دكتوراه لغة عربية ودراسات إسلامية | لبنان
كثرة المشايخ ليست حلا!
لا بدَّ من وجود أغلبية في المجتمع تتبنى فكرة، وتعمل لها، وتضحِّي من أجلها، لتنجح في الوصول إلى القيادة والهيمنة...
حتى الأنبياء الذين هم صفوة البشر؛ لم يقيموا دولة الإسلام إلا بوجود عدد جمٍّ مؤمن بفكرتهم... وغنيٌّ عن الذكر أن بعض الأنبياء يأتي يوم القيامة وقد آمن به رجلٌ أو رجلان، أو لم يؤمن به أحد...
واليوم تتكاثر المعاهد الشرعية والكليات؛ التي تدرِّس الشريعة الإسلامية، وتخرِّج المشايخ والأئمة والخطباء، حتى إنه في دولة كلبنان لا يزيد فيها عدد أهل السنة عن مليون ونصف المليون؛ هناك قرابة عشرين معهدًا وكليةً وجامعةً تدرّس الشريعة الإسلامية... فهل المشكلة قلّة المشايخ حتى يكون الحل في تكثيرهم..
أزعم أن: مشكلتنا وأزمتنا هي أزمـــة فـكـر؛ لا أزمــة فــقــه.
والغريب أنه لا يوجد في كبرى الدول الإسلامية -ناهيك عن صغارها -كُلّية واحدة تُعنى بالفكر الإسلامي؛ بل كل الكليات معنية بالفقه الإسلامي...
هذه أزمة خطيرة، لأن عدم العناية بالفكر أنتج مشايخ علمانيين وفَجرة، وحملة عروش للطواغيت، ومدافعين عن المستبدين، وليس الحسون وشيخ الأزهر ومفتي مصر والهلالي - الذي قال: إن الله أرسل السيسي لإنقاذ مصر - وأضرابهم إلا نموذجًا صارخًا لتشوه الفكر الإسلامي عند هؤلاء...
لو صار ربع المسلمين مشايخ فلن تُحلّ الأزمة... ينبغي تحويل المشايخ وغيرهم إلى حملة فكر إسلامي صافٍ، يرفض التدجين والتقزيم، ويفتخر بالعقيدة والدين، ويتحرك من أجله... وهذا لا يكون إلا إذا خالط الإسلام الحنايا وملأ الزوايا...
ألم يقولوا: مَن لا يتحرّق لا يـتـحرّك.
عملية استقطاب الغالبية، والنزول من الأبراج العاجية، وملامسة هموم الناس؛ هي مهمة كليات الفكر المطلوبة...
أن نُعنى بعلم الاجتماع، وقوانين سير المجتمعات، وأن نسبر أغوار علم النفس، وأن نبحث عن المداخل لذلك؛ هو المطلوب. ولعل وجود معاهد تُعنى بالفكر وبناء الوعي يكون البداية المساعدة لتطوير الفكرة وتعميمها...
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة