زوجتي تكشف ستري

المشكلة:
أُصبتُ بمرض السكري وأنا في منتصف الأربعين... الأمر الذي أفقدني القدرة على إقامة العلاقة الزوجية بغير دواء... هذا الأمر أثّر على علاقتي بزوجتي فكثرت المشاكل بيننا... ما يُحزنني أنها تحكي مشكلتها للقاصي والداني! وتعيِّرني وتُشعرني دائمًا بالنقص... مع أنه قدري الذي أحمد الله عليه وأصبر وأحتسب... فكّرتُ بطلاقها والزواج من أخرى، ولكن بيننا أولاد وعِشرة لم تُراعها هي... كما أنني أخشى أن تتكرر مأساتي مع الجديدة... فبماذا تنصحني؟
المعالجة:
أنت تعاني ضعفًا في المعاشرة وليس عجزًا عنها، وهذا يعني أنك تقوم بها ولكن بمرات أقل مما كنت عليه قبل إصابتك بمرض السكري، كما أنك ذكرت أن الدواء يساعدك على ذلك.
وعليه فإني أنصحك بإبعاد فكرة الطلاق عن تفكيرك وخاصة أن زوجتك لم تطلبه منك، إضافة إلى ما ذكرته عن خشيتك من تكرار مشكلتك مع الزوجة الجديدة.
يبقى كلام ينبغي توجيهه إلى زوجتك بوجوب سترها هذا الأمر، والتوقف عن إخبار القاصي والداني به، كما ذكرتَ، وأن عليها أن تتقي ربها فيه، لأنه فعلًا يُحزن الزوج ويؤذيه بعد العِشرة والأولاد.
والنقص في الحياة الزوجية - بل في الحياة كلها - سمة تكاد لا تتخلف في دنيانا هذه، وهو من البلاء الذي أقسم الله سبحانه وتعالى عليه: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ وَالأنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155]، فلتكوني من الصابرين الذين بشرهم الله سبحانه بالأجر والمثوبة.
وثمة أمر لا أستطيع أن أشرحه على صفحات المجلة، وأكتفي بالإشارة إليه، وأحسب أنه لا يغيب عنك وعن زوجك، وهو أنه يستطيع أن يوفر لك قدرًا من الاستمتاع بـه مع عدم اكتمال المعاشرة.
ومما يخفف عنكِ معاناتكِ استحضارك أن هناك ملايين النساء اللواتي لم يتزوجن قط يفقدن أكثر مما تفقدين، يفقدن الرجل والأطفال والأسرة. وكذلك مئات غيرهن فقدن أزواجهن سواء بالموت أو بالطلاق فصبرن ورضين.
وكذلك أرجو أن تعلمي أن هناك زوجات كثيرات هنّ مَنْ يمتنعن عن أزواجهن ولا يستجبن لهم بسبب كراهيتهن للمعاشرة ونفورهن منها.
أرجو أن يكون ما سبق معينًا لكِ، بعد عون الله تعالى، على الرضا والتسليم، والتوقف عن الكلام على زوجك، ومواصلة حياتك معه في وئام وسلام. وزيدي اهتمامك به، ولا نتقصيه، ولك في هذا الأجر العظيم إن شاء الله
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
تغيّرات نوعية تستوجب مسارات استثنائية
العلمانيّة... الوجه الحقيقي
الإنسان كما يريده القرآن ـ الجزء الرابع
أدباء الدَّعوة في انتظار الـمِظلّة
جواب العلم والدين.. لما تعارض عن يقين!