بيان اللقاء العلمائي في لبنان نصرة للشعب السوري
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) [الشعراء:227]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ مُسْلِمًا فِي مَوْطَنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ , إِلا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ) رواه الطبراني.
الحمد لله ناصر المستضعفين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين.وبعد:
رغم الضغوط التي مورست لمحاولة إلغاء هذا اللقاء مما زاد العلماء إصراراً على أهمية عقده في بيروت وبيان الحكم الشرعي اتجاه ما يجري لأهلنا في سوريا.
لقد مر على ثورة أهلنا في سوريا ما يقارب ثلاثة أشهر من التظاهر السلمي والتحرك الحضاري للمطالبة بالحرية والكرامة والعدالة، ولا زال النظام يواجه هذه الاحتجاجات بآلة القتل والدمار وبمزيد من الاعتقالات في مدن وأرياف سوريا، والتي شهدت تزايداً في أعداد الجرحى والقتلى والمعتقلين، ولا يزال النظام يرى الحل الأمني هو الحل الأمثل ويغطي ذلك بالوعود بالإصلاحات الفارغة من أي مضمون.
وأمام هول ما جرى وما يجري على أرض سوريا من تعذيب وإهانات للكرامات والعبث بالحرمات والاعتقالات والتشريد والقتل والتجويع بحق أهلنا في سوريا من شباب ونساء وأطفال، وأمام بشاعة الصور التي رآها ويراها العالم أجمع ولاسيما صور التعذيب والتنكيل والتمثيل بالجثث التي لم تستثن حتى الأطفال بعمر الزهور وما صورة حمزة الخطيب وسامر الشرعي إلا عينة مريعة من تلك الصور التي يندى لها جبين البشرية.
قال تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) [إبراهيم:42]. انطلاقاً من هذا كله وما خفي كان أعظم وبعيداً عن التجاذبات السياسية في لبنان وما يمثله العلماء في لبنان من موقف شرعي يدينون الله به ويرض الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإن اللقاء يعلن ما يلي:
أولاً: على النظام السوري إيقاف آلة القتل الهمجي ورفع الحصار عن المدن والقرى السورية وإخراج الدبابات من وسط المدن ووضعها في مكانها الطبيعي في مواجهة العدو الإسرائيلي.
ثانياً: يستنكر اللقاء الصمت المريب لجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي إزاء ما يحدث في سوريا وندعوهم للوقوف مع أهلنا هنالك ودعمهم بكافة الأشكال المادية والإعلامية والمعنوية لقوله تعالى: (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) [الأنفال:72].
ثالثاً: يدعو اللقاء أبناء الأمة كافة ويخص بالذكر الدول المجاورة لسوريا للوقوف مع مطالب أهلنا المحقة في سوريا ودعمهم بكافة الأشكال. كما يحض أهلنا في لبنان على تقديم يد العون للمهجرين قسراً من سوريا إلى لبنان، كما يدعو السلطات اللبنانية إلى حسن التعاطي مع ملف النازحين السوريين وعدم تسليم أي منهم إلى أجهزة القتل والتنكيل السورية.
رابعاً: يثني اللقاء على مواقف جميع العلماء العاملين الصادقين في سوريا وليس آخرهم العلامة المجاهد شيخ قراء دمشق والشام الشيخ محمد كريم راجح حفظه الله، ويناشد العلماء الذين يقفون على الحياد، أن لا حياد بين الظالم والمظلوم، وأما علماء السلطة فنقول لهم اتقوا الله في دماء إخوانكم وإن كانت حجتكم في مواقفكم المريبة عدم إثارة الفتنة فإن الفتنة قد وقعت بفعل النظام وأعوانه وإن الدماء قد سالت فلا يسعكم بعدها إلا أن تنصروا الحق ضد الباطل والمظلوم على الظالم ونذكركم بقوله تعالى: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) [هود:113].
خامساً: يدعو اللقاء ضباط وأفراد الجيش السوري للوقوف إلى جانب أهلهم ضد عصابات القتل وشبيحة النظام الهمجيين، فالنظام يذهب ويأتي غيره والأمة هي الباقية.
سادساً: يشكر اللقاء جميع الحقوقيين وناشطي حقوق الإنسان والعاملين في هذا المجال لإعداد ملف جنائي لجرائم النظام في سوريا ويدعوهم للاستمرار في أداء واجبهم.
سابعاً: يدعو اللقاء جميع العاملين في الحقل الإعلامي إلى كشف وتوثيق جرائم النظام بحق أهلنا في سوريا وعرضها أمام الرأي العام العالمي والإسلامي وفضح التركيبات المفبركة والتلفيقات الكاذبة لإعلام النظام وحلفائه، ويثني على كل إعلام يظهر حقيقة ما يجري في سوريا ويندد بكل إعلام كاذب.
ثامناً: لقد أصبح من المستهجن اتهام الإعلام السوري الرسمي وحلفائه للمظاهرات والتحركات الشعبية السلمية بالعمالة والارتباط بأجاندات خارجية ولاسيما بعد اعتبار ركن أساسي من أركان هذا النظام أن أمن إسرائيل وأمنهم من أمن سوريا، وهذا يضع النظام في سلة العمالة الحقيقية، لا أكذوبة الممانعة.
تاسعاً: يبدي اللقاء استنكاره الشديد للجريمة التي ارتكبها اليهود الذين أبوا إلا أن يشاركوا هذه الأنظمة العملية بسفك دماء الأبرياء، كما يدعو اللقاء إلى الكف عن المتاجرة الرخيصة بقضية فلسطين تغطية للقمع والفساد وما رأيناه من استغلال لذكرى النكبة والنكسة إلا قنبلة دخانية للتعمية عما يجري من مجازر في الداخل السوري بحق أهلنا العزل.
ونسأل الله تعالى أن يعجل لشعب سوريا الفرج وبأن يولي عليهم خيارهم ويكف عنهم بأس شرارهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
اللقاء العلمائي في لبنان
بيروت في 10/7/1432هـ 12/6/2011م
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن