حكم حديث "من أُذلّ عنده مؤمن فلم ينصره.."
من أُذلّ عنده مؤمن فلم يَنْصُرْه وهو قادرٌ على أن ينصُرَه أذله الله عزّ وجلّ على رؤوس الخلائق يوم القيامة».
هذا الحديث يحتمل التحسين، فقد رواه الإمام أحمد في مسنده (15985) والطبراني في المعجم الكبير (5554) والإمام البيهقي في «شُعَب الإيمان» (7633) عن الصحابي سهل بن حُنَيْف رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفي سنده ابن لَهِيعة وهو الفقيه المِصْري القاضي الفاضل الصَّدوق المشهور من طبقة كبار أتباع التابعين، روى عنه من الأئمة سفيان الثوري والأَوْزاعي وابن المبارك، ولكنه ضُعِّف في الرواية لأنه احترقت كتبه فاختلط، وقد كتب الإمام ابن حجر ست صفحات في ترجمته في «تهذيب التهذيب» ناقلاً أقوال مُضعّفيه ومُوَثّقيه فليُرجع إليها لكثرة فوائدها.
ومذهب الإمام الحافظ نور الدين الهَيْثمي أن حديثه يحتمل التحسين لذا قال في «مجمع الزوائد» 7: 267 - في باب فيمن قدر على نَصْر المظلوم وإنكار منكر - بعد إيراده للحديث: رواه أحمد والطبراني وفيه ابنُ لهيعة وهو حَسَنُ الحديث - وفيه ضعف - وبقية رجاله ثقات اهـ، وللتوسُّع في المعلومات عنه يُرجع إلى «الكاشف» للإمام الذهبي و«تقريب التهذيب» للحافظ ابن حجر وتعليقَتَيْ الشيخ المحقِّق محمد عوّامة على ترجمته - رحمه الله - فيهما.
كما أستحسن الرجوع إلى كلام الشيخ المحدث شُعَيب الأرناؤوط في تعليقه على الحديث مُضعِفاً له (25: 326 من مسند الإمام أحمد).
الفائدة الأساسية من الحديث
وجوبُ نصرة المسلم المستضعف لمن قَدَر على النصرة، والوعيد للمتخاذل بعقابٍ من جنس عمله: ولكنه عقابٌ من الجبّار ربّ العالمين يوم القيامة، ثم هو عقابٌ يُفتَضَح به المتخاذل على رؤوس الخلائق. أجارنا الله من الخذلان، ووفّقنا لنصرة المسلمين وجميع المستضعفين, وقوّانا على الجرأة في مواجهة الظلم والطغيان, وجعلنا الله رحمةً للناس أجمعين هُداةً مَهْديِّين. آمين
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن