كل يختار موقعه
كتب بواسطة بقلم: الدكتور صلاح الخالدي
التاريخ:
فى : المقالات العامة
1250 مشاهدة
يتفق كل العقلاء على أن المواجهة بين الأمة وأعدائها من اليهود والأمريكان وعملائهم وصلت مرحلة متقدمة جداً من الخطورة والشدة والتصعيد، وأن «الأقصى في خطر»، وأنه في ربع الساعة الأخير - كما قال الشيخ المجاهد همام سعيد حفظه الله -.
وإن الناظر في موقف العرب والمسلمين تجاه هذه المواجهة وتجاه الدفاع عن الأقصى، ودعم المجاهدين المرابطين حوله، يجد أن كل فريق من العرب والمسلمين قد اختار موقعه، ورضي بذلك الموقع، سواء كان موقعاً متقدماً في المواجهة والجهاد، أم كان موقعاً متقدماً في «العمالة والخيانة»، أم كان موقعاً في التفرج، أم كان موقعاً في التهرب والانسحاب..
ولنسجل بعض المواقع التي يقفها بعض الواقفين، لنتعرف عليهم، ونشيد بالرجال الأوفياء الصادقين، الذين قال الله فيهم: ]من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً..[، ونتعرف على العملاء الخائنين، الذين ينطبق عليهم قوله تعالى: ]فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة..[ ، وينطبق عليهم قوله تعالى:
]ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم، ولتعرفهم في لحن القول..[.
- الزعماء والقادة والمسؤولون اختاروا موقعهم، ورضوا به، وهو الخضوع للإملاءات اليهودية، والأوامر الأمريكية، وتنفيذ مخططاتهم، وملاحقة المجاهدين، ومحاربة المرابطين، والتنسيق الأمني مع اليهود. وقد سقطوا من عين الله وعين الناس، ولم يعد أحد يرجو منهم جلب خير أو دفع شر أو دعم قضية.. اختاروا هذا الموقع وأخضعوا الآخرين له، وتجاهلوا ما سيقوله عنهم التاريخ الصادق، وماذا سيكون حسابهم ومصيرهم عندما يحاسبهم الله يوم القيامة.
ولا أوافق بعض الإسلاميين على مناشدة هؤلاء الحكام، ومطالبتهم بوقفة واحدة جادة، لأن هذه المناشدة لا تصل الى أسماعهم، وهم في موقع التبعية لليهود، ومن كان في هذا الموقع فتجاوزوه ودعوه، وينطبق عليه وعلى أمثاله قول الله تعالى: ]وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون. ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبّطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين[.
إن الحكام لا يقدرون على أن يقفوا مواقف العزة والكرامة، لأنهم اختاروا مواقف التبعية.
- قطاع كبير في الأمة لا تعنيه القضية، ولا يهمّه المسجد الأقصى، ولا يعرف فضل المواجهة والجهاد، كل ما يشغله أن يملأ بطنه، ويخضع لشهوته، ويزيد ماله، ويرتقي في وظيفته، إنه هارب منهزم، وإن بدا له أن يفكر في الأقصى اكتفى بمتابعة الفضائيات، والنظر في الصور والمشاهد، وينطبق عليه قول الله عز وجل: ]أمن زيِّن له سوء عمله فرآه حسناً[.
- الموفَّقون السعداء والرجال الأوفياء هم الذين اختاروا موقعهم الجهادي الحي، ووقفوا في أهم نقطة متقدمة في المواجهة والتحدي، هم الذين يجاهدون اليهود على أرض فلسطين، ويجاهدون الأمريكان في العراق وأفغانستان والصومال والسودان، هؤلاء هم سادتنا وقادتنا وقدواتنا ومعلمونا، هم الذين يرابطون في غزة والضفة، وهم الذين يحرسون المسجد الأقصى، هم الذين أعدوا مهرجان «الأقصى في خطر» وحضره ما يزيد على ثمانين ألف شخص، ووهبوا انفسهم للأقصى.. هم الرجال وعيب أن يقال لغيرهم رجال. والحياة مواقف!
وعلى كل منا أن يختار موقعه اللائق به، وأن يقف موقفه المشرف له! وهنيئاً للرجال المجاهدين مواقعهم ومواقفهم.. والآخرون لهم الخزي والذل والعار.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة