عقدة سندريلا والعنوسة
بقلم: رقية بيتية
لبنان
تتربى الأنثى منذ نعومة أظفارها على أنها أكثر ضعفاً من الجنس الآخر وبحاجةٍ لسندٍ يدعمها بسبب طبيعتها البيولوجية والنفسية، ولذلك فإن وحدتها تسبب لها شعوراً سلبياً وخاصة عند الحزن والمرض.
وهذا ما سماه علماء النفس «عقدة سندريلا»، بحيث ربطوا هذه المشاعر بالقصة المشهورة للفتاة المقهورة التي تساعدها الحيوانات فتتعرف على الأمير وتتزوجه. ويؤكد العلماء أن هذا الشعور موجود عند كل فتاة بنسب متفاوتة، ولكنه يتحول لعقدة حين يصل بها الأمر إلى الإحساس بالعجز المطلق من دون الرجل.
... نظرت إلى عينيها أثناء المقابلة فوجدت فيهما نظرة حزن.. رأيت جرحاً معنوياً يدمي قلبها، فسألتها:
• لماذا لم تتزوجي حتى الآن؟ّ
وكأني وضعت الملح على الجرح بسؤالي هذا فانفجرت بالبكاء وقالت: «لا أريد الارتباط على الإطلاق، لم يعد باستطاعتي نفسياً أن أبادل أحداً مشاعر الحب، توفي والدي وعمري لم يتجاوز الأربع عشرة سنة، وكنت الفتاة الكبرى لسوء حظي. سعيت بكل طاقتي أن أؤمن لإخوتي كل ما يحتاجونه وأن أخدم أمي المريضة. وبعد زواج إخوتي بقيت وحدي مع أمي.
... لا أريد أن أتزوج؛ فكل الرجال متشابهون في المعاملة السيئة للمرأة وفي ضربها وإهانتها.. حياتي منتهية.. ليس لها طعم ولا لون، أعيش لأنظف منزلي وأهتم بأمي لا أكثر ولا أقل».
حاولت عزل تلك الأفكار السلبية بعرض بعض التجارب الزوجية الناجحة، وعندها نطقت بالحقيقة فقالت: «المتزوجون لا يشاركوننا إلا أخبارهم السيئة ويحتفظون بلحظاتهم الجميلة لهم وحدهم فنرسم نحن العازبين والعازبات صورة سلبية عن العلاقات الزوجية، فيتملكنا شعور الخوف والقلق من هذه الخطوة..»!
أعزائي القراء، الزواج هو سنة الله على الأرض، واعتراضنا على الفكرة هو مخالفة للفطرة البشرية التي جُبلنا عليها، وعلينا أن نحافظ على التوزان في الحياة بين جوانب عديدة: روحانية، صحية، اجتماعية، شخصية، مهنية، مالية، وعائلية. صحيحٌ أن عدم الارتباط لا يعني توقف الحياة عن المسير، ولكن في الوقت نفسه لا ينبغي أن يصبح اهتمامنا بوالدينا أو بعائلتنا عائقاً عن الزواج في حياتنا.
فالرجل سيبقى بحاجة لأنثى تشبعه حباً وحناناً، وستبقى الأنثى بحاجة لرجل يحيطها برعايته ويشعرها بالأمان...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* باحثة اجتماعية.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن