مشكلة التبول في الفراش ليلاً لدى الأطفال: أسبابها، وعلاجها
يكتسب الطفل القدرة على التحكم في خروج البول من المثانة في حوالي سن الثالثة من العمر، لكن هناك بعض الاختلافات الطبيعية، فأحياناً يحدث ذلك في سن مبكرة مثل عامين ونصف، كما انه يتأخر في حوالي 10% من الأطفال ليصل إلى سن الخامسة من العمر.
واكتساب هذه المقدرة يرتبط أساساً بعملية نمو الطفل إلا أن التدريب المستمر على ضبط خروج البول قد يساعد الطفل على سرعة اكتساب هذه المقدرة، كما يعتبر ذلك من أهم وسائل العلاج في الحالات التي يستمر فيها التبول ليلاً. وهذا يتطلب من الام حث الطفل على التبول قبل النوم لتفريغ المثانة. وقد يستدعي الأمر أحياناً إيقاظ الطفل من نومه للتبول.
والأهم من ذلك أن يعمل الآباء على تشجيع الطفل ومكافأته عن الليالي التي لا يبول فيها بالفراش. ويجب ملاحظة أن معاقبة الطفل أو السخرية منه بسبب تبوله في الفراش لا يساعد على حل المشكلة وإنما قد يزيد الأمر سوءاً.
ولعل أهم تساؤل قد يتبادر في ذهن الأم هو لماذا يستمر بعض الأطفال في التبول في الفراش أثناء النوم رغم تجاوزهم للسن الملائمة للتحكم في خروج البول؟ويرجع السبب في كثير من الأحيان إلى أسباب نفسية مثل:إحساس الطفل بالإحباط أو الغيرة، فحينئذٍ يكون تبوله في الفراش تعبيراً عما يشعر به من غضب أو توتر. وربما يكون دعوة للأبوين لأن يعتنيا به أثناء اليقظة.
وفي حالات قليلة يكون السبب عضوياً مثل: وجود التهاب شديد بالمثانة البولية.وجود اضطراب بالجهاز العصبيولادة الطفل بعيب خلقي معين بالعمود الفقري.ولتحديد سبب التبول الليلي يجب بحث الحالة النفسية للطفل بعناية. وتصحيح أي مشكلة يعاني منها، وهذا يعتمد على دور الأبوين في حل هذه المشكلة بناء على إرشادات الطبيب. الأمر الذي يتطلب إجراء فحص طبي شامل، وعمل بعض الفحوصات مثل:
تحليل البول للتأكد من عدم وجود عدوى بكتيرية.عمل أشعة على مجرى البول للتأكد من عدم وجود أي خلل عضوي.ومن الأدوية التي تعطي نتائج فعالة في علاج التبول الليلي هي مضادات الاكتئاب برغم أن السبب في ذلك غير معروف إلا أن الطفل قد يعتاد على تناولها ليستمر في التحكم في خروج البول، فإذا تم إيقافها فإن الحالة تعود لأسوء مما كانت عليه. ولذلك لا ينصح باستخدامها إلا في نطاق محدود.
ولا بد إلى جانب استخدام الأدوية من إرشاد الطفل وتوجيهه للتحكم في خروج البول دون اللجوء لاستخدام العنف أو التوبيخ.
هناك بعض الأجهزة الاليكترونية الحديثة التي تستخدم في العلاج وهي تهدف إلى إيقاظ الطفل من النوم إذا ما بدأ يتبول في الفراش بحيث يسرع إلى الحمام لتفريغ المثانة. وهذه الأجهزة صغيرة الحجم وتستخدم عن طريق ربط الجهاز في سروال الطفل وعند بدء خروج البول تغلق دائرة الجهاز الكهربائية فيصدر صوت رنيني لإيقاظ الطفل من نومه.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن