خيركم لأهله
قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((خيرُكم خيرُكم لأهله، وأنا خيركم لأهلي))؛ حديث صحيح، صححه الألباني.
قد يبذل الخير للضيفان، وينتقي لهم أطايبَ الحديث وأطايب الطعام، ويفرش بين أيديهم كلَّ جميل وثمين، وللغرباء ابتسامات وضحكات، وبذْل معروف، وإسداء نصح، وتضحية بالوقت والمال.
وفي هذا لا غرو ولا غبار، إنما أن يقتصر الخير المبذول على الغرباء، ويضنّ به على أهل البيت، بذا أضيء اللون الأحمر في مؤشر الخير المبذول من كف ندي، هنا توقُّف إجباري، ومراجعة أوراق، وإلا ستستمر الأشعة الحمراء ترسم خطوطًا سوداءَ، تجعل البنيان عرضة للتصدع؛ بفعل تعاقب الليالي والأيام، ثم يبتعد الغرباء محتضنين معسول الكلام، ويبقى الأقربون جريحي المشاعر والأفئدة، ولو بذل المعروف والخير للأهل، لأصبح بذلُ المعروف عادةً وليس تجملاً، كما ترتدى البزة في زي رسمي.
إذا نشر الخير على الأهل المقربين، توزَّعت بذوره في القلوب، فغدا كل ما حولك مساحات عطاء خضراء، أسعدُ الناس بها مَن زرعها، وهي بعدُ جميلةُ المنظر لكل من رآها.
ضع لقمة في فِي زوجك أولاً؛ كي تفوز بالأجر العظيم، وتؤسس بنيانًا قويمًا.
الخير جواد أصيل ممسك بقبضة الفضائل جميعًا، ابتسمي عندما تسمعين نبراتِ زوجك على الهاتف، وارسمي أعذب وأرق ابتسامة صادقة ترحيبية، حالما تسمعين وقع قدميه متَّجهًا لمقصورتكما.
على أجمل هيئة تجالسا؛ فذاك بعض الخير، وعلى ألذ مائدة اجتمعا؛ فأنتما تستحقان ذلك، واستقبلا خير ما تبثه القنوات، أو تسطره الكتابات، إن كل خير مبثوث في القلب أو في دور العلم ومؤسساته، فالأهلُ هم أولى به، وكل دقيقة من العمر تمضي في المسامرة والمجالسة، توضع بيد النصيف؛ ليقوم بتوزيعها طائعًا.
فداك أبي وأمي أيها القائل: ((خيركم خيركم لأهله)) - صلى الله عليك وسلم - فقد أسستَ ركيزة الأهل الذين يتبادلون الخير، فيفيض من بيوتهم إلى أمَّتهم، لقد أرشدتَنا من أين نبدأ؛ حتى لا يتوقف الخير أو يجف.
وقد ينطلق من كان خيرُه لغير أهله، وينتهي في موقعه؛ بينما يسير فوق موقعه مَن انطلق خيره من أهله، ثم سار واثقًا باذلاً حتى تنطفئ أنفاسه.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن