتمن) أحد أعدائه، فاختار صلاح الدين قراقوش متوليًا على القصر للحفاظ على خزائنه؛ فسهر على حماية الكنوز الهائلة.
المناخ الذي تفتحت فيه عبقرية قراقوش كان مناخًا مزدهرًا عسكريًّا وسياسيًّا، ويعود ذلك إلى انتصارات صلاح الدين الحربية الباهرة.
وهي الانتصارات التي رفعت راية الإسلام، وقهرت قوى الشرِّ والعدوان الصليبية، حتى وصفها الشاعر المصري الكبير ابن سناء الملك وقتها بقوله:
بِدَوْلَــــةِ التُّرْكِ عَـــزَّتْ مِلَّةُ الْعَــرَبِ *** وَبِابْــــــنِ أَيُّــــوبَ ذَلَّتْ شِيَعـــةُ الصُّلـب
وَفِي زَمَـــانِ ابْنِ أَيُّوبٍ غَدَتْ حَلَــبٌ *** مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَعَادَتْ مِصْرُ مِنْ حلبِ
وَلابْنِ أَيُّــوبٍ دَانَــــتْ كُـــلُّ مملكـــةٍ *** بالصَّفْـــح والصُّلـحِ أَو بالْحَرْبِ والحَرَبِ
وفي مثل هذا المناخ تألَّق نجم قراقوش، في ظلِّ قيادة صلاح الدين التاريخية... وفي رأينا أن قدرات قراقوش ومهاراته لم تكن تتفتح وتبرز إلا في مثل هذا المناخ، وهذه الدولة.
عبقرية هندسية:
يمكن تقسيم أعمال قراقوش العسكرية إلى ثلاث نواحٍ رئيسة:
1- إقامة قلعة الجبل (قلعة صلاح الدين) فوق المقطم؛ التي ظلَّت مقرًّا للحكم في القاهرة حتى عهد محمد على إلى أن استبدل بها الخديوي إسماعيل مقرًّا آخر للحكم... ولم تتم بناء قلعة الجبل في عهد صلاح الدين، وإنما أكمل بناءها الملك الكامل محمد ابن أخي صلاح الدين يوسف، وهو أول من سكن بها من بني أيوب.
كما أتبعها ببناء قلعة المقسي، وهي برج كبير بناه قراقوش على النيل، وبنى بالقرب منه أبراجًا أخرى، ولكن على طراز الأبراج الفرنجية لا الفاطمية؛ التي وجدها أصلح وأقوي وأكثر تقدُّمًا.
2- سور القاهرة: وبعد الانتهاء من بناء القلعتين، قام قراقوش ببناء سور كبير يحيط بالجيزة ناحية الصحراء الغربية من أحجار الأهرامات، ثم بني سورًا يحيط بالقاهرة، وبناه من حجارة الأهرامات الصغيرة والمقطم، وحفر فيه بئرًا وضم مسجدًا.. وكانت البئر من عجائب الأبنية؛ "يدور البقر من أعلاها، وينقل الماء من وسطها، وتدور أبقار أخرى وسطها، فينقل الماء من أسفلها، وجميع ذلك حجر منحوت، ليس فيه بناء، وقيل: إن أرض هذا البئر مسامتة لأرض بركة الفيل، وأن ماءها كان عذبًا في أول الأمر، ثم أراد قراقوش الزيادة في مائها، فوسعها، فخرجت منها عين مالحة غيَّرت حلاوتها".
وهذا السور هو السور الثالث الذي أحاط بالقاهرة بعد سور جوهر الصقلي مؤسس القاهرة، وسور بدر الدين الجمالي الأمير الفاطمي، وكان السوران من اللَّبِن وليس من الحجارة كما جاء سور قراقوش..
وينقل ابن إياس عن ابن الأثير أنه "لما دخلت سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، شرع الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب في بناء سور القاهرة بالحجر القص النحيت، وأبطل السور الذي كان بناه جوهر القائد، سنة إحدى وستين وثلاثمائة، وكان بناه بالطوب اللبن في دولة الفاطميين.. ثم جعل دوره ثلاثًا وثلاثين ألف ذراع بالعمل، وجعل في هذا السور أحد عشر بابًا، غير الأبواب الصغار، وكان القائم على بناء السور الأمير بهاء الدين قراقوش".
وقد شمل هذا السور عدة مراحل.. فأقام قراقوش قطعة من السور الغربي؛ وهي الممتدة من النهاية الغربية لسور بدر الجمالي البحري ومتجهة نحو الجنوب إلى باب القنطرة؛ الذي أنشأه صلاح الدين في السور الغربي المذكور تجاه باب القوس؛ الذي كان يعرف بباب الرماحين. ثم رأى أن يزيد في سور المدينة البحري ومده إلى الغرب وبيني سورها الغربي على النيل بدلاً من الخليج؛ وذلك لكي يدخل في السور القسم الذي استجدَّ خارج القاهرة في الجهة الغربية منها بين الخليج والنيل، ولكي يُنَفِّذ هذا المشروع أوقف بناء السور الغربي على الخليج بعد باب القنطرة، وفي سنة 569هـ شرع بهاء الدين قراقوش في مدِّ السور البحري من باب الشعرية إلى البحر بالمقسي، وأتمه فعلاً، وأراد أن يبني السور الغربي للقاهرة على النيل من باب البحر إلى فم الخليج ليوصل سور القاهرة بسور مصر القديمة؛ ولكن وفاة صلاح الدين حالت دون ذلك.
هذه هي أهم إنشاءات قراقوش الحربية والهندسية بمصر: قلعة الجبل، وقلعة المقسي، وسور القاهرة.
3- سور عكا: فقد استردَّ صلاح الدين عكا بعد بيت المقدس من أيدي الفرنجة، وتهدَّم سور المدينة من الحصار، وترك لقراقوش مهمة إعادة بناء السور المتهدم، ومضى ليحرِّر الحصون الأخرى من الفرنجة، وعكف قراقوش على عمله بجد وشغف وبعزيمة ومضاء، وهو يدرك أهمية هذا العمل في تحرير الأرض العربية من أيدي المغتصبين؛ ولكن الفرنجة في محاولة يائسة، قرروا لمَّ شتاتهم في المنطقة والقيام بعملية التفاف حول قوات المسلمين، وحاصروا عكا حتى يشتتوا تركيز صلاح الدين، واستمر الحصار عامين، وقراقوش يقود المقاومة والصمود داخل المدينة المحاصرة، حتى غلبهم الجوع والوباء وإمدادات الفرنجة التي أتت من البحر، لتقع عكا في أيديهم، ويقع من فيها أسرى وقتلى وجرحى، وأُسِرَ قراقوش نفسه حتى أُفرج عنه في الصلح في 11 شوال سنة 588هـ= (1192م)...
وبعد وفاة صلاح الدين، عمل قراقوش في خدمة العزيز، فكان يُنيبه على البلاد عند خروجه للقتال، كما كان يفعل أبوه صلاح الدين.. وقد أحبط مؤامرة العادل لخلع العزيز بالله بالاتفاق مع قائد أكبر قوات العزيز؛ وهو حسام الدين أبو الهيجاء السمين زعيم الأسدية الذي انسحب بقواته من الشام وكشف ظهر العزيز بالله؛ ولكن قراقوش أحبط محاولة الانقلاب على العزيز بالقاهرة، وأخمد عزم بقية القوات بالانضمام لحركة السمين؛ وسهل عودة العزيز إلى القاهرة.
وبعد وفاة العزيز تولَّى المنصور وسنه تسع سنوات، أصبح قراقوش وصيًّا على العرش، وعندما انقسم الصلاحية والأسدية، واستعانوا بالملك الأفضل عم المنصور، تنازل قراقوش له عن الوصاية.. ولكن مؤامرات العادل استمرت، وظلت أطماعه في الشام صوب عرش القاهرة سادرة، وعزم على الإغارة على القاهرة، فلما تبين الأفضل أطماع عمه العادل، جمع قواده وعرض عليهم الأمر، فقال له الأمير بهاء الدين قراقوش في تصميم: "لا تخف يا مولاي، فنحن جندك وجند أبيك من قبلك، مرني أحفظ لك قلعة الجبل، ثم مرني أحفر لك ما بقي من سور البلد، ثم مرني أتعمق الحفر، حتى أصل إلى الصخر، وأن أجعل التراب على حافة الحفر؛ فيبدو كأنه حائط آخر، ودعني أفعل ذلك فيما بين البحر وقلعة المقسي، وبذلك لا يبقى لمصر طريق إلا من بابها الذي يصعب أن يفتحه العدو".
ولكن العادل استولى على مصر، وفر الأفضل من وجهه إلى الشام، وخلع العادل المنصور ونصب نفسه واليًا، وخطب له...
وتواري قراقوش في الظل حتى توفي في مستهل رجب سنة 597هـ (1200م) بعد حياة حافلة بالعطاء والإخلاص...
مَنْ ظَلَمَ النسر الأسود؟
وعلى الرغم من هذا التاريخ الزاهي للأمير قراقوش، فقد قيض الله له أحد الأدباء الموتورين وهو ابن مماتي ليشوه هذا التاريخ المضيء... واسمه بالكامل الأسعد أبو المكارم أسعد بن الخطير أبي سعيد مهذب بن مينا بن زكريا بن أبي قدامة بن أبي مليح مماتي... وهو مسيحي الأصل من أسيوط، أسلم أبوه من قبل، وأتاح ذلك له أن يبرز في المجتمع القاهري وقتها، فتقرب من القاضي الأفضل، وترأس ديوان الجيش في عهد صلاح الدين وطوال حكم العزيز بالله؛ ولكنه فرَّ من البلاد في حكم العادل، ولابن مماتي مؤلفات كثيرة أغلبها في آداب السلوك.
فماذا تضمن هذا الكتاب..؟
يبدأ الكتاب بهذه الفقرة: "إنني لما رأيت عقل بهاء الدين قراقوش مخرمة فاشوش، قد أتلف الأمة، والله يكشف عنهم كل غمة، لا يقتدي بعالم، ولا يعرف المظلوم من الظالم، الشكية عنده لمن سبق، ولا يهتدي لمن صدق.
ولا يقدر أحد من عظم منزلته على أن يرد كلمته، ويشتط اشتياط الشيطان، ويحكم حكمًا ما أنزل الله به من سلطان، صنف هذا الكتاب لصلاح الدين، عسى أن يريح منه المسلمين"..
ثم اشتمل الكتاب على وقائع منسوبة لقراقوش لا تدل إلا على الحمق والبله والغباء والتسلط والقهر..
ونقدم بعض هذه القصص؛ التي تضمنها كتاب: "الفاشوش في أحكام قراقوش".
- حكي أنه طار له باز، فقال: اقفلوا باب النصر، وباب زويلة، فإن الباز لا يجد له موضعًا يطير منه.
- وحكي أن شخصًا شكا له مماطلة غريمه، فقال له المدين: يا مولانا، إني رجل فقير، وإذا حصلت شيئًا له، لا أجده، فإذا صرفته جاء وطالبني.
فقال قراقوش: احبسوا صاحب الحق، حتى يصير المديون إذا حصل شيئًا يجد له موضعًا معلومًا يدفع له فيه. فقال صاحب الحق: تركت أجري على الله. ومضى.
- وأتوه بغلام، وفي يده ديك، فقال: يا هذا؛ إن هذا الديك لو نقر عينك لكان يقلعها.. يا غلمان، خذوا منه دية عينه.
فحلف الغلام ألا يقعد في مدينة يكون حاكمها قراقوش أبدًا.
ويدفع المؤرخ الإسلامي الكبير ابن خلكان هذه التهم عن قراقوش، ويؤكد إنكار كتاب ابن مماتي لتشويهه، فيقول: "والناس ينسبون إليه أحكامًا عجيبة، في ولايته نيابة مصر عن صلاح الدين، حتى إن الأسعد بن مماتي له فيه كتاب لطيف؛ سماه: "الفاشوش في أحكام قراقوش"، وفيه أشياء يبعد وقوع مثلها منه، والظاهر أنها موضوعة؛ فإن صلاح الدين كان يعتمد في أحوال المملكة عليه، ولولا وثوقه بمعرفته وكفايته ما فوضها إليه.
والدفع الأساسي الذي ندفع به تلك التهم عن قراقوش هو صلاح الدين الأيوبي نفسه، فهل يثق صلاح الدين في رجل بهذه البشاعة لأكثر من عشرين سنة؟ وهل أخطأ العزيز بالله ثم الأفضل في الحكم عليه؟
وبافتراض صحة اتهامات ابن مماتي لقراقوش؛ فإن المدان الأول في هذه الحالة هو صلاح الدين الأيوبي؛ بل وأسد الدين شيركوه من قبله، اللذان تألق نجم بهاء الدين قراقوش في ظلهما....
أم أن ابن مماتي وجد في مضاء وحسم وجد قراقوش ما أغاظه وأطلق عقال حقده؟ ويُرجع د. عبد اللطيف حمزة تأخر ظهور كتاب الفاشوش إلى ما بعد وفاة صلاح الدين بقوله: "فالذي نرجحه في كتاب الفاشوش أنه لم يعمل عمله وقت ظهوره على عهد صلاح الدين، فلا أثَّر هذا الكتاب في نفس السلطان العظيم، ولا عول على هذا الحادث الأدبي رجل كالقاضي الفاضل، ولا رفع السلطان يد قراقوش عن العمل الذي كلفه إياه...
أما الزمن الذي أرجح أنه أفاد من كتاب الفاشوش فهو الزمن الذي تلا موت الملك العزيز ولد السلطان صلاح الدين؛ أعني في الفتنة التي حدثت على عرش العزيز وتولية ابنه المنصور، وكان المنصور صبيًّا، فاحتاج الأمر إلى أن يكون له أتابك، وكان العزيز نفسه قد أوصى بأن يكون قراقوش هو الأتابك، غير أن هذا الأمر لم يصادف هوى من نفوس كبار الجند؛ وإذ ذاك استدعوا الملك الأفضل، وكان ابن مماتي ممن اشتركوا في استدعائه يومئذٍ، والظاهر أنه هو الذي وصف قراقوش في مجلس من مجالس المؤامرة التي دُبِّرَتْ ضده بهذه العبارة؛ وهي قوله: "إنه مضطرب الرأي، ضيق العطن".
وهو وصف ذَكَرَتْهُ المراجع التاريخية الكبرى؛ وإن لم تنسبه إلى قائله.
ومعنى ذلك أن كتاب الفاشوش هو من وحي رجل كابن مماتي في ظرف من الظروف الخاصة، وأن السياسة أفادت منه كثيرًا فيما بعد".
إن هذا الظلم الذي لصق بشخصية كبيرة في التاريخ الإسلامي، وعقلية هندسية وعسكرية مشهودة، تحتاج للإنصاف والتصحيح.
المصدر: موقع قصة الإسلام
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن