فقه الحج والعمرة
أخي الحاجّ، أختي الحاجّة:
بين يديكما ملخّص مناسك الحج مع أحكامها الفقهية بمراعاة ترتيب الأداء اليومي، وذلك لتسهيل ممارسة العبادة بطريقة صحيحة مقبولة عند الله تبارك وتعالى. وأنصح بتحرّي هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الحج والعمرة قدر الإمكان فإنَه أفضل الهدي.
1- الإحرام: معناه نية الحج أو العمرة وهو ركن، ويترتَب عليها وجوب خلع اللباس العادي بالنسبة للرجل فيلبس الرداء والإزار (كالمنشفتين البيضاوين) أمَا المرأة فإحرامها في وجهها وكفَيها، وكذلك يترتَب عليها حرمة التطيُب وقصّ الشعر والأظافر ومعاشرة الزوجة وغير ذلك.
2- من نوى الحج فقط فهو مفرد ثم يؤدي العمرة بعد الحج، ومن نوى العمرة فقط فهو متمتع يتحلَل بعد عمرته ثم يحرم من جديد من مكة المكرمة عند إرادة الحج فينوي الحج.
3- بالنسبة للبنانيين ومع قرار منع السفر برّاً: المسافرون بالطائرة إلى جدّة ثم إلى المدينة المنوّرة قبل التوجُه إلى مكة المكرَمة ميقاتهم ميقات أهل المدينة:"آبار علي"، وأمَا المسافرون بالطائرة إلى جدّة ومنها إلى مكة مباشرة فميقاتهم "رابغ" فيجب أن يحرموا في الطائرة فوق هذه المنطقة. هذا والإحرام من الميقات واجب.
4- المتمتع أول ما يصل إلى مكة المكرمة يؤدي مناسك العمرة وهي الطواف سبعة أشواط حول الكعبة ثم السعي سبعة أشواط بين الصفا والمروة يبدأ بالصفا وينتهي بالمروة ثم يقصِر شعره رجلاً كان أو امرأة وبذلك يتحلل ويبقى متمتعاً بالتحلُل حتى يبدأ نية الحج. أما المفرد فإنه يطوف طواف القدوم وهو مستحبّ ثم بعده إن سعى فإنَ هذا السعي يسقط السعي الركن بعد طواف الإفاضة (وهذه رخصة مهمّة جداً)، وإن لم يسع فعليه السعي بعد طواف الإفاضة.
5- في اليوم الثامن من ذي الحجّة وهو اليوم الذي قبل يوم عرفة يستحب للحاجّ- مفرداً أو قارناً أو متمتعاً- أن يذهب إلى منى في هذا اليوم فيصلِي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء وفجر يوم عرفة، وإن لم يذهب إليها فحجُه صحيح ولكن الأفضل أن يحرص عليه لتطبيق السنّة. فائدة فقهية: القارن هو ال1ذي ينوي الحجّ والعمرة معاً فتدخل العمرة في الحجً ويؤدي المناسك كالمفرد ولكن عليه دم كما على المتمتّع بخلاف المفرد.
6- يوم عرفة يتوجَه من منى بعد طلوع الشمس أو من أي مكان آخر هو موجود فيه نحو عرفة، والأفضل أن يدخل عرفة بعد دخول وقت الظهر وصلاة الظهر والعصر جمع تقديم ويبقى فيها مشتغلاً بالعبادة من ذكر ودعاء وتلاوة قرآن إلى الغروب، وبعد المغرب ينطلق إلى مزدلفة. والوقوف بعرفة ركن وأفضله كما ذكر هنا ولكن إن فاته ذلك وأدرك الوقوف في أي وقت قبل فجر يوم العيد صحَ حجُه.
