ثقافة الزوجة مصدر سعادة أم نكد؟
الثقافة النافعة تقود الزوجين نحو سبل الحياة الطيبة.. ولكن عندما يتذكّر كل منهما ما له وينسى ما عليه متسلحاً بما خصّه الله من تفوق علمي أو ثقافي أو رفعة في النسب أو الجاه أو المركز.. ينتفي التوافق والانسجام ، ويختل ميزان الأسرة ويُتنازع فيها على الصلاحيات.. ولنأخذ مثالاً على المستوى العلمي والثقافي للزوجة ؛ فمن الزوجات من تقودها ثقافتها إلى فنون من التعامل الحكيم مع زوجها، ومنهن من تستغلّ هذه النقطة لتغتّر وتتسلط وتجادل وتتعالى على زوجها.. في المقابل: من الرجال من يفرح بهذه الثقافة ويستثمرها فوائد تنعكس عليه وعلى أسرته، ومنهم من يضيق ذرعاً بزوجة تبدو أكثر فهماً وأرجح عقلاً.. في هذه الحالة كيف للأمور أن تستقيم؟ وما هي أفضل الآليات التي تُعين الزوجين على إحسان عشرة الآخر وتقبّله مهما اختلف معه في الرأي أو تدني في مستوى علمه وثقافته؟
وهذا يقودنا للسؤال الآتي: هل الزوجة المثقفة مصدر سعادة الرجل أم سبب تعاسته؟
لاستجلاء خلفية هذا الموضوع أجرينا حواراً مع الأستاذة ريما الهويش: (ماجستيرفي علم النفس: تخصص في الإرشاد النفسي، وبكالوريوس تربوي).
فإلى الحوار:
1. "منبر الداعيات": هل التكافؤ الفكري والثقافي بين الأزواج له تأثير كبير على الاستقرار النفسي للأزواج والأسرة ككل، ويعوّل عليه في إنتاج جيل مثقف واعٍ ونافع للمجتمع؟
- يتحقق الاستقرار الأسري بالتفاعل الدائم بين أفراد الأسرة جميعاً،، والتي تهيئ للأبناء الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والدينية اللازمة لإشباع احتياجاتهم في مراحل النمو المختلفة، وتتسم هذه العلاقة بسيادة المحبة والتعاون بين أفراد الأسرة في إدارة شئونهم الأسرية، ممّا يدعم العلاقات الإنسانية ويحقق أكبر قدر من التماسك والتقارب داخل الأسرة، ولايتحقق ذلك إلا بتوفر عدة عوامل يؤثر بعضها في الآخر.
ويعدّ التكافؤ الفكري أحد العوامل الهامة لتحقيق الاستقرار الأسري، فحين يكون الزوجان على مستوى متقارب من الثقافة والوعي، ووضوح الرؤية والهدف يسعيان لتحقيق الاستقرار الأسري ويكون لذلك التكافؤ أثر واضح في إنتاج جيل واعٍ ونافع.
2. "منبر الداعيات": برأيك هل الرجل يهرب حقاً من الفتاة المثقفة ولا يفضّل الزواج منها؟
- يبحث الرجل في المرأة عما يشبع احتياجاته ووفقاً لأولوياته؛ فالرجل المثقف يبحث عن الأنثى المثقفة وليست المرأة المثقفة فقط، فهو يريد زوجة وحبيبة وأمّاً، ولذلك حين تجمع المرأة بين ثقافتها وأنوثتها تكون مطلبا للرجل، ولكن سادت صورة اجتماعية عن المرأة المثقفة بأنها تلك المرأة المشغولة التي تبحث عن نجاحها خارج منزلها، الجدية، الحازمة، التي لا تلقي لأنوثتها أي اهتمام، ممّا جعل البعض لا يفضل الزواج منها، وأعتقد أن التعميم خطأ فادح؛ فلكل شخص تفرده وسماته؛ فإن أعطت بعض النساء المثقفات صوراً سلبية عن المرأة المثقفة؛ فهناك الكثير من النماذج الإيجابية للمرأة المثقفة
كما أن المواصفات التي يبحث عنها الرجل في زوجته قد تغيرت نتيجة للتغير الاجتماعي، فقد كانت المواصفات الشكلية والاجتماعية هي الأساس في اختيار الزوجة سابقاً، إلا أن ثقافة المرأة ووعيها ومستواها العلمي أحد أهم المواصفات التي يبحث عنها الرجل اليوم بالإضافة إلى مواصفات أخرى هامة كالأنوثة والعاطفة، والجمال.
3. "منبر الداعيات": هل الزوجة المثقفة من أسباب سعادة الرجل أم من مسبِّبات نكده؟
- أعتقد أن الرجل اليوم يبحث عن الأنثى التي يمكن أن نسميها (مجموعة نساء ) فهي: المثقفة، والحبيبة، والأم، والصديقة، والطفلة أحياناً، وهي النموذج الذي يحقّق الاستقرار الأسري، ولذلك فإن المرأة المثقفة بدون أنوثة وعطاء وحب حتماً ستكون من مسبّبات نكد الرجل فهو في نهاية المطاف يريد زوجة وحبيبة وأمّاً لأبنائه، ولا يريد محاوِرة ومناظِرة يمضي حياته في مناقشتها وحوارها فقط، والعكس صحيح حين تجمع المرأة بين الثقافة والفكر والأنوثة تكون من أسباب سعادة الرجل.
4. "منبر الداعيات": ما الذي ينفّر الزوج من زوجته المثقفة، ويجعله يتحاشى التعاطي والتعامل معها؟
- هناك صور متعددة لمنفرات الزوج من المرأة المثقفة منها:
تعاليها عليه، انشغالها عنه بأهدافها وانجازاتها، شعوره بأنه محط انتقادها وتقييمها، اعتدادها بآرائها والتمسك بها، التقليل من شأن النساء في أسرته وعدم رغبتها في التواصل معهن، انسحابها عن التواصل الاجتماعي مع أقاربه أو زوجات أصدقائه نظراً لارتفاع معايير قبولها لهن وتواصلها معهن.
رغم جميع المنفرات السابقة إلا أنه ينبغي الانتباه لأمر هام وهو أن السمات الشخصية للمرأة هي المؤثِّر الأول على سلوكها وتصرفاتها وتعاطيها للأمور مثقفة كانت أم غير مثقفة، وقد تكون هذه السمات هي السبب في سلوكها المنفّر، ولكن نتيجة للنظرة الاجتماعية والثقافية السائدة يعتقد الرجل أن سبب سلوكها المنفر هو ما تملكه من ثقافة، فالمرأة الانطوائية على سبيل المثال تحجم عن التواصل مع أقارب الزوج ومعارفه بسبب سماتها الشخصية سواء كانت مثقفة أم أمية.
5. "منبر الداعيات": ما هو الأسلوب الأمثل الذي يجب أن يعتمده الزوج للتعامل مع زوجة مثققة تتعامل معه إما بنديّة أو بغرور وتعالي وتمرّد؟
- تبحث المرأة مهما علا علمها واتسعت ثقافتها عن الحب والاستقرار والاهتمام، والقبول من زوجها، وعلى الرجل أن يتذكّر دائماً أن المرأة بحاجة لحبه واهتمامه ودعمه ومساندته، فحين يقدّم لها الحب والدعم، والثناء، ويشعرها بأن تميزها ونجاحها نجاح له، لن تتعامل معه بتعالٍ أو غرور، وإن تعاملت المرأة مع زوجها بندية أوغرور؛ فعلى الرجل أن يصارحها في أوقات الصفاء بما يضايقه من سلوكها معه دون هجوم أو انتقاد لشخصها بل يتحدث عن السلوك بمعزل عن شخصها، ويتحدث بصيغة ضمير المتكلم فيقول: ( أنا ) وليس ( أنتِ) فالحديث باستخدام ( أنت) يجعل الطرف الآخر يشعر بأنه مهاجم ويبدأ بالدفاع عن نفسه والهجوم على الطرف الثاني، وبذلك ينتهي الحوار دون نتيجة أو بمشكلة أكبر. كما أن من المهم جداً أن يركّز الزوج على الأمور التي يريدها أثناء مناقشته للمشكلة مع زوجته بدلاً من الحديث عمّا لا يريده؛ فالكثير من الخلافات تنشأ بين الأزواج لأنّ كل منهما يذكر الأمور التي تضايقه ممّا يترتب عليه غضب الطرف الثاني ودفاعه عن نفسه أو اتهامه لقرينه.. بينما لو ركّز في حديثه على مايريده لتعاون الزوجان في بناء خطط التنفيذ التي تحقق السعادة لكليهما.
كما أن من أهم أساليب تحفيز الزوجة لتحسين سلوكها شكرها، ولفت انتباهها إلى أن الزوج لاحظ اهتمامها وحرصها على ارضائه، وسعيها لفعل ما اتفقا عليه ممّا يؤدي إلى تعزيز حرصها على بذل المزيد من الجهد لتحقيق الأفضل.
6. "منبر الداعيات": هل تلعب الموروثات الثقافية والاجتماعية والنفسية التي نشأ عليها الرجل (بحسب ما يفهم معنى القوامة) دوراً في نظرة الرجل السلبية للمرأة المثقفة؟
- من المؤكد أن الموروثات الثقافية والاجتماعية والنفسية التي نشأ عليها الرجل تلعب دوراً في نظرة الرجل للمرأة على وجه العموم والمثقفة على وجه الخصوص في حين أن الفهم الخاطئ لنصوص وأحكام الشريعة هي التي تؤدي إلى تلك النظرة، فالإسلام أكرم المرأة وأعلى شأنها وحفظ حقوقها وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم قدّمت نماذج لتقديره للمرأة منها: أخذه بمشورة أم سلمة في التحلل من الاحرام إلا أن الفهم الخاطئ هو الذي أدى إلى النظرة السلبية للنساء عامة وللمرأة المثقفة خاصة.
7. "منبر الداعيات": كيف يجب أن تتعاطى الزوجة المثقفة مع زوجها متدني الثقافة أو الموازي لها في الثقافة بما يحقّق الانسجام ويردم الهوة بينهما ؟
- إن المرأة المثقفة الحقَّة هي التي تطبق مفهوم الثقافة الحقيقية في تعاملها مع زوجها من خلال إطلاعها وقراءتها عن احتياجات الرجل، والسمات الشخصية، والحوار البناء، ووسائل التقرّب إلى الزوج وكسر الرتابة، فكما تقول الحكمة: " تعلم من كل شيء شيء ومن شيء كل شيء "، ولذلك فالمسؤولية أكبر على المرأة المثقفة من غيرها، وعليها من خلال اطلاعها أن تعرف زوجها وطبيعته وسماته الشخصية ونقاط قوته وضعفه حتى تتمكن من دعم قوته ومساندة ضعفه وتسديد نقصه، والتعامل معه بما يتناسب وسماته الشخصية، وبما يشبع احتياجاته.
فمما لا شك فيه أن من أهم احتياجات الفرد الحاجة إلى الحب وتقدير الآخرين ، وبطبيعة الحال فإن هذين الاحتياجين مطلبان أساسيان في العلاقة الزوجية، ولذلك على المرأة أن تسعى لإشباع احتياجات زوجها بالطريقة التي يرغبها؛ فلكل شخص طريقته وأسلوبه فرغم أن هناك أمور عامة يحتاجها الجميع إلا أن هناك أمور خاصة يتفرّد بها كل شخص ويختلف بها عن غيره.. كما أنها تختلف في ترتيبها حسب أهميتها من شخص لآخر، فقد يرى رجل أن من دلائل تقدير زوجته له أنها تستشيره في أمور عملها وقراراتها، في حين يرى آخر أن هذا الأمر لا يعنيه وأن تقديرها له في أن تهتم بما يخصه من تجهيز طعامه وملابسه، فلكلّ فرد اهتمامته وأولوياته، ولذلك على المرأة أن تعي احتياجات زوجها وتسعى لتحقيقها وإشباعها بالطريقة التي ترضيه، لأن الكثير من المشكلات الزوجية تكمن في هذا الخلل حيث يقوم كل طرف بتقديم عطاءه بطريقته هو والتي قد لا تناسب الطرف الآخر ولا تشبع احتياجاته.
وإذا أردنا التفصيل في كيفية تعامل المرأة المثقفة مع زوجها لتحقيق الانسجام وردم الهوة بينهما فإن أول الأمور التي ينبغي الانتباه لها هو القبول غير المشروط أي أن تقبل المرأة زوجها بوضعه الحالي لأنها ارتبطت به وهي تعلم حاله، وقد تكون عند بداية الزواج أقل مما هي عليه الآن فكثير من النساء تكمل تعليمها وترتقي مهنياً وهي في بيت زوجها ويكون نجاحها بدعم زوجها لها أو بإعطائها مساحة من الحرية إن لم يقدِّم لها الدعم، وعليها أن لا تنسى هذا الأمر وتقدّر له ذلك.
والأمر الثاني: هو تحقيق الأمان النفسي للزوج من خلال إشعاره بأهميته أثناء تواجدها معه؛ فكثير من المشكلات الزوجية تكمن في عدم إدارة الأولويات وإدارة الوقت، فتجد المرأة تعمل طوال اليوم خارج منزلها وداخله مما يترتّب عليه إهمال الزوج والأبناء أو تكون الحاضرة الغائبة تجلس معهم وتركيزها وتفكيرها في مكان آخر.
والأمان النفسي يتحقّق بإظهار الاهتمام من جانب وبإشعار الزوج بأنه الشخص الأهم في حياتها والمقدَّم على كل نجاح قد تصل له، لأن الغيرة التي تصيب الرجل من نجاح زوجته منبعها الخوف من فقد مكانته بسبب هذا النجاح، أو الخوف من إمكانية استغناء زوجته عنه بسبب نجاحها، ولكن حين تسعى المرأة المثقفة الناجحة لتحقيق الأمن النفسي لزوجها يتجاوزا الهوة والخلاف.
والأمر الثالث: والذي على المرأة الانتباه له هو إشعار الزوج بحاجتها له ولمشورته ولرأيه السديد فشعور الرجل بحاجة زوجته له وثقتها برأيه يشبع حاجته للتقدير، ويحقِّق له الأمان كما يشعره بالقوة، مما يكون له أثر إيجابي في تحقيق الطمأنينة التي ستظهر في سلوكه معها .
أما الأمر الرابع: والذي تغفل عنه بعض المثقفات فهو الأنوثة والعاطفة وإشباع الاحتياجات الزوجية الخاصة، ومحاولة التغيير وكسر رتابة الحياة الزوجية
والأمر الخامس: هو مدح الزوج والثناء عليه أمام الأبناء وأمام أهله وإظهار التقدير والامتنان له على دعمه ومساندته ، وإن كان الزوج أقل من زوجته في مستواه العلمي أو الوظيفي تثني الزوجة على ما يمتاز به من خلق فاضل، وعلى أن وصولها إلى هذا النجاح كان بدعمه أو بإعطائها الحرية لتحقيق أهدافها إن لم يقدِّم لها الدعم.
والأمر السادس: التغاضي والترفع عن تصيد هفوات الزوج وأخطائه وانتقاده باستمرار لأن الرجل قد يعتقد أن سبب انتقاد زوجته هو استعلائها عليه واستصغارها له، وليس لأنه أخطأ، ولتلافي هذه الهوة على الزوجة أن تتغاضى عن التوافه، وإذا احتاج الأمر إلى مناقشة يكون بمعزل عن وجود الأبناء، ويتم التركيز على الموقف دون هجوم أو نقد على شخص الزوج.
كما أن من الأمور الهامة أيضاً الإحسان إلى أهل الزوج وإكرامهم والتواصل معهم بتواضع ورفق، وعدم انتقادهم في حضورهم أو غيابهم خاصة أمام الزوج.
8. "منبر الداعيات": هل صحيح أنّ المرأة المثقفة هي في أغلب الأحيان غير سعيدة وغير راضية وتعيش في صراع دائم بين رغبتها في تحقيق ذاتها وبين بحثها عن السعادة والحياة الزوجية التقليدية عكس الزوجة غير المثقفة التي قد تكون أكثر انسجاماً وتكيفاً مع نفسها وزوجها ومجتمعها؟ وما المطلوب من المرأة حتى تتخلص من هذا الصراع؟
- أعتقد أن معاناة المرأة المثقفة ليس بسبب الصراع بين رغبتها في تحقيق ذاتها وبين بحثها عن السعادة في الحياة الزوجية ، وإنما بسبب الضغوط والمسؤوليات التي تتعرض لها أكثر من غيرها من النساء، فالمرأة المثقفة تحرص على أداء مسؤولياتها والقيام بدورها كزوجة وأم وابنة وموظفة وشخصية فاعلة في المجمتع، وهذا ما يزيد من بذلها للجهد وشعورها بلوم الذات والتقصير، فإن حاولت التسديد والمقاربة بذلت المزيد من الجهد، وإن ركّزت على تحقيق ذاتها وانشغلت عن أسرتها شعرت باللوم، وهي بالتالي تبذل جهداً بدنياً وذهنياً ونفسياً مضاعفاً مقارنة بغيرها.
وحتى تتمكن من تجاوز تلك الضغوط والشعور باللوم أو الصراع بين مسؤولياتها وحاجاتها كأنثى عليها أن تلم شعث نفسها من خلال التنظيم بكل صوره؛ فتنظّم وقتها، وتنظّم أولوياتها، وتنظّم مسؤولياتها، وتنظّم تنفيذها لأدوارها كأم وزوجة وابنة وموظفة، ثم تجعل لنفسها وقت مستقطع تستمتع فيه مع أسرتها، وتنقطع فيه عن أي تواصل يخصّ عملها أو مسؤولياتها خارج نطاق أسرتها.
فالنجاح الحقيقي لأي امرأة هو نجاح أسرتها بأن تحيا مستقرة آمنة مطمئنة، وهذا لن يتحقّق إلا بإعطاء كل ذي حقّ حقّه، وتقديم الأهمّ على المهم، ومن أهم الوسائل المعينة على ذلك التفويض في الأمور غير الهامة التي يمكن أن يؤديها غيرها بحيث تتفرغ هي للأمور التي لا يمكن أن يؤديها سواها خاصة في الأمور المتعلقة بالعمل.
كما أن الموازنة بين المتطلبات وما يترتب عليها من مكاسب ومخاسر للأسرة أمر هام جداً؛ فأحياناً تُعملق المرأة المثقفة أهدافها -( تجعلها عملاقة)- وتركز جميع جهودها لتحقيق تلك الأهداف، ولا تكتفي بل تطلب المزيد والمزيد، وقد يترتّب عليه الضرر لأسرتها إلا أنها تستمر في سعيها الدؤوب خلف تلك الأهداف، ولكن حين توازن بين طموحها وأهدافها وحقوق أسرتها تتمكن من تحقيق ما تريد بأقل أضرار ممكنة وباطمئنان وسكينة.
9. "منبر الداعيات": هل ارتباط زوج متواضع التعليم بزوجة عالية التعليم يلغي دور الرجل في إدارة الأسرة أو يقلّل من أهمية دوره ويسحب من صلاحياته لصالح المرأة... وكذلك العكس؟ وكيف نحقّق التوازن في هذه المسألة؟
- بداية هناك فرق بين المرأة العالية التعليم والمرأة المثقفة، فذات التعليم العالي قد تكون ذات اطلاع محدود ركزت اطلاعها وتعليمها على تخصصها فقط ولايمكن بأن توصف بالمثقفة، في حين أن المرأة المثقفة هي ذات الثقافة وسعة الأفق والاطلاع الذي يمكنها من الإلمام بشتى أمور الحياة، ولذلك إذا كانت المرأة مثقفة وليست عالية التعليم فقط ستكون على علم بمسؤوليات ومهام الزوج والزوجة، وستحفظ لزوجها مكانته وحقّه، وإن كان أقل تعليم منها، وسيكون له دوره في إدارة الأسرة إن كان يملك مقومات الإدارة، وحتى إن كان يفتقد لتلك المقومات؛ فالمرأة المثقفة الواعية نتيجة لعلمها بسمات زوجها ونقاط قوته تستطيع أن تتيح له فرصة إدارة الأسرة في الأمور التي يتميز بها، وبذلك تشعره بأهميته وبدوره وتكمل جوانب النقص لديه دون أن يشعر بها.
كما أن المرأة العالية التعليم التي تتمتع بنفسية سويّة مطمئنة ستشارك زوجها في كل أمور حياتها وستحفظ له دوره وقدره، ولكن قد تظهر بعض المشكلات في إدارة الأسرة نتيجة اختلاف وجهات النظر أو عدم الاتفاق المسبق على بعض القوانين الأسرية خاصة فيما يتعلق بتربية الأبناء ولتلافي تلك المشكلات على الزوجين الاتفاق على مهامهم وعلى طريقة تربية أبنائهم.
9- "منبر الداعيات": هل للمرأة المثقفة القدرة على كشف مناطق الضعف في شخصية الرجل ولأجل ذلك يتجنبها؟
- لدى المرأة القدرة على كشف مناطق الضعف في شخصية الرجل إلا أن هذه القدرة تزداد لدى المثقفة نتيجة لاطلاعها وسعة أفقها، ولكن هذه القدرة تعد ميزة لدى المرأة وليست عيباً يجعل الرجل يتجنبها لأن علمها بحاله ومقاله يمكّنها من حسن التعامل معه وفقاً لمقتضى الحال والمقال، كما يمكّنها من معرفة احتياجاته ومفاتيح أبواب عقله وقلبه، وإشباعها لتلك الاحتياجات من خلال المفاتيح التي بين يديها، وهذا بالنسبة للرجل مطلب يتمناه وليس عيباً يجنبه المرأة المثقفة.
في ختام نشكر الأستاذة ريما الهويش، ونثّمن مشاركتها في هذا الحوار، وما قدّمته من آراء وتوجيهات حول الموضوع، مؤكّدين على أنه بالرغم من أنّ العلاقة بين الزوجين يتحقق نجاحها واستمرارها بدعم من الطرفين، إلا أن الزوجة المسلمة التي تعرف حقّ ربّها ثم حقّ زوجها عليها ستبقة مطالبة بالارتقاء بحياتها الزوجية إلى الآفاق الأكثر سموّاً شعورياً وسلوكياً،؛ يحدوها إلى ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: " أيُّما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة" رواه الترمذي وابن ماجة.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
أثر تغيير الأسماء والمفاهيم.. في فساد الدنيا والدين!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!