صنّارة
نعم... كلنا أسماكٌ، نعيش في بحارِ ومحيطات الدنيا نتخبّط فيها يَمنةً ويَسْرة، نتنقّل فيها على أشكالنا وأنواعنا واختلاف ألواننا، فنتقلّب بين حالاتٍ عدة؛ بين الدافئ والبارد وحتى المتجمّد!! وربما بعضُنا على برزخٍ!! ينتظر بلهفة صنّارة الخلاص كي يلتهمها التهاماً ويحضُنها ويعضّ عليها بكل النواجذ!! إلى أن ينتهي الطُعم على الخُطاف وتنتهي الرحلة وتتوقفُ الدّقات، وتدفن في ترابِ المحيط، وتعيش باقي الأسماك على ذكرى سمكةٍ ودّعت البحر وختمت حياتها وهي ملتصقة بالطُعم، ما تنازلت عنه ولا تركته... إنه «كتاب الله وسنّة رسوله [»...
صنّارة هي تعليقٌ على الحدث بلغةٍ جديدةٍ عصرية تتماهى مع الدعوة، تسعى لتغير مفاهيم مجتمعيّة أمميّة مهترئة أعاقت الشباب، وتتحدّث بلغة القوم على ضوءٍ ساطعٍ من تهذيب القرآن والسنة... صنّارة هي رأيُ الشرعِ إزاءَ الأحداثِ التي تمرّ بنا وتُسلّط الضوء على أكثرِ القضايا التي يتفاعل معها الشباب، لننتقل بكل قوّة من مرحلةِ المخاضِ التي نعيشها، إلى مرحلةِ الخلاصِ التي ننشُدُها، لنصل إلى أصل الجرح الذي ألمّ بنا ولنرفع شعار «لا للغثائية... لا للدروشة... نعم للاستعداد... نعم للأمجاد».
صنّارة اليوم سريعة، تتحدّثُ عن رجلٍ نكرة مجهول، ولكنه أتى من أقصى المدينة يسعى، والقرآن أكرمه وسطّر حادثته.. رجلٌ عنده هدف واحد، ورسالة واحدة، انطلق لتبليغها.. ولكن صنّارتنا تقول: لماذا تحرّك؟ لماذا أخذ ذلك القرار وسافر وتكبّد المشاق؟ الجواب بسيط، «ثقافة تحويل الشعارات إلى تطبيقات». نحن كيف فهمناها؟! أُطلق شعار «نحن للدين فداء» وصاحبنا لم يعزم على السير بخطوات جادة على سبيل افتداء هذا الدين؛ أهينَ النبي (ص) واستهزئ بشعائر الإسلام، وصاحبنا لم يتخذ قراراً بأن يتعلم كيف يرد على المستهزئين!! أُطلق شعار«فليعد للدين مجده» وصاحبنا تحت اللحافِ، نائمٌ بالعسل!! أُطلق شعار «العفاف» وأختنا بحجاب ضيّقٍ ملتصقٍ بجلدها!! يفتن أكثر مما يستر!! اللهم عافنا.
خُلاصة الصنّارة: متى أَخَذَتِ الأُمة القرار بأن تحوِّل شعاراتها إلى تطبيقات عمليّة على الأرض، عندها فقط يمكننا أن ننشد بكل فخر:
الفجـرُ الباسـمُ قــادم... مـن قلـبِ الليلِ الجاثم
وربـيـــــــعُ الأمــــــةِ آتٍ... من بعــدِ شتــاءٍ قاتـــــم
وإلا فسنظل كما نحن وسينتهي المخاض ولا نرى الخلاص، وينتهي الطعم في الخطاف وتتوقف الدّقات... هيا بنا إلى اتخاذ قرار جادّ يعيد الأمجاد بتحويل الشعارات إلى تطبيقات...
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن