أمّتي في رمضان الأخير!
لو أني أعلم أن هذا رمضاني الأخير ما نسيت أُمَّتي؛ فجراحها كثيرة، وأزماتها عديدة، وكيف أقابل ربي عز وجل ولستُ مهمومًا بأمتي؟ !..
مجازر في سوريا.. وإبادة في بورما.. وفلسطين محاصَرة.. والعراق محتلَّة.. وأفغانستان كذلك.. واضطهاد في الشيشان، وبطش في كشمير، وتفتيت في السودان، وتدمير في الصومال.. ووحوش الأرض تنهش المسلمين.. والمسلمون في غفلة!!
ماذا سأقول لربي وأنا أقابله غدًا؟!
هل ينفع عندها عذرٌ أنني كنت مشغولاً بمتابعة مباراة رياضية، أو مهمومًا بأخبار فنية، أو حتى مشغولاً بنفسي وأسرتي؟!
أين شعور الأُمَّة الواحدة؟!
هل أتداعى بالحُمَّى والسهر لما يحدث من جراحٍ للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؟!
وحتى -والله- لو كنتُ مشغولاً بصلاتي وقيامي، هل يَقبل ربي عذري أنني نسيتُ رجالاً تُقتَّل، ونساءً تُغتَصب، وأطفالاً تُشرَّد، وديارًا تُدمَّر، وأراضي تُجرَّف، وحُرمات تُنتَهك؟!
لقد أفطر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأَمَرَ المسلمين بالفطر وهم يتَّجِهون إلى مكة ليفتحوها بعد خيانة قريش وبني بكر..
إن الصيام يُؤخَّر، والجهاد لا يُؤخَّر..
ليس هذا فقهي أو فقهك، إنما هو فقه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المصدر: كتاب (رمضان الأخير) للدكتور راغب السرجاني.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة