النسوية.. واقع وتوجّه

      ما معنى النسوية؟ 

      ما الاستحقاق الشرعي للنسوية؟ 

      ما هي البدائل والحلول في المجتمع من واقعنا؟

   انطلقت النسويّة من مبدأ حقٍّ مشروع، وهو حماية المرأة من الظلم الواقع عليها في المجتمعات المتعدّدة والسائدة، ولكنها ما لبثت أن سلكت منحى مغايرًا لإحقاق الحق، نحو التعدّي على وجود الآخر "وهو الرجل" بمحاولة إلغاء ما حباه الله إياه بالفطرة السليمة، والهيكلية الإداريّة الملائمة لمنظومة الأسرة، اللبنة الأمّ للمجتمعات.

     تكاثرت الجمعيات والهيئات المموّلة من الدول الغربيّة الداعمة لهذا الفكر، وجعلت تنشر نهجها بين أوساط وفئات المجتمع، محاولة إعطاءَه صبغة قوية بإقرار قانون الزواج المدني، وبطريقة إسقاط قسري على الدول دون مراعاة لدين أو معتقد.

     وظهر للنسويّة إخوة من النسب فيما يُسمّى بالشذوذ الجنسي، والولادة لا زالت قائمة، تنتظر تلاقح أفكار الباطل مع عقول المفسدين لتنتج المزيد من التشوهات بممارسات منحرفة بعيدة عن طبيعة البشرية.

     إن الله سبحانه حين أمر بالعدل والإحسان لم يكن ليرسل لنا شريعة إلا وتأمر بالعدل والإحسان.

      وحين نهى عن الفحشاء والمنكر كذا كانت الشريعة الإسلاميّة.

      ومما لا شك فيه أن الممارسات الخاطئة من بعض البشر أعطت حجة وشرارة انطلاق لتلك الجمعيات، فلم يكن المطروح منها إلا معاكسة لبنود الأحوال الشخصيّة الإسلاميّة، في النفقة، وكيفية المشاركة في الحياة المجتمعيّة تحت شعار حرية التصرف في الجسد وصولًا نحو الجندرة، والمساواة في شتى تفاصيل الحياة.

     كذلك نرى المساواة في شبهة الميراث التي يعرضونها، أن للذكر مثل حظ الأنثيين، والله سبحانه أعلم بتفكير البشر ونقدهم، فلم يقل للذكر ربع أو سدس، بل حظ الأنثيين، فكان لفظ الأنثى بعينه، وهنا تتحقق المساواة في معادلة حظ الذكر مثل حظ أول أنثى، أما حظ الأنثى الثانية فهو للنفقة عليها منه، فغالبًا ما يخلف الأب بعد موته أمًّا أو بنتًا أو أختًا، ينفق عليها الذكر، فكان الثاني حظًّا لها في النفقة زائدًا على حظها.

     سنسمع لاحقًا المزيد من ترندات الأفكار الشاذة طالما أن العقول تلهث وراء الشهوات بعيدًا عن قبول وتحكيم وسكينة الشريعة الإسلاميّة، والصوت اليوم هو للقائمين على شؤون المسلمين بتضافر جهودهم للتصدي، وملاحقة المخالفين ضمن الممارسات الأسرية اليومية ليكون الإسلام هو الميزان الفاصل، ويربح البيع مجددًا في أوساطنا.