زوجي كذّاب!!
الاستشارة: أجل كذّاب! فلا أكاد آخذ منه كلمة واحدة صادقة! فإذا حادث النساء على الواتس أب؛ فمرة يقول: هذه المحادثات بدواعي متابعة العمل... وأخرى يدّعي بأنه يحادث رجالاً، والأمر ليس كذلك. وعندما أطلب منه المال لشراء بعض الحاجيات يدّعي في كثير من الأحيان بأنه لا يملك المال... فأعمد إلى البحث في جيوبه لأجد بين يديه المال الوفير! فإذا ما طلبت منه شراء بعض الأغراض وهو في طريقه إلى المنزل، يأتيني بيدين فارغتين مدّعياً بأن معظم المحلات مغلقة، ولا تكون كذلك...
وهكذا حياتي معه... كذب وتلاعب بالألفاظ؛ ما يسبب الكثير من المشاكل بيننا... وعندما أواجهه بالحقيقة... إما يثور ويغضب، أو يأخذ الأمر بسخرية وبأن من حقه أن يتكلم كيفما شاء، ويخرج من الموقف كخروج الشعرة من العجينة... فكيف أتعامل معه؟
الحل: من يكذب يخشى عادة مواجهة الناس بصدقه ويخشى ردة فعلهم من لوم ونقد واتهام. علينا إذن ألاّ ننتقده إذا قال حقيقة ما فعله بل نُظهر له سرورنا بصدقه، وإن كان ما فعله من خطأ أو إهمال ضايقنا لكنه يبقى أهون من ضيقنا بكذبه، ولا بأس من التصريح بهذا:
حين يعود ويذكر لك أن جميع المحلات مغلقة ليبرر عدم شرائه ما طلبته منه قولي له: أعلم أنك نسيت وأنا أقدِّر مشاغلك الكثيرة التي جعلتك تنسى، أخبرني بالحقيقة وتأكد أنّ هذا لا يضايقني قدر ما يضايقني ذكرك عذراً ليس صحيحاً. وأقترح عليكِ كتابة الرسالة الآتية له:
زوجي الحبيب:
تحسب أنني لا أكتشف ما تريد أن تُخفيه عني بكذبك عليّ، وقولك غير الحقيقة، حين لا أواجهك بذلك مراعاة لك، وحرصاً على مشاعرك؛ لكنني اليوم قرأت حديثاً للنبي -صلى الله عليه وسلم- أقلقني عليك، وجعلني أكتب إليك هذه الرسالة التي أرجوك فيها أن تكون صادقاً معي، فتتوقف عن الكذب؛ سئل الرسول -صلى الله عليه وسلم-: أيكون المؤمن جباناً؟ قال: «نعم». قيل له: أيكون المؤمن بخيلاً؟ قال: «نعم». قيل له: أيكون المؤمن كذاباً؟ قال: «لا».
وأنت يا زوجي الحبيب مؤمن، والإيمان والكذب لا يجتمعان، كما أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم-: ولهذا حرصت على أن أكتب إليك راجية أن تكون صادقاً معي، بل مع الناس جميعاً.
ثم إن من علامات النفاق الثلاث: الكذب؛ كما أخبرنا -صلى الله عليه وسلم- بأنّ: «آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان» متفق عليه. وفي رواية مسلم: «وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم».
لعلك تقول لي: أنا أكذب عليك حتى لا أُحزنـك؛ لأنني إذا قلت لك الحقيقة فقد لا تَسرّك.
لا، ليس هذا مقنعاً لي، فأن تُحزنني قليلاً بصدقك خير من أن تحطِّمني وتقهرني وتُفقدني ثقتي فيك بكذبك عليّ!
وأنا أعدك بأن لا أثور عليك ولا أغضب منك إذا صدقتَ معي، حتى ولو كان لا يُرضيني، أو يُزعجني.
أختم رسالتي إليك بخير الكلام، كلام الله رب الأنام: ﴿ إنما يفتري الكذبَ الذين لا يؤمنون بآياتِ اللهِ وأولئك هم الكاذبون ﴾ [النحل: 105].
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن