ستة أمور يرغب الأطفال أن يعرفها الآباء!
كتب بواسطة تسنيم عبد الرحمن النمر
التاريخ:
فى : زينة الحياة
1706 مشاهدة
وفقًا لطبيعتنا كبشر، كلنا يرغب في أن يقوم بأفضل ما لديه، وعندما نصير آباء وأمهات، تزيد تلك الرغبة أكثر، سيما وأننا نرغب دومًا في فعل الأمور بشكل صحيح أمام أبنائنا، ولكن الحقيقة أن جهودنا الجبارة تلك قد ينجم عندها ردة فعل عكسية تمامًا، لذا فإنه من واقع تجربتي كأم، ومرشدة للكثير من الأمهات على مدار السنين، أقدم إليكم ستة أمور يتمنى الأطفال أن يعرفها آباؤهم:
1- هم يريدون لك السعادة:
الأطفال بشكل عام أنانيون، ويركّزن على احتياجاتهم أكثر من غيرهم، ولكن من كثرة تعاملي معهم، تبيّن لي أنهم بقدر ما يريدون أن يصبحوا سعداء، فهم يتمنون لآبائهم ذات الشيء وزيادة! فالأطفال ينساقون بسهولة للأجواء التي يصنعها الآباء، لذا إن كانوا حيويين وسعداء، صاروا هم كذلك بصورة تلقائية .
2- هم في الحقيقة ممتنون للحدود والقواعد:
فلأجل أن نجعل من أطفالنا سعداء في بعض الأحيان، نتخلى عن القواعد التي وضعناها، أو الحدود التي رسمناها، ورغم أنهم لن يعترفوا أبدًا بذلك، إلا أن الأطفال في الحقيقة يشعرون بالأمان والراحة في حال إرساء القواعد، فهم يعلمون حينها أنهم يمكنهم الاعتماد على آبائهم، فالقواعد الواضحة والثاتبة تصنع الثقة بين الآباء وأبنائهم.
الأطفال في الحقيقة يشعرون بالأمان والراحة في حال إرساء القواعد، فهم يعلمون حينها أنهم يمكنهم الاعتماد على آبائهم
3- لا بأس في ألا تكون مثاليًا:
بشكل ما، نمت عندنا فكرة أنه ليس من المستحسن أن نخطئ أبدًا أمام الطفل، ولكن إذا ما ارتكبتَ خطأ واعترفتَ به بصدق، وحرصتَ على تصحيحه، فإنك بها تعطيهم درسًا في التعامل مع الأخطاء، وأن الحياة لا تتوقف حينها، فأنت لست مثاليًا، ولا هم، والأخطاء لا ريب ستُرتكب، وعندما تعرض لهم كيف تُرتَكب الأخطاء، وكيف يتم تصحيحها والاعتذار عنها، فإنك تدفعهم للقيام ببعض المخاطرات الهادفة، وبالتالي الانطلاق في الحياة.
إذا ما ارتكبتَ خطأ واعترفتَ به بصدق، وحرصتَ على تصحيحه، فإنك بها تعطيهم درسًا في التعامل مع الأخطاء، وأن الحياة لا تتوقف حينها
4- بعض المزاح له أعمق الأثر:
إليكم موقفًا حدث معي، فبينما كنت عائدة في طريقي إلى المنزل من عدة أسابيع، راسلني ابني ذو الـ (12عامًا) يطلب شيئًا، ولم تكن طريقة الطلب مهذبة كما يجب، وقلت في نفسي: "كيف يطلب بهذه الصورة؟! إنه كبير كفاية ليعرف الطريقة اللائقة للطلب!" وكان من الممكن أن أخبره بهذا، ولكنني فكرت بطريقة أفضل في رأيي، إليكم مراسلتنا القصيرة؛ حيث يتبين من خلالها كيف تعاملتُ مع الموقف:
ابني: أريد وجبة خفيفة، اصنعيها.
أنا: بأدب!
ابني: حسنًا، فليكن.
ضحكنا كلانا لاحقًا من تلك الرسائل، والآن لا يطلب شيئًا دون أن يتبعه بعبارة: "لو سمحت"، فإذن القليل من الضحك والمرونة في التعامل مع المواقف، قد تصير أبعد أثرًا من محاضرة "كان من الممكن أن تتصرف على نحو كذا وكذا".
القليل من الضحك والمرونة في التعامل مع المواقف، قد تصير أبعد أثرًا من محاضرة "كان من الممكن أن تتصرف على نحو كذا وكذا
5- يحدث فرق كبير عندما تذكر السبب بعد قول "لا":
أحيانًا نميل لتبرير رفضنا بقول: "لأنني قلت ذلك"، أو "لأنني أنا الأم أو الأب!"، حين يسأل الطفل عن سبب الرفض، خاصة إذا ما تكرر رفضك لنفس الأمر، بينما سيتقبل الطفل الأمر بصورة أفضل إذا عرف السبب وراء ذلك الرفض، بالطبع هذه التقنية لا تصلح مع كل الأعمار، ولكن من جهتي كنت أخاطب ولدي دائمًا على أنه أكبر من عمره، والآن أجني ثمار ذلك، فهو يعرف الآن دوافعي وقِيَمي وكيف أفكر، وهذا الفهم علمه الكثير من المهارات العقلية.
ولكن ماذا إذا لم يكن لديك سبب منطقي؟ في تلك الحالة، فكر في سبب الرفض من الأساس، فإن لم يكن هناك داع منطقي وسبب مقبول، فلماذا تكون الإجابة إذن هي "لا" والحال كذلك؟!
6- عندما يسيؤون التصرف، لا تتضايق، فهناك في الغالب سبب أعمق:
في غالب الأحيان، يرغب الأطفال في إسعادنا، فإذا أساؤوا الأدب والتصرف، هناك في الغالب سبب دفعهم لذلك ، ربما يكونون قلقين أو تحت ضغط من نوع ما، وربما تنقصهم الكلمات والأدوات التي تعينهم على التعبير عما بداخلهم، وربما يحاولون تهدئة أنفسهم ولا يعرفون كيف يفعلون ذلك، فيلجؤون إليك بطريقة غير مباشرة، وربما يكون بكل ببساطة جزءًا طبيعيًا من مرحلة نموهم، فالتفكير بهذه الطريقة سيساعدك على أن تكون هادئًا أكثر، وأن تحاول أن تتفهمهم دون القيام بردة فعل مماثلة.
التنشئة ليس أمرًا هيّنًا، والأطفال قد يظهرون بسطاء في تعبيراتهم ونظرتهم للحياة والأمور، ولكن هذا لا يعكس بساطة تركيبهم، سواء الفكري أو العاطفي ، ومن هنا، وجب على الآباء الحرص على تعلم التقنيات والأساليب الفعّالة للتعامل مع الأطفال، وما يتناسب مع المرحلة العمرية وطبيعة الطفل نفسه.
المصدر : موقع بصائر
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
أثر تغيير الأسماء والمفاهيم.. في فساد الدنيا والدين!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!