نذرْتُ ألاّ أخرج معه... ثم خرجتُ!!
لقد كنتُ أعرف شابّاً زميلاً لي في الجامعة تربطنا ببعض علاقة حب بريئة والحمد لله، ولكنني كنتُ أخرج معه في بعض الأحيان وقد مرض يوماً ونذرتُ لله أني لن أخرج معه بعد اليوم في حال شُفِيَ من مرضه، وقد شُفي والحمد لله ولكنني للأسف قد أخطأتُ وخرجتُ معه مرة واحدة ولم أكرِّرها وأنا نادمة على ذلك، وأنا أرجو أن أكفِّر عن خطئي، وهل أُعتَبر أنني لم أوفِ بنَذْري؟
بسم الله الرحمن الرحيم
- أولاً، بيان أنَّ القاعدة في الإسلام في شأن الحب ما يلي:
الحب في ميزان الشرع حرامه حرام وحلاله حلال، وحبّك لذاك الشاب من النوع الحرام، وقد كان بإمكانك أن تقفي عند حدود مَيْل قلبك تجاهه وتترجمي ذلك بخطوة الزواج. ولكنكِ تعدَّيْتِ حدود المشاعر القلبية إلى الخروج معه، وهذا حرام ولو سمَّيتِهِ حباً بريئاً. مع أنه ليس في الواقع ولا في الشرع علاقة بين شاب وفتاة خارج إطار الزواج يُتصوَّر أن تكون بريئة؛ لأنَّ الطبيعة التي فطر الله الرجل والمرأة عليها تأبى ذلك، إلا أن يكونا أو يكون أحدهما ليس من البشر؛ لذلك فإنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم ورد عنه في الحديث الصحيح أنه عندما رأى شاباً من الصحابة ينظر إلى فتاة وسيمة جاءت تسأله عن مسألة في حجّة الوداع، صرف صلى الله عليه وسلم وجه الشاب عنها، وقال: "رأيتُ شابّاً وشابّة، فلم آمن الشيطانَ عليهما".
أما نَذْركِ الذي نذرتِه فهو حتى تُلزِمي نفسك بعدم التورُّط مرة أخرى بالإثم، وهذه خطوة جيِّدة منكِ، ولكنكِ لم توفي بنَذركِ وخرجتِ معه، فوقعتِ في إثمٍ آخر. والعلاج الآن أنَّ عليكِ كفّارة يمين عن عدم الوفاء بذلك النَّذْر، والإكثار من الاستغفار مع التوبة إلى الله سبحانه وتعالى عازمةً على عدم العودة إلى مثل هذه التصرفات.
أخذ الله بيدك ووفّقكِ إلى كل خير. والله أعلم.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة