لماذا يضرب زوجتَه
هناك عدة عناصر ضرورية لاستمرار الحياة الزوجية، لعل أهمها: الأمن النفسي للمرأة والثقة والتقدير للرجل، ثم وجود طريقة آمنة للتحاور ولإخراج المشاعر، وكذلك للتعبير عن الغضب، أما إن اختفت أو تزعزعت تلك المقوِّمات فإن الخلاف الأسري سيظهر؛ وهنا قد يصاحبه مع الأسف استخدام العنف، وهو أمر غير مستحب في ديننا الإسلامي؛ فقد ورد عن معلِّمنا ومرشدنا رسول الله صلى لله عليه وسلّم أنه قال: «ولا يضرب خياركم» أي إنّ الأخيار من أمة محمد صلى لله عليه وسلّم لا يستخدمون الضرب، وخاصة المبرِّح منه، في حل خلافاتهم الزوجية.
التخطيط للضرب:
وهنا سؤال يطرح نفسه: هل يعقل أن يخطط الرجل لاستخدام الضرب ضد زوجته قبل الزواج أو عند احتدام الخلاف بينهما؟
وللإجابة عليه نقول: إن أغلب الدراسات تؤكد أن الرجل الذي يستخدم الضرب، والمرأة التي تستسلم لعملية العنف ضدها من زوجها، فإنهما قد عايشا علاقة أسرية في محيط أسرتيهما، كان الضرب هو لغة الحوار بين الأبوين - على سبيل المثال - أو بين أحدهما وأحد أفراد الأسرة، ومن هنا نقول: إن عملية التنشئة تلعب الدور الأكبر في حدوث العنف الأسري.
ومن الأسباب الأخرى للعنف الأسري طريقة التربية التي تربى الفرد عليها؛ فالزوج الذي كان أهله عنيفين معه عند احتدام الخلاف معه نجده يُسقط ذلك على زوجته، وكذلك الزوجة التي كانت لغة الصراخ والسب والشتائم سائدة في أسرتها، نجدها تستفزّ الزوج بألفاظها؛ الأمر الذي قد يتخذه الزوج مبرّراً لاستخدام الضرب.
وهناك سبب ثالث يتمثل في شخصية كل من الزوجين؛ فكم من حالة تعاملتُ معها سواء للأزواج أم الزوجات، كانت التركيبة الشخصية فيها متفاعلة مع الواقع الأسري قبل الزواج وطريقة التربية التي جعلت منه شخصية عنيفة جسدياً إن كانت تمتلك المقومات العضلية، أو عنيفة بلسانها عند احتدام المواقف.. وعليه يمكن تحديد السمات العامة لكل من الرجل- وغالباً ما يكون هو العنيف - والمرأة، وغالباً ما تكون هي الضحية.
صفات الرجل العنيف:
1- قلة تقدير الذات.
2- اعتمادي.
3- لا يثق بالآخرين ولا بنفسه.
4- غالباً ما يكون ضحية عنف في صغره.
5- لديه صدمات وصعوبات نفسية.
6- شبه معزول اجتماعياً ونفسياً عن الآخرين.
7- حساس.
صفات المرأة الضحية:
1- شخصية سلبية ويسهل قيادتها.
2- لا تؤمن بحقها بأن تُحترم, بل تعتقد أن الضرب تـستحقه بسبب جهلها وخطئها!
3- تلوم نفسها وتحقّر ذاتها لأنها تعتقد أنها سبب ثورة الرجل.
4- تعتقد أن زوجها يضربها لكي تصبح أحسن وأنه يحبها لذلك.
5- تبرر عنف زوجها وتحاول إخفاء بعض الكدمات لحمايته أملاً بصلاحه.
6- شخصيتها اعتمادية وتُشْعِر الزوج باعتمادها عليه وأنه مهما عمل لن تتخلى عنه.
7- لديها أمل كبير جداً في أنه سوف يتغير.
8- تخشى الطلاق لأنه زلّة أعظم من الضرب.
9- اقتصادياً تعتمد على الغير.
10- تستخدم الجنس فقط كوسيلة لكسب الزوج.
11- قليلة التقدير لذاتها.
12- تعاني من اكتئاب وقلق.
والعنف الأسري لا يقتصر على الجانب الجسماني، وإنما قد يكون بأشكال وصور مختلفة. فهناك العنف النفسي والعاطفي، وهناك العنف غير اللَّفظي، وهناك العنف الاقتصادي وغير ذلك. إن مِنَ الأزواج من يُرعب زوجته بالنظرة، وهناك من يسيطر عليها عن طريق سلب راتبها، وبالمقابل هناك من الزوجات من تستخدم العنف تجاه زوجها بسلب ماله وتبذيره، والتحكم في علاقاته الاجتماعية، وعملية خروجه ودخوله. ومن هنا نخلص إلى القول بأن القوة والتحكم لا تقتصر على الجانب الجسدي وإنما لها صور عدة وأشكال مختلفة.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة