"العقيدة وأثرها في بناء الجيل"
إن كتاب "العقيدة وأثرها في بناء الجيل" هو من تأليف الدكتور عبد الله عزام رحمه الله تعالى. وفيه يبين المؤلف أهمية العقيدة في بناء المجتمع المسلم. وقد ابتدأه المؤلف بالدعاء ثم بتوطئة يبين فيها منهاجه في الكتاب ثم بمقدمة وفيها يبين منهاج رب العالمين في بناء النفس الإنسانية وكيف أن العقيدة هي الأساس والضابط الأمين الذي يحكم التصرفات ويوجه السلوك. ولو أردنا التحدث عن هذا الكتاب لن تتسع الصفحات لتبين لنا مدى أهميته وما به من مواضيع أساسية تتعلق بالعقيدة التي يفترض بكل مسلم أن يعلمها ويدرك أهميتها ويسير على نهجها ويعمل بمقتضاها. فلقد كتب المؤلف كتابه هذا في ثمانية فصول كان أولها: التعريف بالعقيدة والتوحيد: وفيه تكلم عن أركان الإيمان التي هي أساس العقيدة وشرح كل ركن على حدة. وثانيها: شقاء البشرية اليوم بسبب تحريف العقيدة وقد أعطاه عنواناً آخر هو "الصراع بين العقيدة المحرفة والحقائق العلمية" حيث بيّن فيه ربانية العقيدة الإسلامية وكيف أنها أساس الشريعة الإسلامية وذمَ الفلسفة والعاملين بها. وبيّن الفرق بين العقيدة والفلسفة التي تدخلها آراء الإنسان. كما تكلم عما كان يفعله الرهبان في الكنائس حيث إنهم شوَهوا الدين بما كانوا يقومون به من أفعال لا تمتّ للدين بصلة كما تكلم فيه أيضاً عن النظريات العلمية التي اخترعها بعض سخفاء العقول أمثال دارون وفرويد وغيرهما من الذين حاولوا أن يشككوا الإنسان في وجود الله تعالى وفي خلقه. وثالثها: بعض خصائص العقيدة ومكانة الإنسان فيها: وفيه بيّن مركز الإنسان من هذه العقيدة واستشهد بعدة آيات من القرآن الكريم. ثم بيّن خصائص العقيدة وأثرها في البشر حيث أنها ربانية، ثابتة، والأصل الذي يرجع إليه الناس. أما رابعها: فتكلم فيه عن ركن من أركان العقيدة وهو: معرفة صفات الله تعالى وفيه عرض المذاهب الأربعة: المشبّهة، المعطّلة، السلف، الخلف وبيّن أن رأي السلف الذي هو الإيمان بها على ما يليق بالله سبحانه مع نفي الكيفية هو الرأي الراجح. وخامسها: الرضا بحكم الله: واعتبره الركن الركين في العقيدة حيث إن شرط العبودية الأول هو الاحتكام إلى شريعة الله. كما شرح فيه قول الله تبارك وتعالى في سورة النساء الآية (65):﴿فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلِموا تسليما﴾. ثم بيّن آراء العلماء في شرح هذه الآية وكيف أن على المسلمين الرضا بما يقضيه الله ورسوله في شؤونهم. وسادسها: رفض الشريعة خروجٌ عن الملّة: ومعنى ذلك أن التسليم بشرع الله إنما هو عبادة. كما تابع فيه شرح الآية السابقة من سورة النساء وبيّن فيه أن عدم الرضا بقضاء الله وحكمه يخرج الإنسان عن ملّة الإسلام فلا يعود مسلماً. أما سابعها: آثار العقيدة وآثار اعتناقها: فقد حاول فيه المؤلف أن يبيّن الفرق بين المجتمع المسلم الذي تستكين العقيدة في قلبه وبين المجتمع الذي ابتعد عن العقيدة ونادى بالتطور والتحضر المزعوم في الأخلاق والأديان والأفكار والتقاليد. أما الفصل الثامن والأخير فكان بعنوان: الربانيون الذين صنعتهم العقيدة ومجتمعهم الآمن: وفيه أورد المؤلف نماذج عن بعض العلماء والأئمة أمثال سعيد بن المسيب والإمام أبي حنيفة والإمام الجويني وما كان من أمر هؤلاء العلماء واتِباعهم العقيدة. وفي ختام هذا الفصل تكلم عن المجتمع الذي صنعته العقيدة وكيف أنه مجتمع آمن ومتحابّ وأفراده جميعاً على قلب رجلﹴ واحد.
وبعد هذا الشرح المطوّل للكتاب يجدر القول بأن هذا الكتاب ما هو إلا خلاصة للكتب التي تكلمت عن العقيدة. ولو أمعنا النظر فيه لرأينا أن كل فصل فيه يحتاج لأن يكون كتاباً إذا شرح بطريقة أوسع من هذه. فكأن المؤلف أخذ من كل كتاب تكلم عن العقيدة أهم ما كتب فيه. وجمعهم هنا في كتابه هذا حتى يكون أهون للقراءة وأسهل للفهم وبالتالي يتعرف فيه المسلم على عقيدته وأركانها وكيف يجب عليه اتباعها والرضا بقضاء الله تعالى. فلا يملّ القارئ من طول الكتاب ولا من كبر حجمه بل يدعو للمؤلف على المجهود الذي قام به في سبيل خدمة الدعوة إلى الله تعالى.
نفع الله به المسلمين، ورحم الله المؤلف.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة