شهادة على ميلاد أمة
حوار
شهادة على ميلاد أمة
مع الداعية الدكتور جمال عبد الستار
أجرت الحوار: منال المغربي
لبنان
ميدان رابعة أضحى رمزاً للصمود والعزة والكرامة والثبات على الحق، وستبقى ذكرياته التي جُبلت بالتضحيات النفيسة منقوشة في وجدان من اعتصموا فيه.. في هذا اللقاء الذي أجريناه مع الداعية المصري الدكتور جمال عبد الستار (الأمين العامّ الجديد لرابطة علماء أهل السنة العالمية وأستاذ بكلية الدعوة الإسلامية في جامعة الأزهر بالقاهرة) نستعرض طرفاً من هذه الذكريات، ونقف عند أبرز التحولات التي حدثت في مصر بعد الثورة والمقومات التي تُعين الداعية في حياته ومسيرته الدعوية..
فإلى الحوار:
1. «منبر الداعيات»: التاريخ يدوّن ويسجّل ولن ينسى أحداً؛ فماذا سيتحدث عن ميدانَيْ رابعة العدوية والنهضة خاصة أنّك شاهد عيان وأصدرت كتاباً بعنوان: «شهادتي على ميلاد أمة في رابعة العدوية»؟
• هذا المكان لم يكن مجرد ساحة للاعتصام، ولكنه كان مخيماً ربانياً عجيباً في مكوناته البشرية، وتحولاته النفسية، وأجوائه الإيمانية، وروعته التنظيمية، ورفعته الأخلاقية، ورابطته الاجتماعية، وآفاقه المثالية.
عادت إلى الدنيا شمائل الأصحاب وتضحيات الأحباب، فقد استشعرنا الإسلام في القلوب غضاً طرياً، وتدبرنا القرآن فيضاً ندياً، وكأنه يتنزل من جديد، فالقلوب التي تعي جديدة، حتى قال أكثر المعتصمين من شدة إحساسهم بوقع الآيات في قلوبهم، وأثرها في نفوسهم، وجلالها في عقولهم: كأنهم يقرأون القرآن لأول مرة!!
2. «منبر الداعيات»: شاركت المرأة المصرية بقوة في العمل الميداني خلال السنوات الأخيرة، لو تحدّثنا عن الدور الكبير الذي قامتْ به في مواجهة الانقلاب ودعم الشرعية بشكل عامّ، وقبل وأثناء وبعد ميدان رابعة خصوصاً؟
• سطرت المرأة المصرية أروع مواقفها على مدار العصور والأزمنة؛ فلقد أثبتت للعالم بأسره أن المرأة المصرية ليست هي تلك النماذج التافهة التي يسوقها الإعلام المصري منذ عقود، إذ كانت النساء أول لبنات الاعتصام، وكنّ وقود كل المسيرات، وهنّ من أتى بالزوج والابن والأخ والأب إلى الميدان، وهنّ قلب المواجهة؛ فهي المعتصمة وهي المتظاهرة وهي الأسيرة المتحملة لأهوال التعذيب والتنكيل، والتي تخرج من حبسها إلى الميدان لتكمل المشوار، وهي التي أوصت ابنها بالثبات والصمود، وأعانت ابنتها على الوقوف والتضحية، وصبرت على اعتقال زوجها وولدها دون تراجع أو تململ...أذكر يوم مذبحة المنصة، ورائحة الموت في كل مكان، والشباب يجودون بأرواحهم رخيصةً في سبيل دينهم وعقيدتهم وحريتهم، والغاز المسيّل للدموع قد ألهب العيون وخنق الصدور وحجب الرؤية، وجدنا بعض الأخوات الفُضليات يتقدمن الصفوف: رعايةً لمصاب، أو إعانة لضعيف، أو مقاومة لمعتدٍ، فحاولنا مراراً إعادتهن إلى الصفوف الخلفية ولكن دون جدوى، ولسان حالهن ومقالهن يقول: هل الشهادة للرجال فقط؟ نحن كذلك نتوق للشهادة في سبيل الله! نحن كذلك لا نهاب الموت ولا نخشى الردى!!
3. «منبر الداعيات»: إنّ ميدانَيْ رابعة العدوية والنهضة أظهرا براعة المعتصمين بتنظيم التجمعات البشرية والاعتصامات بشكل لافت... كيف استطاعوا فعل هذا الأمر على النحو الذي شهدناه وتابعناه وتأثرنا به؟ وما هي دلالاته؟
• سطّر اعتصام رابعة نماذج من البطولة والتنظيم والإبداع أذهلت كل الناس، حتى الإخوان أنفسهم، وهذا كان من خلفه كتائب من الرجال والنساء يتنافسون في خدمة المعتصمين؛ فهذه مجموعات مهمتها التنظيف وجمع المهملات، وما أدراك ما العدد الذي يمكن أن يجمع مهملات مليون إنسان! وذلك مطبخ كان يطبخ أحياناً في اليوم خمسة عجول!! إن جهازاً ضخماً كان يواصل الليل والنهار لراحة المعتصمين وتوفير الضروريات خاصة أن الانقلاب كان يصنع الأزمات، حتى وصل الأمر بالمعتصمين إلى حفر آبار توفر الماء، وتفعيل العمل بالطاقة الشمسية لتوفير الكهرباء...
4. «منبر الداعيات»: سطّر الشباب المسلم أروع التضحيات بالوقت والجهد والمال والدماء في مواجهة الانقلاب الخائن؛ حبّذا ذكر نماذج من هذه التضحيات التي التقطتها عدسة عينك وحفظتها أدراج ذاكرتك؟
• استوقفني يوماً رجل طاعن في السن في الميدان وسلّم عليّ بحرارة قائلاً: أُوعى تتراجعوا، أُوعى تترددوا. قلت: اطمئن يا والدي فنحن ماضون بإذن الله في مواجهة الباطل لآخر لحظة في أعمارنا. فانفرجت أساريره
فبادرته القول: من أنت أيها الوالد؟ ولماذا أنت هنا؟ فقال في عزة وشموخ: أنا فلان، استُشهد أحد أبنائي في مذبحة الحرس، واعتُقل الثاني في مسيرة رمسيس الأولى، وأصيب الثالث في حادثة المنصة، وقد حضرت إلى هنا لأكمل المشوار حتى نُسقط الانقلاب!! فهالني ثباته، واستشعرت ثقل المسؤولية، واليقين بنصر الله لهذه الأمة، استَرْخَصَتْ كل شيء في سبيله.
• استوقفتني امرأة ذات يوم وأنا في طريقي إلى المنصة، وقالت: أنا امرأة فقيرة ـ وأنا أحاول تملّك أي شيء لأنفقه في سبيل الله على المعتصمين، أو المصابين، أو أُسَر الشهداء، فلم أجد شيئاً إلا هذه (الدبلة)، وهي: آخر ما تبقّى لي من ذكرى زوجي الذي مات منذ سنين، أقدمها لعل الله يقبلها مني، أرجوك ضعها حيث شئت، وادعُ الله لي بالقبول.
• قابلني شاب في رابعة كان يحضّر لي بعض المحاضرات، وخطبة الجمعة، فقال لي متعجباً مساء يوم مذبحة الحرس الجمهوري: يا دكتور، هل الذنوب تمنع من الشهادة؟ قلت له: ولِم؟ قال في أسى بالغ: الشباب من حولي رُزقوا الشهادة وعدت بإصابة صغيرة في قدمي! قلت: لعل الله أرادك لغيرها.. ثم قابلني يوم مذبحة المنصة باكياً وهو يقول: يا دكتور ما هي شروط الشهادة؟ فقد استُشهد مَن معي وأُصبت بجرح سطحي في وجهي فماذا أفعل؟ قلت له: إن تصدُقِ الله يصدقْكَ. ثم قابلني في صباح يوم المذبحة في رابعة وهو يقول مستعطفاً: يا دكتور ادعُ لي بالشهادة خلِّيها تخلص بقى. فقلت له: إن تصدقِ الله يصدقْكَ، رزقنا الله وإياك شهادة يرضى بها عنا. وبعد الفض بأيام تصفحت الأخبار فوجدت والده يُعلن خبر استشهاده مع صورة له بعد إصابته، وعلامات الفرح تبدو جلية في ابتسامته!
• كان أحد الشباب واقفاً في الميدان يوم الفضّ، فأتته رصاصة في بطنه اخترقته وخرجت من ظهره لتستقرّ في رأس شاب جالس فيموت من ساعته، ثم يُسعَف الأول ويُحمَل إلى المستشفى ليبرأ بعد ذلك ويبقى حياً! لتأخذ الدنيا بأسرها الدرس الأكبر، أن لا مناص من قدر الله، فقد يؤتى الحذِرُ من مأمنه، وقد تكون السلامة في الوقوف والموت في الجلوس! فلا بد أن نتذكر هنا قول ابن عطاء الله: (ما من نَفَسٍ تُبديه إلا وله قَدَرٌ فيك يُمضيه..).
• انطلقت مسيرة الدعاة بعد صلاة عصر الجمعة ثالث أيام الانقلاب، متجهة إلى نادي الحرس الجمهوري، وقد اصطفّ الدعاة في صفوف متراصة كثيرة، يتبعهم مئات الآلاف من المعتصمين، وفي منتصف الطريق يأتي شاب لا أعرفه يعترض المسيرة ويقول أين تذهبون يا دكتور؟ قلت: كما ترى، العلماء يحملون الأكفان على أيديهم ويرفعون
المصاحف ليؤكدوا على سلمية ما يقومون به، فيقول الشاب في عاطفة فياضة: يا دكتور إنهم يضربون أيَّ واحد يقترب من هناك، وأنا أخشى عليكم. قلت: نحن تعاهدنا على الثبات على الحق والمطالبة بحقوقنا المشروعة أو الشهادة. فقال: أرجوكم فلنذهب نحن أما أنتم فلا، فأنتم القادة أما نحن فغيرنا كثير! قلت: أخي ليس هناك أحد أولى بالقيام بالواجب من أحد. فلما يئس من إيقافنا هرول مسرعاً ليسبق الصفوف إلى هناك، وبعد دقائق أدركناه وقد أصيب بطلقة في رأسه أردته شهيداً في لحظتها، ليكون أول رائد في صفوف شهداء الانقلاب.
• كانت شعلة نشاط عجيبة، إذا سمعت بمسيرة إلى الأزهر سارعت لتكون في أول الصفوف رغم حرارة الجوّ في الصيام! إنها (سُميّة) التي حاولوا منعها من الوصول إلى الحرس الجمهوري مع أخواتها أثناء المذبحة.
إنها (سُميّة) التي سبقت همتها مئات الرجال، فلم أخرج في مسيرة قط إلا وجدتها حاضرة رائدة مع أخواتها؛أذكر أنّي سألتها قبل الفض بأيام عمّا أَعَدّت للفض، فقالت: تواصيت مع مجموعة من إخواني وأخواتي وأقاربي أنه من يمت شهيداً منا فليكتب أسماء الآخرين في السبعين الذين يمن الله عليه بالشفاعة لهم. فأدركت أنها تحسن الاستثمار مع الله تعالى!
• كان العلماء وقادة الميدان يتناوبون الحديث تباعاً على المنصة في تحدٍّ لرصاصات الغدر وقوى الطغيان، وقبيل الثالثة عصراً تقريباً قام أحد الأئمة يذكّر بالله واليوم الآخر وهو يرتدى الزي الأزهري، فجاءت طائرة الأباتشى فأطلقت نيرانها على الإمام فاخترقت الرصاصة مقدَّم الكتف وخرجت من ظهره، فحملناه إلى المستشفى الميداني - الذي فاز بأعظم الأجور في هذا اليوم المشهود - وهنالك قاموا بتنظيف الجرح وتضميده ونقلوه إلى مستشفى رابعة ليقوموا بعملية الخياطة وعمل اللازم.وهناك تركته مع بعض الشباب وعدت لإكمال عملنا من خيمة خلف المنصة، وإذا به يأتي بعد قليل والدماء على ملابسه، فسألته: لماذا جئت؟ قال: لأكمل المسيرة.. وظل معنا حتى داهمنا البلدوزر بعد أن أُحرق الميدان. بهذه الروح يأتي النصر وبهؤلاء الأئمة تتقدم الأمة..
5. «منبر الداعيات»: ما هي ذكرياتك عن منصة رابعة العدوية التي ألهبت نفوس المتظاهرين؛ ودورها الذي اضطلَعَتْ به في مواجهة الانقلاب حتى صارت قِبلة أحرار العالم؟
• إنه ذلك المكان المرتفع المُزيَّن بلافتة خلفية كبيرة تتبدّل كل أسبوع تقريباً؛ لتتناسب في لونها ومضامينها مع الأحداث الجارية... نعم إنها منصة رابعة التي أذهلت الملايين، وأربكت حسابات الانقلابيين، وكان لها أثرها وتأثيرها في السياسة العالمية والمحلية... نعم حتى الأطفال كان لهم فيها مكان...
6. «منبر الداعيات»: لو تُحدِّثنا عن الإبداعات التي تجلّت فوق أرض الميدان بشكل عام والمنصة بشكل خاص؟
• إن أول ما يلفت نظر الداخل إلى الميدان أنه يجد الخيام مرصوصة بشكل منتظم هندسي وكأنها مدينة سكنية حديثة، حيث إن الثوار كانوا يطلقون على الممرات أسماء بعينها كعناوين شوارع، وكذلك كانوا يكتبون على الخيام أسماء المحافظات، وكان أهل كل محافظة يجتمعون في مربَّع واحد، فكان من السهل أن تصل لأي فرد إذا عرفت محافظته، ثم إنك تجد داخل كل محافظة تفاصيل أخرى كاسم المركز أو القرية. كما قامت لجنة الإعلام بميدان رابعة العدوية بإطلاق طائرات بدون طيار في سماء ميدان رابعة العدوية، طائرات مزودة بكاميرات حديثة، لتصوير وتوثيق محاولات الانقلابيين لاقتحام الميدان على المعتصمين السلميين، وقد أُشيع أن الطائرات هي من تصميم عدد من الشباب المعتصمين، وتم تصميمها بهدف كسر التعتيم الإعلامي؛ والحقيقة أنها كانت هذه طائرات بسيطة تم شراؤها من شركة أوروبية عن طريق الإنترنت، وأسعارها ليست مكلفة... كل هذا في كِفّة وإبداعات العيد وحدها في كِفّة؛ فقد كانت من أعجب ما رأيت.. حيث توافد الملايين من أقطار مصر بأسرها للمشاركة في عيد رابعة، حتى امتدت الحشود إلى مسافات بعيدة اضطررنا معها، على الرّغم من التغطية الواسعة للنظام الصوتي، إلى عقد ثلاث خطب للعيد في نفس الوقت بثلاثة من العلماء حتى نستطيع تغطية ومشاركة وإسماع خطبة العيد لكل الحاضرين في الصلاة.. المدهش العجيب أن كل مَنْ في الميدان ساهم في صناعة السعادة وإدخال البهجة بطريقته الخاصة.
7. «منبر الداعيات»: ما أبرز التحولات التي حدثت في مصر بعد الثورة؟
• كانت الحركة الإسلامية تحتاج إلى عشرات السنين لتصنع جيلاً جديداً مثل الجيل الذي تربّى في رابعة وفي شوارع مصر وميادينها... لقد أضحت ثقافة الجهاد والاستشهاد مَعْلَماً بارزاً في مصر، ممّا يؤهل الشباب المصري ليس لتحرير مصر فحسب بل لقيادة الأمة لتحرير القدس والأقصى، وقد أصبح لمصر حاضراً رائعاً يصنع مستقبلاً باهراً وليس فقط مجرد تاريخ كنا نتحدث عن بطولاته.
8. «منبر الداعيات»: لكي يضمن الداعية نجاحاً وتفوُّقاً في حياته ومسيرته الدعوية لا بدّ له من مقومات تُعينه على ذلك فما هي؟
• مرتكزات نجاح الداعية تكاد تُحصر في خمسة، إذا غاب أحدها لم يُكتب لدعوته نجاح ولا لفكرته بقاء، وهي: صلاح نفسه-وضوح هدفه -علوّ همّته -تعاليه عن المغريات وصموده أمام العقبات -العمل المؤسسي.
9. «منبر الداعيات»: إن عملية إصلاح المجتمعات لا تقع على كاهل الرجل وحده، بل للمرأة دور كبير في ذلك؛ فما هي المؤهلات أو المقوّمات التي يجب أن تمتلكها المرأة المسلمة لتقوم بمهمتها هذه؟
• للمرأة مقومات للنجاح لا يمكن بحال الاستغناء عن واحدة منها، تتمثل فيما يلي: علاقة بربها وثيقة (حالة خاصة مع الله) - بدينها بصيرة (العلم) - لأسرتها راعية وحافظة (واجبها العيني في صنع مجتمع مسلم راقٍ) - لمجتمعها نافعة (العمل المجتمعي والمدني والخدمات العامة) - وبدعوتها مهمومة (دورها في حمل رسالة الإسلام).
10. «منبر الداعيات»: ما هو دور المركز الإعلامي للإخوان في مواجهة الانقلاب عموماً وأثناء وبعد ميدان رابعة العدوية خصوصاً؟ وكيف استطاع بإمكانياته المتواضعة التصدي لإعلام تزييف الحقائق؟
• أذكر هنا أن خيمة للإعلاميين قد نُصبت في بداية الاعتصام داخل أسوار منصة الاعتصام، ثم لما رأوا زيادة في أعداد المراسلين انتقلوا لإحدى قاعات المناسبات لتصبح بعد ذلك قاعة للإعلاميين.. وفيها عُقدت المؤتمرات الصحفية، والمناشط الإعلامية، وظلت تؤدي دوراً رائعاً حتى كان صباح يوم الاعتداء الأثيم، حيث حُولت إلى مستشفى ميداني لكثرة الشهداء والمصابين.. وفي هذه القاعة كان يجتمع التحالف الوطني لدعم الشرعية ليرتب الفعاليات، ويرد الشبهات، وقد قامت لجنة الإعلام بإطلاق طائرات صغيرة بلا طيار مزوّدة بكاميرات لكسر التعتيم الإعلامي كما ذكرنا. وهنا لا يمكن بحال أن نغادر المقام دون أن نقدم التحية والإكرام لشرفاء الإعلام، من الذين واصلوا العمل بالليل والنهار، لنقل الصورة إلى جميع الممالك والأقطار. نذكر بالخير شهداء نادي الحرس الجمهوري، وعلى رأسهم أحمد السنوسي علي، الذي مات وبقيت الكاميرا الخاصة به، متطيبة بدمه، تحمل الحقيقة للناس.. نذكر شهداء المنصة.. نذكر شهداء الفض من المراسلين والمصورين والفنيين..
11. «منبر الداعيات»: كلمة توجِّهها لكل من وهن عن إكمال مسيرة مواجهة ظلم الانقلاب وزبانيته؟
• كلمة قصيرة أقولها: إن نصرة دين الله شرف ليس كل الناس يستحقه، فمن استخدمه الله لنصرة الدين ورفع الراية وتحرير الأمة فيكفيه شرف الاستخدام، ومن حجبه الله عن هذا المقام الرفيع فليعلم أنه المحروم، وقديماً قال العلماء: إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله فيما يرضيه، وإذا غضب عليه شغله بما لا يعنيه. والإسلام ليس في حاجة لنصرة الناس، إنما الناس هم في حاجة للنجاة بالإسلام والانتصار بالدين؛ قال تعالى: (وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ) (محمد: 4).
في الختام نشكر الدكتور جمال عبد الستّار على هذا الحوار القيّم سائلين المولى أن يمنّ بالنصر والتمكين على المسلمين المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
أثر تغيير الأسماء والمفاهيم.. في فساد الدنيا والدين!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!