7- عند الوصول إلى مزدلفة يجزئ المبيت فيها ولو لأي وقت بعد منتصف الليل إلى ما قبل فجر يوم العيد. والأفضل أن يبقى فيها إلى الفجر ويصلي المغرب والعشاء جمع تأخير فيها. والوقوف بمزدلفة واجب. ثم يصلي صلاة الفجر وبعدها يستحب له أن يشتغل بعض الوقت بالذكر والدعاء ثم ينطلق إلى منى ليرمي جمرة العقبة الكبرى فقط بسبع حصيات يستحب أن يكون قد التقطها من مزدلفة. ورمي الجمرة واجب. وبإمكانه أن ينطلق من مزدلفة صبيحة العيد إلى المسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة وهو ركن. ثم بعد الرمي أو بعد الطواف يحلق وهو أفضل للرجل أو يقصِر ويكون بذلك قد تحلّل التحلُل الأول وبه يحلّ له كل ما كان عليه حرام بالإحرام إلاّ معاشرة الزوجة. ثم عند فعل الثالث منها (والثلاثة هي الرمي وطواف الإفاضة والحلق أو التقصير بعد واحدﹴ منهما) يتحلل التحلّل الثاني. والحلق أو التقصير ركن.
8- طواف الإفاضة يستحب أن يكون يوم العيد ولا نهاية لوقته والأفضل أن لا يؤخّره عن رابع أيام العيد. أما الرمي فيبقى وقته إلى غروب شمس رابع أيام العيد. وعلى المتمتع ومثله المفرد الذي لم يسع بعد طواف القدوم وكذلك القارن وهو الذي نوى الحج والعمرة بنية واحدة: السعي بعد طواف الإفاضة. وهذا السعي ركن كما تقدم؟
9- بقي من مناسك الحج مبيت ليلتين في منى ويجزئ مبيت معظمهما فيها- وهذا المبيت واجب- وكذلك رمي الجمرات الثلاث ثاني أيام العيد وثالثها (أي أول وثاني أيام التشريق) بعد دخول وقت الظهر من كل من هذين اليومين: كل جمرة بسبع حصيات يبدأ بالصغرى وينتهي بالكبرى، ويمتد الوقت إلى غروب شمس رابع أيام العيد. وهذا الرمي واجب. ومن خرج من منى قبل غروب شمس ثالث أيام العيد فقد أنهى مناسك الحج أما من أدركه الغروب وهو فيها فقد وجب عليه المبيت بمنى ليلة رابع أيام العيد ثم رمي الجمرات بعد ظهر اليوم الرابع.
10- عند إرادة الخروج من مكة يجب أن يكون آخر العهد بها الطواف سبعة أشواط حول الكعبة وهو المسمّى بطواف الوداع. وهو واجب. والمفرد إذا رغب بأداء العمرة بعد أيام العيد يخرج إلى التنعيم أو الجعرانة أو جدّة ويحرم بالعمرة ثم يؤدي مناسكها على الوجه المذكور سابقا ثم يطوف للوداع عند إرادة الخروج من مكة المكرمة.
11- يستحب يوم العيد ذبح الهدي في منى. أما المتمتع والقارن فيجب عليهما الذبح، أما من عجز منهما فإنه يصوم ثلاثة أيام قبل يوم عرفة أو بعد أيام العيد ثم يكملها عشراً بصيام سبعة أيام بعد الرجوع إلى بلده.
12- يستحب زيارة المدينة المنوّرة- على ساكنها الصلاة والسلام- قبل أو بعد مناسك الحج كما يستحب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك يستحب السلام عليه، كما يستحب الإكثار من الصلاة في روضة مسجده الشريف فإنها من رياض الجنّة.
فائدة فقهية: من فاته ركن من أركان الحج بطل حجُه ولم تسقط عنه حجَة الإسلام، أما من فاته واجب أو ارتكب أحد محظورات الإحرام فحجُه صحيح ولكن عليه دم في منطقة الحرم، وأما من فاته مستحب فليس عليه شيء ولكن نقص أجره. والله تعالى أعلم.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة