ففِرّوا إلى الله
في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة والخطيرة التي تمرّ فيها الأمة الإسلامية حيث تعاني من أزمات حادة ومخاطر عويصة تجعلها على مفترق طرق... أزمات لها خمسة عناوين: استلاب الهوية الإسلامية والثقافية للأمة، الهيمنة الأجنبية سياسياً على كل بلدان المسلمين
(بمعنى الاحتلال السياسي واستعباد إرادات الحكام) عدا الاحتلال العسكري المباشر لفلسطين وأفغانستان والعراق، التخلف الاجتماعي،
الاستبداد السياسي الداخلي، وأخيراً أزمة الفساد بكل معانيه الضاربة بجذورها في كل مجتمعات المسلمين... حيال ذلك فإنّ أصدق نداء يحتاجه المسلمون ويُنير لهم الطريق ويُمدّهم
إن استجابوا له - بقوة دافعة هائلة هو نداء الله سبحانه وتعالى لهم {ففِرّوا إلى الله}: فهو يربطهم بالله عز وجل ملاذاً واستمداداً وتوكلاً واطمئناناً.
وهو تعبير عن وجوب التعرّف على عظَمة الله سبحانه والإنابة إليه فترتاح العقول من الاضطراب والتيه وضَنْك الصراع الفكري في عالَم اليوم،
وتتغذّى الأرواح بزاد ذكر الله الذي لا غنى لها عنه خاصة في حضارة اللَّهَث وراء المادة والتنافس على الدنيا! وهو النداء الذي يربطهم بمن يقوِّي صبرهم ويَشُدُّ عزائمهم في مواجهة الصعاب والتحديات. وهو الذي يدلّهم على المصدر الوحيد الذي يجب عليهم أن يتلقَّوْا منه منهج حياتهم وقوانينَهم وشرائعَهم. كما أنّ الفرار إلى الله عز وجل يعني اليقين به والثقة بوعوده وأنه سبحانه وتعالى هو الذي ينصر مَن يتولَّوْنه لا ناصر لهم سواه:
{ذلك بأنّ اللهَ مولى الذين آمنوا}.
إنّ الفرار إلى الله عز وجل أعظم واجبات الأمة في كل لحظة وفي كل مرحلة، إلا أن هذا الواجب يتأكد ويَعْظُم في هذه المراحلة بالذات، وصدق الله:
{اللهُ وليُّ الذين آمنوا يُخرجُهم من الظُّلمُاتِ إلى النور}. وواجبٌ علينا جميعِنا أن لا نلهث وراء سراب الركون إلى الظالمين وتَوَهُّم الخَلاَص عندهم سواءً أكانوا من الخارج أم ممن يتكلمون بألسنتنا لكنهم يفكرون بعقول أجنبية عن ديننا ومصالح أمتنا، والله تعالى يقول:
{ولا تَرْكَنوا إلى الذين ظلموا فتمَسَّكُمُ النارُ وما لكم من دون اللهِ من أولياءَ ثم لا تُنْصَرون}، فاللهَ نسأل أن يتولانا برعايته وحِفْظه، وأن يجعل فرارنا إليه عاجلاً سريعاً صادقاً قوياً: إنه أكرم من سُئل، وأعظم من دُعي، وأقوى من لُجئ إليه
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن