أعيادنا وأعيادهم
الاحتفال بالعام الميلادي الجديد أصبح ظاهرة جلية في مجتمعاتنا المسلمة، وخطورة الاحتفال به تتجلى - بالإضافة إلى البُعد العقائدي – في مصاحبة ألوان المعاصي وأنواع المخالفات التي تحدث في معظم بلاد المسلمين ليلة رأس السنة.
في هذا التقرير نستعرض بعضاً من مظاهر هذه الاحتفالات وتقاليدها، التقطنا مشاهدها من عدد من البلدان؛ هذه المظاهر تؤدي دائماً إلى كوارث وطامّات، حتى أصبحت الآن من تقاليد الاحتفال!
ليلة «أم الخبائث»
تشهد أقسام الطوارئ بالمستشفيات في فرنسا حالة ازدحام شديدة نتيجة الوعكات الصحية الناتجة عن الشرب المفرط للخمور؛ ولذا أطلقت وزارة الصحة الفرنسية بَدْءاً من شهر ديسمبر 2009 حملة توعية استعداداً للأسبوع الأخير من رأس السنة بعنوان: «لا تتركوا مَن شَرِبَ الخمرَ يُمسك بالمِقْود» (أخبار العالم).
جرائم ليلة رأس السنة
في عام 2003 أفادت الشرطة أن أكثر من 400 سيارة أُحرقت في فرنسا ليلة رأس السنة، من جهة أخرى تم توقيف 196 شخصاً بسبب أعمال العنف خلال الليل. وفي البحرين أكدت مصادر بحرينية مسؤولة أن السلطات المختصة حققت مع ما لا يقل عن 25 بحرينياً اعتُقلوا على خلفية أعمال العنف والتخريب التي شهدتها العاصمة «المنامة» أثناء الاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة (مفكرة الإسلام).
ليلة العُهر!!
ورصدت إدارات الوحدات الفندقية الموجودة بالعاصمة السياحية للمملكة المغربية إمكانيات جد مهمة لإحياء سهرات متنوعة ضمن فعاليات الاحتفالات بليلة رأس السنة الميلادية، ولم يُستثنَ أحد من عملية الترويج لتلك المؤسسات حتى العاهرات والشواذّ الذين يقدِّمون خدمات خاصة في مجال الدعارة والبِغاء بهدف استمالة «الزبناء» وتشجيعهم لحضور تلك الحفلات (هس برس المغربية).
استنفار عام
استنفار عام وحجز لكل الضباط والعناصر المولجين بتنظيم السير ليلة رأس السنة؛ هذا ما كشفه العقيد جوزيف الدويهي رئيس لجنة طوارىء شؤون السير في لبنان لـ «النشرة»، وقد أكّد أنّه تم دعم المفارز بـ700 عنصر و85 ضابطاً لمحاولة السيطرة على كل الطرقات اللبنانية الرئيسية (الشاهد).
رأس السنة والانتحار
تقول الإحصاءات: إن أربعة أشخاص في المتوسط معظمهم من الرجال ينتحرون كل يوم في السويد التي يبلغ عدد سكانها تسعة ملايين نسمة، ولكن المثير في ذلك الإحصاء أن هذا العدد يرتفع إلى أضعاف مضاعفة ليلة رأس السنة في اليوم الأول من العام الجديد! (الأمان).
***
وللتوقف عند عواقب هذه الممارسات وأثرها على المجتمعات الإنسانية التقينا بالشيخ الداعية عثمان دياب (عضو لجنة الدعوة في جمعية الاتحاد الإسلامي)؛ فطرحنا عليه هذه الأسئلة:
1. «منبر الداعيات»: ما رأيكم باحتفالات رأس السنة الميلادية التي وردت بعض مظاهرها في التقرير؟ وما هي أبرز دلالاتها؟
- إن ما يَرِد من مظاهر وحوادث أثناء الاحتفالات برأس السنة الميلادية طبيعي من أناس ليس لديهم إيمان بالله تعالى، فهذا الصنف من البشر يعيش لشهواته ومتعته.. لا يبالي بما يخالف الفطرة البشرية ولا العقل السليم، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الصنف من البشر بقوله تعالى: {والذين كفروا يأكلون ويتمتعون كما تأكل الأنعام والنارُ مثوىً لهم} ( محمد: 12).
2. «منبر الداعيات»: كيف تفسر إقبال كثير من المسلمين على الاحتفال بأعياد غيرهم؟
- إن المسلمين الذين يحتفلون بأعياد غيرهم إنما يفعلون ذلك بدافع التقليد والانبهار بالآخرين؛ وهذا ناتج عن التربية التي تلقَّوها في بيوتهم ومدارسهم وجامعاتهم، بل وفي شوارعهم وإعلامهم؛ فالإنسان ابن بيئته، وكثير من المسلمين اليوم لا يعيشون في مجتمعات إسلامية تحمل مفاهيم إسلامية صحيحة.
وهنا تَعظم مسؤولية المسلم الواعي الفاهم لدينه فَهماً سليماً، وخاصة العلماء الصادقين وطلبة العلم الشرعي، لتنبيه المسلمين الذين يحتفلون بتلك المناسبات أو بالأعياد غير الإسلامية إلى خطورة التقليد لغير المسلمين وخاصة في ما هو خاص بهم ومرتبط بدينهم لأنه يؤثر على عقيدة المسلم وسلوكه وأخلاقه.
3. «منبر الداعيات»: جعل الله لكل قوم عيداً.. ما الفرق بين أعياد المسلمين وأعياد غيرهم؟
- الفرق كبير جداً. أعياد المسلمين قائمة على العبودية والتوحيد لله تعالى؛ ففرحة الأعياد عندنا نحن المسلمين قُربة نتقرّب بها إلى الله تعالى فنهلِّل ونكبّر ونحمَد، ويعم فيها الحب والوئام والسلام والأمن، بل وتنزل الرحمات، وتحصل المَكْرُمات من المسلمين لبعضهم البعض؛ فنرى الصدقات تكثر (زكاة الفطر - لحوم الأضاحي) والهدايا توزَّع والسرور يعمّ. في المقابل فإن الواقع يشهد أن أعياد غير المسلمين يكثر فيها شرب الخمور وارتكاب الفواحش والجرائم... فيعمّ الخوف والذعر والفوضى...
4. «منبر الداعيات»: ما حــــكـــم الــمــشاركة باحتفالات غير المسلمين ومنها أعياد الميلاد ورأس السنة؟
- نصّ الفقهاء قديماً على هذه المسألة وبينوا عدم جواز احتفال المسلمين بأعياد غيرهم، أو حضور تلك الأعياد، أو الترويج لها بأي وجه من الوجوه خاصة تلك الأعياد التي تشتمل على عادات وتقاليد ترتبط بالعقيدة الدينية لدى غير المسلمين. وقد بيّن الله تعالى في كتابه الكريم ما يشير إلى حرمة ذلك بقوله تعالى: {والذين لا يشهدون الزور} (الفرقان: 72) أي لا يَحضُرونه ولا يشاركون فيه.
وقد ذكر العلّامة ابن قيّم الجوزية رحمه الله تعالى في كتابه القيّم «أحكام أهل الذمة» (722:2) ما قاله فقهاء المذاهب الأربعة من حرمة الاحتفال أو المشاركة في أعياد غير المسلمين. إضافة لما تقدم، فإن الاحتفال بأعياد غير المسلمين يُعتبر من التشبه بهم وقد نهانا الله تعالى عن ذلك فقال عزّ مِنْ قائل: {ألم يَأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب} (الحديد: 16). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من تشبَّه بقومٍ فهو منهم» (رواه أبو داود في سننه بسند صحيح).
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
أثر تغيير الأسماء والمفاهيم.. في فساد الدنيا والدين!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!