هيئة علماء المسلمين تحذّر من ردّات فعل انتقامية غير محسوبة

في الوقت الذي تحيط النيران جوانب وطننا ويأبى البعض إلاّ أن يُدخل هذه النيران المتوقدة إلى كل بيت ومدينة في هذا الوطن، وفي الوقت الذي أصبح فيه أهل السنّة ما بين مُعتقَل في سجن صغير ومعتقل في سجن بعيد...
فإن هيئة علماء المسلمين في لبنان والقوى الإسلامية تداعت ـ حرصاً منها على استمرار العيش المشترك ـ إلى اجتماع وأصدروا بعد التداول البيان التالي:
1- يتساءل المجتمعون ومن يمثلون: هل هناك قرار لإخضاع أهل السنة لعبودية جديدة وهل يكون هناك مبرر لبقاء لبنان بدون هذا المكون الرئيس؟
2- يضع المجتمعون برسم الراي العام الفوارق الواضحة بين تعاملات الدولة مع أبنائها على قاعدة صيف وشتاء تحت سقف واحد فيما يلي:
أ - يوسف دياب الذي اعترف بوضع السيارة المفخّخة أمام مسجد السلام وأُدين بالصورة وداتا الاتصالات؛ لم يتعرض منزله لأية مداهمة أو تفتيش رغم الادعاء عليه في حين أن طبيباً كالدكتور عبد الناصر شطح يُستباح بيته ويخوّف أهله قبل أن يدّعى عليه.
ب - أحمد مرعي المتورّط في تفجير مسجد التقوى كان لا يزال موجوداً في جبل محسن عندما اعتقلوا يوسف دياب فلم تحرّك الدولة ساكناً لاستباق هروبه ولم تداهم أماكن وجوده مما سهّل تهريبه بواسطة سائق علي عيد (أحمد العلي) فيما تحاصر بلدات مسلمة بأكملها كمجدل عنجر شهورًا خوفًا من هروب بعض المتهمين.
ج - علي عيد الذي أمر سائقه بتهريب المتورط أحمد مرعي إلى سوريا يُستدعى بكل احترام على أساس أنه شاهد مع انه يرأس حزبًا ارتكب بعض أعضائه جريمة التفجير بحق المُصلّين في الوقت الذي يُحكَم أبناء أهل السنة كالشيخ طارق مرعي والشيخ حمزة قاسم والشيخ خالد سيف بالسجن عشر سنوات وخمس عشرة سنة لمجرد معرفتهم ببعض المطلوبين.
د - ومن الفوارق الفاضحة سكوت النيابة العامة عن استدعاء رفعت عيد الذي صرح باستحلاله وعلى الشاشة دماء بعض الأجهزة الأمنية فيما يُعتقل شبابنا كالأستاذ عبد القادر عبد الفتاح الذي استدعي بصفة شاهد وتم اعتقاله بصفة مدعى عليه دون سبب والشاب عبيدة عبدو لمجرد تلاسنه على الفايسبوك مع أحد عناصر "حزب الله".
بعد كل هذا يطالب المجتمعون أجهزة الدولة وما تبقى من أجهزة مستقلة في هذا البلد بما يلي:
1- العمل على وقف هذه السياسة الظالمة تجاه أهل السنة والجماعة وهم مكوّن رئيس في هذا البلد حرصًا على بقاء العيش المشترك وحفاظًا على السلم الأهلي.
2- نطالب الدولة بإنزال القصاص العادل بمرتكبي تفجيرات المساجد إذ ليست السفارة الإيرانية بأقدس من بيوت الله فلماذا ظهر هذا التفاوت الكبير في الإجراءات التي اتخذتها الدولة عقب كل من الحادثتين.
3- نطالب شركاءنا في هذا الوطن من جميع الطوائف والمذاهب أن يرفعوا صرختهم ضد الظلم الذي بات يهدد مصير الجميع بدءًا بالجوامع وانتهاء بالجامعات.
4- وأخيراً: إن استمرار الدولة بهذه السياسة من التغاضي عن محاسبة المجرمين سوف يفتح الباب أمام أولياء الدم للاقتصاص بأيديهم مما يهدّد السلم الأهلي كما أن استمرارها بتهميش أهل السنّة وملاحقة شبابهم لأدنى تهمة والضغط الكبير عليهم قد يفتح الباب أمام ظواهر وردّات فعل انتفامية غير محسوبة قد لا نستطيع السيطرة عليها.
هيئة علماء المسلمين في لبنان
الثلاثاء: 1435/1/22هـ
22013/11/26م
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
تغيّرات نوعية تستوجب مسارات استثنائية
العلمانيّة... الوجه الحقيقي
الإنسان كما يريده القرآن ـ الجزء الرابع
أدباء الدَّعوة في انتظار الـمِظلّة
جواب العلم والدين.. لما تعارض عن يقين!