يطء التعلم
بقلم: د. لمى بنداق*
لبنان
بطء التعلّم هو ضعف عام في القدرة العقلية للطالب لا يصل إلى درجة التخلف العقلي، إذ نرى أن معدّل الذكاء لديه يتراوح بين 70 و85، مع انخفاض واضح في التحصيل العلمي في جميع المواد الدراسية.
أسباب بطء التعلّم
• أسباب اجتماعية: مثل التفكك الأسري، المستوى الثقافي للوالدين، المستوى المعيشي للأسرة، ضعف الصلة بين الأسرة والمدرسة، وضعف الرقابة الأسرية على أفعال وسلوكيات الطالب.
• أسباب نفسية: كالخجل والقلق والانطواء، وشعور الطالب بالدونية والنقص، وشعوره بالكراهية من المحيطين به. كما أنّ التدليل الزائد والقسوة الزائدة يؤديان بالطالب إلى الاعتماد على الآخرين في حل مشكلاته.
• أسباب تربوية تعليمية: كأسلوب المعلمين في التعليم، عدم جدية البعض منهم في الشرح داخل الصفوف، وتفضيل بعض الطلاب على الآخرين.
• أسباب وراثية: كالمشاكل البصرية والسمعية، وانخفاض القدرة العقلية لدى الطفل.
• أسباب بيئية: مثل بيئة الصف التي تفتقر إلى بعض الشروط الصحيّة كالتهوئة، البرودة الشديدة في المناطق الجبلية، الحرارة الشديدة في المناطق الصحراوية، اكتظاظ الصفوف، الصفوف الضيقة، وانعدام وسائل النقل للالتحاق بالمدرسة.
اكتشاف التلميذ الذي يعاني من بطء في التعلّم
ومن أهم مظاهر بطيء التعلّم ضعف الانتباه وسرعة التشتت، عدم القدرة على استرجاع المعلومات وضعف الذاكرة، عدم القدرة على الاستجابة للمثيرات الخارجية بالسرعة والأسلوب المناسبين، وضعف القدرة على تمييز الأشياء بالتشابه والاختلاف والترابط والتسلسل والعلاقة.
معاناة بطيء التعلّم
إن المهارات الجديدة تحتاج إلى فهم جيد للمفاهيم، وهذا ما يخلق مشكلة وصعوبات للطالب بطيء التعلّم لأن أغلبية أقرانه يستطيعون فهم المفاهيم ومن ثَم الانتقال لمفاهيم أخرى بينما يحتاج هو لوقت أطول حتى يستطيع الفهم، وهذا ما يُؤدي إلى فجوة في المعرفة والمهارات الأساسية. ولذلك فلن يستطيع الطالب بطيء التعلّم تعلّم مفاهيم جديدة، وسوف يظل يكافح وفي النهاية يفشل، ومن ثَم يفقد ثقته بنفسه، ويُصاب بالقلق وتدني صورة الذات، وفي الغالب سيشعر أنه غبي، ومن ثَمّ يبدأ بكره المدرسة لأنه يقضي معظم الوقت يفعل شيئاً صعباً بالنسبة له وجافاً وغير ممتع.
كذلك نجد أن الطفل بطيء التعلم لا يُفكر جيداً؛ فهو أقل تخيلاً، وأقل قدرة على التنبؤ بنتائج الأعمال، ويميل للوصول إلى النتائج دون تفكير في الاحتمالات الأُخرى ودون تأمل، ولذلك تراه على استعداد لقبول أقرب الحلول وأية نتيجة. وهو أيضاً أقل حذراً، ولا يقبل ترغيب شخص آخر له في سلوك معين، كما يُصرّ أن تكون النتائج سريعة.
تعديل المنهج الدراسيّ لملاءمة بطيء التعلم
1. خفض مستوى المنهاج العادي من حيث الحجم ودرجة التعقيد.
2. تغيير العناصر الأساسية التي يُركز عليها المنهاج العادي ليتناسب مع خبرات واهتمامات بطيء التعلّم
3. وضع أسئلة توضيحية ملموسة بدلاً من المجردة.
4. توسيع خلفية المادة التعليمية حتى تتوفر لبطيء التعلم قواعد أساسية لفهمها.
5. استعمال أسلوب التعلّم المبني على العمل والخبرة المباشرة، وإتاحة الفرصة للطالب لكي يُعبر عما يقوم به من أعمال، والبعد عن أسلوب الشرح وطَلَب الإصغاء .
6. استعمال التعزيز المناسب.
7. عرض المادة بأسلوب يتيح لبطيء التعلّم استعمال أكثر من حاسة أثناء التعلم لتسهيل عملية التعلم وجعل هدف ومعنى لها.
8. استعمال بعض الأنشطة لإجراء اختبار قَبْليّ حتى نتعرف على قدرات الطالب واستعداداته، واختبار بعديّ لنقيس مدى تحصيله وتقدمه.
دعم الأهل
الولد الذي يعاني من بطء التعلم غالباً ما تكون صورة الذات لديه مشوشة، وثقته بنفسه وبقدراته محدودة، ولهذا هو بحاجة إلى الإحاطة بالحب والأمان، والشعور بأنه مقبول من الآخرين، وتدريبه على إدارة شؤونه بطريقة أفضل.
وينبغي عدم تضخيم الأمور والرجوع دائماً إلى الاختصاصيين للتشخيص السليم، إذ إن مؤشرات بطء التعلم تتوافق مع العديد من الصعوبات والإعاقات الأخرى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* متخصصة في التقييم النفسي التربوي.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن