مدرّب في التنمية البشرية
فن التأنيب والمعاقبة
يخطئ المسؤولون عندما يعتمدون - بحسن نية وطيبة قلب وطول حلم - على أسلوب التحفيز فقط لتحريك الناس، ويظنّون أن أشد ما يمكن أن يعاقبوا به المخطئ هو المنع من الحافز، ويتجاهلون أسلوب التأنيب أو المعاقبة، وبالذات في الأعمال التطوعية. وفي ما يلي بعض استراتيجيات أسلوب التأنيب والمعاقبة.
• فن التأنيب:
التأنيب هو أن تلوم المخطئ على خطئه لردعه وردع الآخرين. لنفرض أن موظفاً ما يأتي إلى العمل متأخراً، فهناك استراتيجيات ما قبل التأنيب، وأهمها:
1) متى تؤنب؟
اسأل نفسك هذه الأسئلة، وإن كانت إجاباتها «نعم» فإنك سوف تشرع في التأنيب:
• هل هذا خطأ؟ وهل ارتكب الشخص الخطأ فعلاً؟
• هل ارتكبه متعمداً؟ وهل تأكدت من ذلك حقيقةً؟
• هل تكرر منه الخطأ؟ وهذه ليست المرة الأولى له؟
2) التحضير للتأنيب:
• اجلس معه على انفراد، وحاول أن لا تكون بينك وبينه طاولة المدير، اجلس بقربه.
• أَشعِره بصعوبة التأنيب عليك وأنك كنت تتمنى أن لا تكون في هذا الموقف.
• ذكّره أنك هنا لمساعدته، وأن الأمور ستكون أفضل بكثير بعد قليل، وأنك تحتاجه لدقيقتين لا أكثر.
3) كيف ستؤنب؟
- اتّبِعْ قاعدة الهمبرجر، فالهمبرجر تعلوه قطعة ناعمة (الخبزة) ثم قطعة قاسية وهي قطعة اللحم أو الدجاح - وقد تكون حارّة - ثم قطعة ناعمة أسفلها مرة أخرى. إذاً فإنك ستؤنب كالآتي:
أ. امدحه: اشكره على جهوده وعلى تفانيه في عمله وأنك تتمنى من الجميع أن يتعلم منه.
ب. أَنِّبْهُ: بعد المدح لا تبدأ بكلمة (ولكن) لأنها ستهدم ما قبلها، تستطيع أن تقول مثلاً بعد المدح: «وأنت ما شاء الله عليك إنسان متميز، وهناك شيء إذا فعلته سوف تكون أفضل وأفضل، وهو أن تلتزم بوقت الدوام ولا تأتي متأخراً..»، وتضيف قليلاً من المشاعر: «وكم يحزنني أن أسمع من الآخرين كلاماً لا يرضيني عنك!».
ج. امدحه وسانده: كأن تقول: «وأنا متأكد من أنك تستطيع أن تكون أفضل من ذي قبل وتُسكِت كل الأفواه، وسوف تتخلص من هذه السلبية الوحيده التي عندك، فانت (قدّها وقدود)».
4) بعد التأنيب:
• اطلب منه اقتراحاته لتفادي المشكلة، واسأله: «كيف يمكنني مساعدتك؟».
• احرص على إيصال رسالتك باختصار، ولا تدخل معه في نقاش، وحاول أن تنهي الأمر في دقيقتين.
• استراتيجيات فن المعاقبة:
المعاقبة هي إحداث تأثير مؤلم على المخالف حتى يردعه عن الخطأ مستقبلاً ويردع الآخرين حاضراً، وهذا الإجراء هو من الخطورة بمكان لو حدث بأسلوب خاطئ، لذلك سنَذْكره بخطواته الحسّاسة المحددة:
1) التثبت: تأكد مليون مرة من تعمد الخطأ، ومن تكراره، وأنه يستحق المعاقبة.
2) الاتّزان: لا تعاقب وأنت في لحظة انفعال.
3) التقدير: احتفظ بكامل ودك تجاه المخطئ، وكل مشاعرك الأخوية تجاهه.
4) اسأله أمرين رئيسيين:
أ. هل ارتكبتَ الخطأ؟ اسأله عن ذلك ولو كنت متأكداً 1000%.
ب. إن كانت الإجابة (لا) فقدم أدلّتك، وإن كانت (نعم) فاسأله: «ولماذا؟».
5) إذا قدّم المخطئ تبريراً للخطأ فلك أن تستيجب له، ولكن من دون أن تعتذر له، لأن الخطأ قد وقع فعلاً، إلا إذا حدث سوء تفاهم، فعندها أنت ملزم بالاعتذار.
6) اجعل العقوبة مناسبة ومتدرجة.
7) لا تجمع المعاقَبين في مكان واحد، أي لا تجعلهم في قسم واحد.
* * *
إن التزمنا بهذه الاستراتيجيات فإننا سنشكل من التأنيب والمعاقبة حدثاً تربوياً قيماً.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة