كيف نكون من المتقين ؟
ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻣﺄﺧﻮﺫﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ، ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﻭﻗﺎﻳﺔ ﻭﺣﺎﺟﺰﺍ ﻭﺳﺪﺍ ﺑﻴﻨﻚ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﺆﺫﻳﻚ ﻭﻣﺎ ﻳﻀﺮﻙ ، ﻭﻳﺠﻠﺐ ﺳﺨﻂ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ ، ﻭﻻ ﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺑﻄﺮﻳﻘﻴﻦ :
1- ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺍلله به
2- ﺗﺮﻙ ﻣﺎ ﻧﻬﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻷﺑﻲ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ : ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻲْ : ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺃﻣﺎ ﺳﻠﻜﺖ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﺫﺍ ﺷﻮﻙ ؟ ﻗﺎﻝ : ﺑﻠﻰ ، ﻗﺎﻝ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺗﻔﻌﻞ ؟ ﻗﺎﻝ ﻛﻨﺖ ﺃﺷﻤﺮ ﺛﻴﺎﺑﻲ ﻭﺃﺣﺘﺮﺯ ، ...ﻗﺎﻝ: ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ،
ﻭﻗﺪ ﺃﺿﻴﻔﺖ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﻮﺭ ﺛﻼﺛﺔ :
ﺍﻷﻭﻝ : ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﻨﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ { ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻖ ﺗﻘﺎﺗﻪ } ، ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ ﻧﺘﻘﻲ ﻏﻀﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﺨﻄﻪ ﺑﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﻣﺎ ﻧﻬﻰ ﻋﻨﻪ ﻭﺯﺟﺮ .
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﺳﺨﻂ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻣﻨﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ { ﻓﺎﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ } .
ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ، ﻭﻣﻨﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ { ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﻭﻳﻮﻣﺎ ﺗﺮﺟﻌﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ }
ﻭﺗﺤﺼﻞ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﺑﺄﻣﻮﺭ :
ﺃﻭﻟﻬﺎ : ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻭﺗﺮﻙ ﻣﺎ ﻧﻬﻰ ﻋﻨﻪ .
ﺛﺎﻧﻴﻬﺎ : ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﻜﺮﻭﻫﺎﺕ .
ﺛﺎﻟﺜﻬﺎ : ﻋﺪﻡ ﺍﻻﻧﻬﻤﺎﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺣﺎﺕ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﺸﺒﻬﺎﺕ ، ﻭﺗﺰﺩﺍﺩ ﺗﻘﻮﻯ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺯﺍﺩ ﺗﻤﺴﻜﻪ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ، ﻟﻜﻦ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻭﻻ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﺭ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ، ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﺤﻈﻮﺭ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ ، ﻓﻤﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻤﻨﺪﻭﺑﺎﺕ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﻜﺮﻭﻫﺎﺕ ﻟﻜﻨﻪ ﺗﺎﺭﻙ ﻟﻠﻮﺍﺟﺐ ﻭﻓﺎﻋﻞ ﻟﻠﻤﺤﺮﻡ ﻓﻠﻴﺲ ﺗﻘﻴﺎ ،
ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻلى ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﻻ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﺪﻉ ﻣﺎ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ ﺣﺬﺭﺍ ﻣﻤﺎ ﺑﻪ ﺑﺄﺱ )
ﻭﻛﺘﺐ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺇﻟﻰ ﺭﺟﻞ :
ﺃﻭﺻﻴﻚ ﺑﺘﻘﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﻏﻴﺮﻫﺎ ، ﻭﻻ ﻳﺮﺣﻢ ﺇﻻ ﺃﻫﻠﻬﺎ ، ﻭﻻ ﻳﺜﻴﺐ ﺇﻻ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻮﺍﻋﻈﻴﻦ ﺑﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ، ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﺑﻬﺎ ﻗﻠﻴﻞ ، ﺟﻌﻠﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻳﺎﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻦ ، ﻭﻟﻤﺎ ﻭﻟﻲ ﺧﻄﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ : ﺃﻭﺻﻴﻜﻢ ﺑﺘﻘﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ، ﻓﺈﻥ ﺗﻘﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺧﻠﻒ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺗﻘﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻒ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻣﺠﻠﺪ : ﺃﻭﺣﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﻧﺒﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ : ﻗﻞ ﻟﻘﻮﻣﻚ : ﻣﺎ ﺑﺎﻟﻜﻢ ﺗﺴﺘﺮﻭﻥ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻲ ، ﻭﺗﻈﻬﺮﻭﻧﻬﺎ ﻟﻲ ، ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﺮﻭﻥ ﺃﻧﻲ ﻻ ﺃﺭﺍﻛﻢ ﻓﺄﻧﺘﻢ ﻣﺸﺮﻛﻮﻥ ﺑﻲ ، ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﺮﻭﻥ ﺃﻧﻲ ﺃﺭﺍﻛﻢ ﻓﻠﻢ ﺟﻌﻠﺘﻤﻮﻧﻲ ﺃﻫﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮﻳﻦ ﺇﻟﻴﻜﻢ ؟
ﻭﻗﺎﻝ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺘﻴﻤﻲ : ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﺼﻴﺐ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮ ﻓﻴﺼﺒﺢ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻣﺬﻟﺘﻪ ، ﻭﻗﺎﻝ ﻏﻴﺮﻩ : ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻟﻴﺬﻧﺐ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺛﻢ ﻳﺠﻲﺀ ﺇﻟﻰ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ ﻓﻴﺮﻭﻥ ﺃﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻴﻪ .
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن