طريقة د. عبد الله الدنّان في تعليم اللغة العربية
كتب بواسطة إعداد: أيمن ذو الغنى
التاريخ:
فى : المقالات العامة
2480 مشاهدة
· ولد د. عبد الله الدنَّان في مدينة صفد بفلسطين سنة 1931م، وانتقل إلى سوريا سنة 1948م، وما يزال مقيمًا فيها.
· درس في جامعة دمشق وحصل منها على الإجازة في الأدب الإنكليزي عام 1956م، وأهلية التعليم الثانوي عام 1957م.
· حصل على الماجستير في التربية من جامعة لندن عام 1971م.
· وحصل على الدكتوراه في العلوم اللغوية التطبيقية من جامعة لندن أيضًا عام 1976م.
· عمل أستاذًا لمناهج وطرائق تدريس اللغة الإنكليزية في كلية التربية بجامعة الكويت من سنة 1977- 1990م.
· عمل أستاذًا للعلوم اللغوية بجامعة صنعاء من 1991-1992م.
· أشرف على البحوث اللغوية واللغة العربية لبرنامج «افتح يا سمسم» وألَّف له زُهاء ثلاثين أنشودة وقصيدة.
· نشر العديد من البحوث في تعليم اللغتين العربية والإنكليزية، بالإضافة لروايات وقصص للأطفال.
· قام بتجربة علميَّة فريدة في عصرنا الحاضر وهي تعليم اللغة العربية الفصحى للأطفال بالفطرة والممارسة.
· كتبت الصحف والمجلات في أقطار العالم العربي المختلفة عشرات الاستطلاعات والمقالات عن نظريته.
· تبنت نظريّته العديد من الروضات والمدارس في معظم البلدان العربية.
· أعدَّت الباحثة الأمريكية جيل جينكنز (JillJenkins) رسالة ماجستير عن نظريته في تعليم الفصحى للأطفال بالفطرة والممارسة.
تعلم العربية الفصحى ضرورة
إنّ تعلم اللغة العربية وإتقانَ مهاراتها؛ قراءة وكتابة وحديثًا واستماعًا، يُعدُّ ضرورةً ملحَّة لأبناء العرب، لأسباب كثيرة، من أهمها أنها:
· لغة القرآن الكريم والسُّنة النبوية الشريفة.
· لغة التراث العربي والإسلامي على مدار أربعة عشر قرناً.
· لغة التعليم والتعلُّم في المدارس وأكثر الجامعات على امتداد الوطن العربي.
· لغة الكتب والمجلات والصحف في الأقطار العربية جميعها.
· لغة نشرات الأخبار والمؤتمرات والمناظرات والخطابة، ولغة الكثير من البرامج في الإذاعات والتلفاز والشابكة (مواقع الإنترنت) في العالم العربي.
ومن ثَم لا مندوحة عنها من أجل النهوض بمستوى التعليم، وتحقيق التقدم الحضاري، والإبداع الفكري الذاتي، والتماسك الثقافي للأمة العربية من المحيط إلى الخليج.
كيف تُكتسَب اللغة؟
يؤكد علم اللسانياتأنّ الأطفال يحاكون أو يقلِّدون ما يسمعونه من الكبار، ولذا تُعدّ المحاكاة إحدى الأساليب المهمة التي يستعملها الطفل عند اكتسابه اللغة، فقد أوضحت البحوث العلمية أن ترديد المسموع أسلوبٌ واضح ومميز في التعلم المبكر للّغة وجانب مهم في الاكتساب المبكر لأصواته.
طريقة الدكتور عبد الله الدنَّان
تُعَدُّ تجرِبة د. الدنَّان في نشر الفُصحى تجرِبَةً رائدة، بُنيَت على دراسةٍ علميَّة دقيقة، وعلى نظرةٍ متأمِّلة عميقَة، وهي حلٌّ علميٌّ ناجِعٌ لمشكلة الانحدار اللغَويِّ، والضَّعف المعرِفيِّ الذي صِرنا إليه، وردٌّ عمَليٌّ على أعداء هذه اللغَة الشريفة الذين يتَّهمونها بالعُسْر والجُمود، ويَدْعون إلى نَبْذها وإحلال العاميَّات مَحَلَّها!
الْتماع الفكرة
في أثناء تحضيرد. الدنَّانلبحث الدكتوراه في العُلوم اللغويَّة التطبيقيَّة بجامعة لندن تعمَّق في دراسة ما كشَفَه العُلَماء واللغَويُّون النفسيُّون (تشومسكي 1959م)، و(إرفن 1964م)، و(لينبرغ 1967م) من زُهاء نصف قرن في طَريقة تحصيل اللغات، فقد ذهَبوا إلى أن اللغةَ تُحَصَّل بطَريقتَين:
1- طريقةُ الاكتساب الفِطْري: يولدُ الطفلُ وفي دماغه قُدرَةٌ هائلةٌ على اكتساب اللُّغات، من الولادَة وحتى السنة السادسة من عُمره، قال تعالى: (خلقَ الإنسانَ علَّمَه البَيان). يولدُ الطفلُ وفي دماغه منطقَةٌ خاصَّةٌ باللُّغَة، تتلقَّى هذه المنطقَةُ عبرَ الأُذُن الذَّبذَبات الصوتيَّة (أصوات، كلام..) وتبدأ بتنظيمها (أرشَفتها)، واكتشاف دلالاتها، واكتشاف الرَّوابط فيما بينها. ويسمي العلماء جزء الدماغ المسؤول عن هذه العملية: جهاز اكتشاف اللغة (LAD- LanguageAcquiditionDevice)، وإنّ هذه القُدرَة هي التي تُمكِّن الطفلَ من كشف القَواعد اللغويَّة كشفًا ذاتيًّا، ثم تمكِّنه من مُحاكاتها وإنتاجها، وهو ما يُثمر في المستقبَل إتقانَ هذه اللغة (أيّّاً كانت). وهذه القُدرَة تُمكِّنُه من إتقان ثَلاث إلى خَمس لغاتٍ في آن معًا. وتبدأ هذه القُدرَة بالتَّراجُع والضُّمور في سنِّ السادسة، وتبدأ برمجةُ الدِّماغ تتغيَّر بيولوجيّاً من تعلُّم اللغات إلى تعلُّم المعرفَة.
ويرىد. الدنَّانمن تجارِبه أنّ هذه القُدرَةَ يمكنُ تنشيطُها في المرحلة الابتدائيَّة الأُولى من (6- 9) سنوات، بممارسة التحدُّث مع الطفل باللغة الهَدَف، ليكتشفَ قواعدَها، ويُتقنَ إنتاجَها، بلا دراسَةٍ لقواعدها بالطَّرائق التقليديَّة.
2- الطَّريقةُ المعرفيَّة: (من بعد السادسة) تكون بالتعلُّم وحفظ القواعد وأمثلتها حِفظًا وَصْفيّاً، لا اكتِسابًا سَليقيّاًَ، وذلك بالترجَمة إلى اللغَة الأُولى الأم.
مزايا الطريقة الفطرية
وإذا قارنَّا بين الطريقتين نلاحظ ما يأتي:
· الطريقة الأولى الفطرية تسمَّى اللغةُ المكتسبةُ بها: (اللغة الأم)، في حين اللغة المحصَّلة بعد سنِّ السادسة لا يمكن أن توصفَ بهذه الصفة.
· الطريقة الأولى تُكتسَب اللغة بها دون تعب ولا نَصَب، في حين لا تحصَّل اللغة بالطريقة الثانية إلا ببذل جهد كبير.
· في الأولى تمتزج اللغة بالعواطف، فلا يُحسُّ المتكلم أنه يعبِّر عن عواطفه تعبيرًا صادقًا إلا بها، فهي التي ينفِّس بها عن غضبه، ويبثُّ بها لواعجَ شوقه وحبه وحنينه. أما اللغة الثانية فتبقى في المكان الثاني من حيثُ التعبير العاطفي، وقلَّ بل ندرَ من وصل باستخدامها إلى مستوى اللغة الأولى في هذا المجال.
· في الأولى يكون فَهم عبارات اللغة أدقَّ وأقرب ما يكون - إن لم يكن متطابقاً - مع ما يريده المتكلم أو الكاتب، في حين لا يكون الأمر كذلك في اللغة المتعلَّمة بالطريقة الثانية.
· الأولى يكون إتقان اللغة بها كاملاً تامّّاً بتفاصيلها ودقائقها (النحوية والصرفية)، على حين يظلُّ ثَمةَ نقص في اللغة المحصَّلة بالطريقة الثانية، ولو كان نقصًا يسيرًا ضئيلاً.
· الإحساس بجمال اللغة واستشعار بلاغتها وحلاوتها يكون باللغة الأم تلقائيّاً، أما في اللغة المتلقَّاة بالطريقة الثانية فيحتاج التعمق في نصوصها إلى شرح وتحليل يُفقدها كثيرًا من قيمتها.
· اللغة المكتسَبة بالطريقة الأولى لا تتطلب زمنًا خاصًّا لإتقانها، إذ تتشرَّبها نفسُ الطفل في أثناء اللعب وممارسة النشاطات الأخرى، في حين يتطلب تعلُّم اللغة بالطريقة الثانية إلى زمن خاصٍّ يفرَّغ فيه الطفل للتعلُّم، وربما يكون على حساب نشاطات أو أعمال أخرى.
· تتدخَّل اللغة الأولى على نحو سلبيٍّ في عملية تعلُّم اللغة بالطريق الثانية، في مجالات التراكيب اللغوية، والمفاهيم المعرفية.
· الطريقة الأولى تمكِّن الطفل من اكتساب أكثر من لغةٍ في آنٍ واحدٍ، دون إرهاقٍ أو تعب، مع إتقان اللغات جميعًا إتقانًا تامّاً، دون أن تطغى إحداها على الأخرى، على حين يعسُر على الطفل بعد السادسة تعلُّم أكثر من لغةٍ في آنٍ واحدٍ.
واقع التعليم في العالم العربي:
توصَّل الدكتور الدنَّان إلى أنه: ليس على وَجْه الأرض أمَّةٌ تظلمُ أبناءَها كما يفعَلُ العربُ؛ لأن الواقعَ التعليميَّ واللغويَّ للتلميذ العربيِّ يسيرُ سَيرًا مُعاكسًا لطَبيعة الخَلْق؛ على النحو الآتي:
1- في مرحَلة الاكتساب الفِطريِّ للغة يكتسبُ الطفل اللهجَةَ العاميَّة، ولا يكتسبُ لغةَ المعرفة، وهي الفُصحى. (يكتسبُ العاميَّةَ بلهَجاتها وقَواعدها).
2- يبدأُ بتعلُّم لغة المعرفة (الفُصحى) بعد بَدْء ضُمور قُدرَة الدِّماغ على تَحصيل اللغَة، فيبذُلُ جهدًا كبيرًا لتعلُّم لغة المعرفَة، ويُنفِقُ وقتًا طَويلاً لتعلُّم المعرفَة.
تلميذُنا العربيُّ مظلومٌ؛ لأنه يتعلَّم المعرفةَ بلغةٍ لم يُتقِنها ولا يُمارسُها إلا في أثناء القراءة والكتابة، وأعجَبُ وضع تربَويٍّ وأغرَبُه في تاريخ الأُمَم: أن تكونَ لغةُ الخطاب السائدَةُ في مدارسنا وجامعاتنا هي العاميَّة، ولغةُ الكتاب والدِّراسة: الفُصحى.
إذن طفلُنا العربيُّ يُفاجَأ عند دخوله الصفَّ الأوَّلَ في المدرسة أنه سيتَلقَّى المعرفةَ بلغةٍ غير لغته الأم التي أتقنها ورضعها مع لَبان أمِّه، وتشكَّل وجدانه وأحاسيسه وَفْقها، ويُواجِهُ من الساعات الأُولى خبراتٍ تربويَّةً غيرَ سارَّة.
وينتج عن ذلك: معاناةُ الطفل عندَ دخول المدرسَة وكراهيته لها ولما يتلقَّاه فيها. الطفلُ العربيُّ لا يُكافَأ على القراءة بفَهم ما يقرأ، فيُصاب بالتَّواكُل الذِّهْني، إذ يشعر بعَجزه عن فَهم الكلام المكتوب ما لم يُترجمه له أحدٌ إلى عاميَّته، فيكرهُ القراءة والكتابة، ويُضطرُّ مع تقدُّمه في سنوات الدِّراسة أن يلجأَ إلى الملخَّصات، وأن يعتمدَ على الحِفْظ بدَلَ الفَهْم.
حلول سقيمة:
إذن من أخطر ما تمخض عن هذه الحال من مخالفة الفطرة في التعليم في عالمنا العربي أمران:
· الأول: عزوف الطفل العربي عن القراءة؛ فإنها تكلفه مجهودًا شاقًّا، ولا يفهم كل ما يقرأ، ومن ثَمَّ لا يستمتع بالقراءة، ولا يُقبِل عليها إلا مكرَهاً مضطرّاً عند أداء الواجبات المدرسيَّة والتحضير للاختبارات، فتستحكم الكراهية في نفسه للكتاب، حتى تتحوَّل إلى عداء وحَنَق، فإذا ما فرغ من أداء اختبارات نهاية العام عبَّر عن كراهيته للكتاب برميه في القمامة، أو دَوْسه بالأقدام، أو تمزيقه، أو الحكم عليه بالإعدام حرقًا!!
· الثاني: صعوبة التحصيل المعرفيِّ والعلمي؛ لأن الطفل غيرُ متمكِّن من أداته، وهي اللغة التي يتلقَّى بها المعرفة والعلم، وهي الفصحى.
وحار التربويون وواضعو المناهج في الدول العربية في حلِّ هذه المعضلة، وانتهَوا أخيرًا إلى معالجتها بحشد عدد كبير من حصص قواعد اللغة العربية وما يتصل بها في جميع المراحل الدراسية، ليرتقوا بمستوى الطالب في معرفة لغته! ولكنَّ هذه الحصصَ على كثرتها لم تصل بخرّيج المدرسة الثانوية إلى أدنى درجات الإتقان!
وقد عقد بعض الباحثين مقارنة بين عدد حصص اللغة العربية التي يتلقاها طلابنا العرب في الدول العربية، من الصف الأول المتوسط حتى الثالث الثانوي، وبين عدد حصص اللغة الإنكليزية في بريطانيا التي يتلقَّاها الطالب هناك في المرحلة ذاتها؛ فوجد أن عددها في الدول العربية يراوح بين 1050 و1250 حصة؛ في حين لا يزيد عددها على 580 حصة في بريطانيا.
وفضلاً عن الفارق البيِّن في عدد الحصص هناك فارقٌ جوهري في طبيعة المادة المعطاة؛ ففي حين يقضي الطفل العربي معظم الحصص في تعلُّم القواعد والنحو والإعراب، فإنّ الطفل الإنكليزي يقضيها في تحليل النصوص، واستخلاص الأفكار، والتدرُّب على أساليب التعبير وغيرها.
الحل الذي يقدِّمه د. الدنَّان:
لما كان الطفل في مَرحلَة الاكتساب الفِطريِّ للغة قادرًا على اكتساب أكثر من لغة، فإن الحلَّ لمشكلة التعليم يتجلَّى في إكسابِ أطفالنا اللغةَ الفُصحى لغةَ المعرفَة والتعليم والكتاب قبل دخول المدرسة، إلى جنب عاميتهم التي يتواصلون بها مع محيطهم.
وقد بدأ د. الدنَّان تجريبَ هذه الفكرة على ولَده باسل (من مواليد 1977م)، يتواصَلُ معه بالفُصحى دائمًا، وسائرُ أفراد الأُسرة بالعاميَّة... وحينَ بلغَ باسلٌ سنَّ الثالثة، كان يتحدَّثُ الفُصحى بطَلاقَة، مع إتقانه للعاميَّة. وكان باسلٌ يُتَرجمُ من الفُصحى إلى العاميَّة (والعكس) بينَ أبيه وأمِّه.
ثم كرَّر د. الدنَّان التجرِبَةَ مع ابنتِهلُونَة (تصغرُ باسلاً بأربعة أعوام)، ونجحَت أيضًا نَجاحاً باهراً. ومن أعظم ما استفاده باسل وأخته من إلف العربية وإتقان الفصحى: تعلُّقهما الشديد بالكتاب والقراءة، وقد بلغَ ما قرأه باسل في الصفِّ الثاني الابتدائي أكثرَ من 350 كتاباً من كتب الأطفال.
من التطبيق الفردي إلى الجماعي:
بعد نَجاح التَّجرِبَة انتقَلَ الدكتور الدنَّان إلى التطبيق الجَماعيِّ في رياض الأطفال، فأسس في عام 1988م بالكويت «دارَ الحَضانَة العربيَّة»، درَّب جميعَ المعلمين فيها على الحديث بالفصحى المعربة، واعتُمدَت لغةً وحيدةً للتواصُل طَوالَ اليوم الدراسيِّ، داخلَ الفُصول وخارجَها.
وفي عام 1992م أسَّسَ بدمشقَ «روضةَ الأزهار العربيَّة»، وطبَّق فيها طريقته نفسها، وقد نجحت الفكرةُ نجاحًا عظيمًا فاقَ التوقُّعات، واستطاعَ الأطفالُ إتقانَ الفُصحى والعاميَّة معًا، وكلُّ من يتخرَّجُ في هذه الرَّوضة يصبحُ صديقًا للكتاب، (يقرأُ الأطفالُ بلا خطأ مع فَهم تامٍّ ودقيق).
ثم كتب الله لهذه النظرية القَبول والرضا فانتشرت في عدد من البلاد العربية.
من أهداف نظرية الدنان:
· معالجة مشكلة الضَّعف العام في إتقان اللغة العربية الفصحى.
· إنشاء جيل عربي مبدع مُحِب للعلم باحث عن المعرفة.
· استثمار المرحلة التي يكون فيها دماغ الطفل قادرًا على اكتساب اللغات بالفطرة.
· تعزيز حب القراءة لدى الأجيال العربية لكي تنتهي الأمية المقنَّعة ويرتفع شعار «العرب أمة تقرأ».
· جعل المحادثة بالعربية الفصحى أمرًا مألوفًا؛ لكي تصبح اللغة العربية قريبة من القلوب محبَّبة للنفوس.
من ثمرات التواصل بالفصحى:
بعد ثلاث سنوات من تطبيق منهجد. الدنانفي «مدارس البسَّام الأهليَّة» بالدمَّام: في عام دارسيٍّ واحد استعارَ أحدُ التلاميذ (136) كتاباً، وقد ارتابَ أمينُ المكتبة في أمره، فاختبَرَه في بعض ما استعار، فإذا به يَعي كلَّ ما فيها.. وأقلُّ كتبٍ استعارها طالب: (35) كتابًا، وقد قرأ طالبٌ في الصفِّ الثالث الابتدائيِّ قصَّةَ مدينتَين (بالعربيَّة) كاملة، وهي في نحو 200 صفحة، في حين أخوهُ الذي في الصفِّ الثاني المتوسِّط قرأ منها 4 صفحات فقط، ثم رماها.
ولعل من أهم ثمرات التواصل بالفصحى امتلاكَ الطفل العربي للذَّوْق اللغوي السليم (الذائقة اللغوية)، ولا يتأتَّى هذا إلا بعد اكتساب صحيح للملَكة اللغوية، فحين يكتسب الطفل الفصحى ويتشبَّع بأساليب الفُصَحاء، ويغرف من بيان البُلَغاء، وبلاغة الأنبياء، فإنه سيصل إلى مستوى راقٍ من الإحساس بجمال العربية.
وإذًا، تتلخَّص الغاية من إكساب أبنائنا العربيةَ الفصحى، وتنمية الذَّوق اللغوي عندهم بتحقيق المكاسب والثمرات المستقبليَّة الآتية:
· اكتساب القدرة على التعبير عن النفس تعبيراً دقيقاً مُحكَماً.
· نشوء علاقة حبٍّ حميمة مع العربيَّة لغة القرآن.
· انعقاد أواصر صداقة دائمة مع الكتاب.
· التفوُّق والتميُّز في التحصيل العلمي والمعرفي والثقافي.
· المَيل والتعلُّق المتين بتراث الأمَّة الجليل، وتاريخها المشرق النبيل.
· امتلاك شخصيَّة أصيلة سويَّة منتمية انتماء حقيقيًا صادقًا إلى العروبة والإسلام.
الإحساس المُرهَف والشعور العميق بإعجاز القرآن الكريم، وأنه فوق كلِّ بلاغة وبيان، وأنه مُفارقٌ لجنس كلام البشر
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن