تربية الأولاد مسؤولية من؟!
أقدِم نصيحتي إلى كل امرأة تؤمن بالله واليوم الآخر. فقد قال جرير بن عبد الله رضي الله عنه:"بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنّصح لكل مسلم".
قد نسيت الأم في وقت من الأوقات أنها مسؤولة عن أسرة بأكملها وهذه الأسرة قد تكون رائدة في صلاح المجتمع أو زائدة في إفساده.
فمن واجبات الزوجة أولاً: أن تكون زوجة صالحة مطيعة مسؤولة عن زوجها ورعايته معترفة بفضله تحقيقاً لواجب التعاون المتبادل ولإقامة الوفاق الدائم بينهما، فقد أثنى الله عز وجل على الزوجات الصالحات في قوله سبحانه:﴿الرجال قوّامون على النساء بما فضَل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم، فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله﴾. ومن واجبها أيضاً: أن تنبع له السعادة من كل عيون الأرض ينابيع لا تنفد, وبهذا تكون قد أمَنت له الراحة والهدوء في بيته وتكون قد أوجبت على أولادها احترام أبيهم واحترامها أيضاً. وبالمقابل على الزوج أن يقدِر لها هذا الأمر ولا ننسى أن معاملة الزوج لها تؤثِر في تربية الأولاد. فعليه أن يحسن عشرتها وأن يحترمها ويؤدِي مطالبها حسب المستطاع ويعلِمها أمور دينها ولا يؤذيها بكلامه أو يؤذي أهلها ويعتني بتوجيهها وتهذيب سلوكها وتأديبها عند الحاجة فقد قال الله تعالى:﴿يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة﴾. ولا يشتمها أو يضربها على وجهها لقول الرسول عليه الصلاة والسلام عندما سئل عن حقّ الزوجة قال:"أطعموهنّ مما تأكلون واكسوهنّ مما تكسون ولا تضربوهنّ ولا...﴾. وعلى الزوجين ستر ما يجري بينهما من قول أو عمل لقول الرسول عليه الصلاة والسلام:"إن من أشر الناس منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها".
فإن تعاملا بهذه الطريقة لا شط أنَه يؤدي إلى حسن الخلق أو بالأحرى هو حسن الخلق بذاته وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم في حسن الخلق:"إن من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وألطفهم بأهله" وبهذا يزرعون في نفوس أبنائهم حسن الخلق. إذن إنَ التفاهم ما بين الزوجين من أكثر المؤثرات إيجابية على الأولاد.
• دور الوالدين تجاه الأبناء:
لنرى دور الأهل بالنسبة للأولاد بشكل أوضح:
• قد ينهمك الرجل في عمله من طلوع الشمس إلى مغيبها لتأمين لقمة العيش، بالأخص في هذه الأيام المريرة، فعلى الزوجة هنا أن تعطي أولادها الانتباه الكامل عنها وعن الزوج حتى لا يجدوا الفرصة للإفلات من القيود الذهبية فالأولاد في سن المراهقة قد يعتبروا محافظة أهلهم عليهم وكثرة أسئلتهم عنهم قيداً يمنعهم حريتهم فعلى الأم أن تكون واعية تسألهم مرة وتتركهم مرة أخرى دون سؤال، لكن بمراقبة خفيّة كي تعرف على الأقل ماذا يفعلوا إن تركتهم في هذا المجتمع الفاسد المدمِر أخلاقياً وسلوكياً ودينياً. فالأولاد أمانة بين يدينا مسؤولين عنها يوم الوقوف بين يدي الله عز وجل:﴿والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون﴾.
• بالنسبة للناحية الدينية: يقومان بتدريب الأولاد على أداء العبادات وتعليمهم أحكامها منذ الصغر حتى يعتادوا فعلها بعد البلوغ كي تنمَى عقولهم وتطهَر قلوبهم وتستقيم أحوالهم وأهم هذه العبادات: الصلاة. فقال سبحانه على لسان إبراهيم عليه السلام:﴿ربِ اجعلني مقيم الصلاة ومن ذرِيتي ربنا وتقبَل دعاء﴾. ونحثّهم على عمل الخير إذا فعلوه وعلى ترك المنكرات إذا ما اقترفوها لأنها تغضب الله باقترافها.
• تشجيعهم على صحبة العلماء وحضور مجالسهم حتى تتكوَن لديهم ثقافة إسلامية تكون منطلقاً لبناء شخصيتهم واستقامة سلوكهم بإيجاد الصحبة الصالحة تستطيع إبعاد رفقة أصحاب السوء عنهم فالصاحب ساحب إما إلى الخير أو إلى الشر والمرء على دين خليله.
• إخراج التلفاز من البيت وإيجاد البديل المناسب: كالحاسوب "الحساب الكمبيوتر" عبر فوائد علمية يكسبها الطفل والولد من خلاله أو بإيجاد وسائل علمية مرفِهة لا يعدم الولد خلالها فائدة. فالولد بطبعه يحب الترفيه.
• يجب أن يراعي الوالدان عند تعاملهما مع الأولاد الجوانب النفسية فيعدلان بينهم في العطية والمحبة والرحمة فقد أثنى المعلِم المربِي على الأولياء الذين يعدلون في حكمهم فقال:"إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل، وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولَوا".
فعلى الأهل أن يتحملوا هذا الواجب التربوي بروح من التعاون الإيجابي الكامل على طريق البر والتقوى وتقديم القدوة الحسنة العملية في حسن معاشرتهما وتكريم بعضهما فسرعان ما يتأثروا الأولاد بسلوك آبائهم.
وبهذا يكونوا قد أدّوا الأمانة وأرضوا الله وأرضاهم لأن رضا الله من رضا الوالدين وفيه سعادة أسرة بكاملها فهكذا تكون المساهمة في صلاح المجتمع فعّالة إيجابية. وبالصبر والمجاهدة والعقيدة الإيمانية يتحقق كل ما تصبو نفس المؤمن إليه من خير كثير.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن