بكالوريوس في الصحافة.
أستاذة في جامعة الجنان كلية التربية.
يغيب عن بال الكثيرين أمور عديدة من حياتنا اليومية، وهي من الأسس التي لا بدَّ أن نربي أولادنا عليها لنرتقي بجيلنا ومجتمعاتنا إلى الأفضل، وأن لا نقف مكتوفي الأيدي نراقب الغرب وما يقومون به من نشرٍ للتوعية البيئية. في حين إذا أمعنا النظر لرأينا بأن ديننا هو من صدَّر هذا الاهتمام وأمر به.
ويبقى السّؤال كيف يمكن تنشئة جيل قادر على تحمل المسؤوليّة للحفاظ على البيئة ؟
مما لا شك فيه أن المدرسة تأخذ الحيِّز الأكبر من حياة أولادنا، ودورها لم يعد يقتصر كمؤسسة تعليمية فقط.
فعمل المدرسة جنباً لجنب مع البيت يعطي ثماره لبناء الجيل المنشود؛ الذي يمتلك العادات والقيم الإنسانية في التعامل مع البيئة، لذلك إن دمج الطفل خلال دوامه المدرسي في نشاطات صفيَّة، أو مهرجانات، يمكن أن ينمِّي روح التحدي، ويعزِّز مهمة الحفاظ على ما يحيط به من مصادر بيئيَّة متعددة.
وإذا قارنَّا دور المدارس في مجتمعاتنا الشرقية بتلك التي تقوم بها المدارس في الغرب، لوجدنا قلّة تقوم بهذا الدور الفعال.
فالطفل يمكنه تعلم ذلك بطريقة محببة، دون أن يشعر بالتلقين لهذه الأمور. فنشاطٌ صفِّي في حرم المدرسة يهدف للحفاظ على المياه وعدم هدرها، سيزرع في نفس الطفل هذه السلوكيّة.
بالإضافة إلى القيام بحملة تشجير داخل المدرسة أو حديقة البيت ستولِّد شعوراً لديه بالاهتمام بالأشجار.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يغرس غرساً، أو يزرع زرعاً، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة».
إن هذه الأمور وغيرها لا بد أن تُغرس في نفوس أطفالنا لنكون كمجتمع عربي إسلامي السبَّاقين في تطبيق الحفاظ على بيئتنا التي تحيط بنا، منطلقين من مبدأ: (إن إسلامنا هو من أمرنا)، وصدَّر هذا الاهتمام والوعي تجاه ما يحيط بنا من مصادر مهمّة.
ويقول راغب السرجاني في كتابه الكون صديقي:
"إن جهل المسلمين بدينهم وما فيه من روائع مشكلة أخرى وكبرى، تُضاف على عاتق العلماء والدعاة والمصلحين".
فلماذا نترك الغرب يُمعنون النظر فيها ويعطونها الحيز الأكبر من الاهتمام، وينشؤون أطفالهم عليها لتنغرس بطريقة تلقائية في طباعهم وتصرفاتهم.
إن مفتاح التغيير هو الوعي البيئي حول القضايا والمشاكل ومن ثم التعليم، لذا فإنه من الضروري تحقيق التوازن بين المدرسة والأسرة في توجيه الأطفال لغرس القيم البيئيَّة السليمة لنرقى بمجتمعاتنا.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
بكالوريوس في الصحافة.
أستاذة في جامعة الجنان كلية التربية.
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة