ثق بقدراتك
كتب بواسطة إحسان الفقيه
التاريخ:
فى : المقالات العامة
1760 مشاهدة
لماذا لا نتعلم بصورة أفضل في حين يحتوي المخ على 200 بليون خلية (بما يعادل عدد النجوم في بعض المجرات الكونية)؟
لماذا لا نتذكر في حين تستطيع عقولنا أن تحتفظ بحوالي 100 بليون معلومة (والتي تعادل ما تتضمنه دائرة معارف)؟
لماذا لا نفهم بصورة أفضل في حين أن عقولنا تحتوي على أكثر من 100 تريليون وصلة محتملة؟
هل بإمكانك أن تتعلم لغة حية في أقل من شهر؟ لِم لا؟ فعلها إنسانٌ مثلك، يملك عقلا بشريا مثل عقلك، هو الصحابي الجليل زيد بن ثابت، يحكي عن ذلك فيقول: (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتُحسن السريانية؟ فقلت: لا . قال: فتعلمها؛ فإنه يأتينا كُتُب، فتعلمتها في سبعة عشر يوما).
وأبدا لم يكن الوهن والمرض والعجز البدني مبررا للقعود والرضا بالسكون المقيت، عبد الله بن أم مكتوم، كان أعمى البصر لا البصيرة، معلول الجسد لا النفس.. نقل ابن عبد البَرّ في الاستيعاب قوله في استخلاف ابن أم مكتوم: "استخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم، على المدينة ثلاث عشرة مرة في غزواته".
ومع أن الله قد رفع عنه الحرج في الجهاد، إلا أن نفسه التواقة إلى نُصرة الدين وفتح الطريق أمام البشرية للتعرف على الإسلام، جعلته يحلق في ميادين القتال وهو الرجل الأعمى، فكان يطالب في المعارك أن يكون حامل الراية.
كانت الراية بالفعل له، أتدري كيف ولِمَ؟ يأتيك منه الجواب: "ادفعوا إليّ اللواء فإني أعمى لا أستطيع أن أفِرّ، وأقيموني بين الصفين".
وشهد ابن أم مكتوم معركة القادسية كبرى المعارك الإسلامية في بلاد الفرس، وحمل الراية بها حتى لقي ربه شهيدا.
ولئن كَبُر عليك النظر إلى القرن الأول متذرعا بعوامل بنائه الخاصة، فدونك أهل العصر من رواد العلم والنضال.
فسبحان من هزّ عرش الصهاينة بعملاق لا تهتز له يد، ولا تتحرك له قدم، خلا تراب الأرض من أثره، ولكن خلد الله بين الأنام ذكره، هو الشيخ المناضل أحمد ياسين، الذي ارتعدت له الفرائص الصهيونية.
بربك ماذا يُنتظر من قعيد يعيش بشلل رباعي، تعجز يده عن دفع ذبابة تقع على وجهه، قدماه لم تلامسا الأرض منذ إصابته المبكرة في أولى فترات شبابه، وفقد إحدى عينيه جراء التعذيب الوحشي في سجون إسرائيل، وبقيت الأخرى تزحف بضعفها إلى أختها.
لكنها قوة النفس والإرادة وقبلهما العقيدة، استطاع أن يُربي شعبا بعلمه ودعوته، وأنشأ حركة وقفت شوكة في حلقوم الاحتلال، ولقي ربه شهيدا بعد أن استهدفته الأباتشي الغادرة بثلاثة صواريخ وهو خارج من المسجد بعد صلاة الفجر.
يا عزيز القوم ثق بقدراتك، بتلك القوى والطاقات التي أودعها الله فيك، ورُدّها جميعا إلى المُنعم بها، وأطلقها حيث يريد ربُّك، لتشق بها سكون الكون من حولك، في غير بطَرٍ أو تكبر، وكن كما تحتاج إليك أمتك: صقرا يحلق في الفضاء.
المصدر : مدونة إحسان الفقيه
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن