صارت جحيماً من الشهر الأول
قبلتُ أن أكون امرأة لرجل متزوج ولديه أولاد... وبدأتُ حياتي الجديدة بعد طلاقي وأنا أَنشُد السِّتر والاستقرار النفسي... غير أن حياتي ما لبثت منذ الشهر الأول أن تحولت إلى جحيم بسبب زوجته التي تخطت كل الحدود بالافتراء عليّ... المشكلة أن زوجي لا يحرك ساكناً لوضع حد لظلم زوجته لي، ولا يعرف كيف يتصرف... حتى وصلتُ إلى طريق مسدود قد يضطرني إلى طلب الطلاق مع أن ذلك من شأنه تدمير حياتي... فهل تنصحونني بطلب الطلاق؟ وهل من الممكن إيجاد حلول أخرى تُنجيني من هذه النتيجة؟
المعالجة:
هل أتزوج من رجل متزوج؟
سئلتُ هذا السؤال كثيراً من نساء، منهن المطلقة والأرمل والعزباء، وكانت إجابتي تتضمن تذكيراً للسائلة بأن الرجل المتزوج لن يعطيك الوقت الذي تحتاجينه، والاهتمام الذي تريدينه، والحب الذي تحلمين به.
كثير من وقته ، بعد وقت النوم والعمل، تشاركك فيه زوجة أخرى وأولادها، وغير قليل من اهتمامه سبقتك إليه وما تزال تحصل عليه زوجته الأولى، وأولادها، وقدر من حبه - مهما أحبك - يحظى به أولاده وربما أيضاً زوجته الأولى... فإذا كنت تهيئين نفسك لهذا كله فتوكلي على الله وتزوجيه بعد أن تستخيريه سبحانه.
ويبدو أنه لم يهيئك أحد لهذا، ولم تهيئي نفسك له، فكان إحباطك الذي تحدثت عنه وعانيت منه في أول شهر من زواجك.
على أي حال، لقد تمَّ ما تمّ، وأنت تستشيرين في الطلاق أو في حل آخر يغنيك عنه ويبقيك زوجة تواجه واقعاً صعباً يُفقدها الاستقرار الذي سعت إليه بزواجها.
لقد وصفتِ حل الطلاق بأنه (يدمر حياتك)، ولا أرى هذا، أولاً لأن الطلاق تشريع رباني لزواج لم ينجح، كما أنه أهون من طلاقك الأول. لكني مع هذا لا أشير به عليك، وأرى أن تتريثي في طلبه من زوجك، لتحاولي إنقاذ زواجك من الانهيار.
عرضك لمشكلتك موجز موفق، لكنه لا يكفي للإحاطة بالواقع الذي تواجهينه، فقد ذكرت أن زوجته (تخطت كل الحدود بالافتراء علي..) فما هو هذا الافتراء؟ وما هي الحدود التي تخطتها في ذلك؟
كذلك عبارتك عن زوجك (لا يحرك ساكناً لوضع حدٍّ لظلم زوجته لي) إذ ماذا ترين أنه يجب عليه أن يفعل لها؟! ولا تنسي أنها تعتقد أنها مظلومة لا ظالمة بزواج زوجها منك.
لهذا فإنني أرى أنه لا حل إلا بكسب زوجته الأولى، وقد يكون هذا صعباً إن لم يكن مستحيلاً، لكنه الحل الذي يقيك حربها عليك، وعداءها لك.
ثم إن على زوجك أن يكون قد حسب لهذه النتيجة المتوقعة حسابها قبل أن يتزوج، وأن يوفر لك إقامـة تحميك منها فلا تصل إليك، ذلك أن رجالاً يتزوجون الثانية ضيقاً بالأولى، وأحياناً تأديباً لها، فإذا ما أصلحت الأولى حالها معه، تخلى عن الثانية.
اجلسي مع زوجك، وافهمي منه مدى حرصه عليك وتمسكه بك، فإذا اطمأننت إلى ذلك فطالبيه بحقوقك عليه؛ فإن أبدى عجزه، وبرّر وتعلّل وتهرّب، فاعلمي أنه ليس لك إلا الطلاق.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة