الشباب.. تلك الثروة الضائعة
في عالمنا العربي ثروات متنوّعة ثروة: نفطيّة ومائيّة وزراعيّة وحيوانيّة وغابيّة وبحريّة، وكثير من هذه الثروات تدور بين الضياع أو الهدر أو النهب، ولم تسلم ثروة من الاستخدام غير الشرعي مع غياب مفهوم الاقتصاد العربي الموحّد، وإعادة توزيع الثروات بما يحقق مساواة بين أفراد الشعب، بيد أنّ كلّ هذه الثروات لا تتعدّى أن تكون مادّة جامدة هي وسيلة لعمارة الأرض وسبباً من أسبابها، ولكن لا قيمة لهذه الثروات في ظلّ غياب أهم ثروة تمتلكها اليوم الأمّة الإسلاميّة على وجه التحديد ألا وهي ثروة الشباب، ففي الوقت الذي يطلق على أوروبا القارّة العجوز لتناقص الفئة العمريّة الشبابيّة فيها وارتفاع عدد فئة كبار السن، نجد أنّ نسبة الشباب في عالمنا العربي التي تتراوح أعمارهم ما بين 14 و 25 سنة تشكّل 20 % من عدد السكّان، يعني الخمس، معنى هذا أنّ مجتمعاتنا هي أكثر حيويّة بوجود عامل الشباب، ولكنّنا نشهد في الوقت نفسه تدميراً مبرمجاً لهذه الثروة من خلال الإهمال، والتهميش، ودمجها في حياة الصخب، وتسويق العبثيّة فيها على أنّها غاية المطلوب، ممّا أفرز شباباً فارغاً من المضمون، رموزه القياديّة في المجتمع:
1- لاعب كرة قدم أو لاعب كرة سلّة...
2- المطرب أو المطربة...
3- الممثّل أو الممثّلة...
أمّا بالنسبة للرموز السياسييّن فهم عندهم في رتبة قدسيّة لا تمس، وإلى جانب هذا كلّه هناك كم هائل من الأفكار والتيّارات والمشاريع التي تجعله أمامها ضائعاً حيراناً، مع قلّة الوعي بالسياسة والفكر السياسي.
ومن هنا نجد أنفسنا أمام مشكلة حقيقيّة تتلخّص فيما يتعلّق بالشباب بأربع نقاط:
1- القضيّة.
2- الرمز.
3- الرؤية والخطة التي تخدم القضية.
4- إمكانيّة التفعيل.
ماهي القضيّة التي ينبغي أن يحملها الشباب؟ وما هي الوسيلة لتحميلهم إيّاها؟
ومن هو الرمز الذي سيقودهم؟ وكيف سيقودهم؟ وقبل كلّ ذلك كيف نصنع لهم رمزاً؟
وما هي هذه الرؤية؟ وما أهداف الخطة القريبة والبعيدة؟ وما هي آليَّات تطبيقها؟
وهل هناك أو عندنا قدرة على إمكانيّة تفعيل دورهم ليجدوا أنفسهم في المكان المناسب أو الصحيح؟
هذه هي معركة البناء، وهي من أخطر المعارك؛ لأنّها معركة صناعة جيل يعمل للحقّ ويقوم به، فإذا كانت الأنظمة تعمل على تمييعه وتضييعه، فماذا نحن فاعلون لكسبه إلى صفّنا وإعادة تدويره وإنتاجه من جديد ليكون فاعلاً ومشاركاً في معركة بناء الأمّة من جديد؟
هذا سؤال برسم قيادات العمل الإسلامي، لا سيّما في لبنان.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن