وفاة ابن نجية
ولد العالم الفقيه زين الدين علي بن إبراهيم بن نجا بن غنائم الدمشقي في دمشق من عام 508هـ، سمع من علي بن أحمد بن قبيس المالكي، ومن خاله شرف الإسلام عبد الوهاب ابن الشيخ أبي الفرج عبد الواحد بن محمد الحنبلي، وسمع ببغداد من أحمد بن علي الأشقر، وأبي سعيد أحمد بن محمد البغدادي وغيرهم.
اقترب ابن نجية من نور الدين محمود، ونال عنده المكانة والثقة، ولذلك بعثه نور الدين محمود رسولاً إلى الخليفة العباسي في بغداد سنة 564هـ، وخلع عليه هناك أهبة سوداء، فكانت عنده يلبسها في الأعياد.
انتقل زين الدين ابن نجية إلى القاهرة؛ طلبًا للرزق، وسعيًا وراء حياة كبيرة؛ إذ كانت القاهرة مستقرة اقتصاديًّا مقارنة بالشام في ذلك الوقت، وكان ذلك في أخريات الدولة العبيدية، زمن وزارة صلاح الدين للعاضد الفاطمي.
ولما كان ابن نجية ذا مكانة عالية؛ فهو "جيد الوعظ، لطيف الطبع، حلو الإيراد، كثير المعاني، متدين، حميد السيرة، ذو منزلة رفيعة"، وله سمع وطاعة عند العامة، أراد عمارة اليمني الناقم على صلاح الدين أن يقرّبه إليه، ويشركه في مخططه. وبالفعل أعلمه عمارة بما عزم عليه من الغدر بصلاح الدين، ومن ثَم حرص ابن نجية على إخبار صلاح الدين بمخطط عمارة ومن معه، فشنقهم صلاح الدين، ولفضله ومكانته كان صلاح الدين يكاتبه، ويُحضره مجلسه، وكذلك ولده الملك العزيز من بعده، وكان واعظًا مفسرًا، سكن مصر، وكان له جاه عظيم، وحرمة زائدة.
وحينما فتح صلاح الدين القدس كان ابن نجية معه، وقد قام خطيبًا في أول جمعة أقيمت فيه على كرسي الوعظ، وكان يومًا مشهودًا. وفي السابع من شهر رمضان من عام 599هـ توفِّي زين الدين بن نجا، ودُفن بتربة سارية في قرافة مصر، بجوار عز الدين ابن خاله، عن وصية منه، وكان يوم دفنه مشهورًا لكثرة الخلق.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة