درّبوا أنفسكم
كتب بواسطة الداعية خالد حمدي
التاريخ:
فى : في رحاب الشريعة
1056 مشاهدة
رمضان عند الأقدمين كان يبدأ أول رجب...
فكنت تراهم يعكفون على المصاحف، ويكثرون صيام التطوع وقيام الليل قبل رمضان بشهرين...
حتى إذا ما ألفوا الطاعة ولانت لها نفوسهم واستعذبتها قلوبهم دخل رمضان وهم كذلك..
فإذا بالطاعة ما أيسرها، وبالقلب ما أرقه قبل أن يبدأ رمضان..
بحثت فوجدت للأمر أصلا في معظم الفرائض...
فالنوافل التي تسبق صلاة الفريضة ما شرعت إلا لتهيئ النفس للفريضة..
والميقات الذي يبعد عن الحرم بالساعات أراده الله بهذا البعد حتى يهيئ المحرم قلبه قبل أن يدخل على المناسك..
وكذا كثرة صيامه صلى الله عليه وسلم في شعبان...إنما كان ذلك ليعد القلب لرمضان..
كنت مع الحجيج عاما من الأعوام...ووجدت كثيرا منهم في رحلة حجه ليس معه مصحف!!
فقلت لهم:
ما قبل الحج لا يقل أهمية عن الحج...
فالدخول على المناسك بقلب قاس كالدخول على الصلاة بعقل شاتٍّ وقلب مشغول...فلا الصلاة استحلاها...ولا هو بعدها اعتدل حاله، وانتهى عن غيه..
استعدوا للطاعة قبلها يا رفاق...
تهيئوا لرمضان بختمة تختمونها، ونوافل كثيرة تتنفلونها، وأيام تصومونها، ورقائق ومواعظ تسمعونها، وصدقات وخفايا تقدمونها..
فالمشتركون في السباق دون استعداد لا يأبهون بقدر المسابقة وعظيم الجائزة..
وأكثر ما يمقت الله عليه العبد أن يهيئ له أسباب القبول والهداية بينما هو لا يلتفت إليها:
وفي رمضان الماضي مات أحد أحبابنا وسط رمضان فنعاه أحد أصحابه باكيا وقال:
رحم الله من كان يختم في معتكفه السابق كل يوم!!
فاستصعبها بعض السامعين فقلت لهم:
عندما تلين الجوارح قبل المواسم...تنطلق بلا توقف، حتى لا يصدق نتاجها الكسالى أمثالنا!!
وهكذا كان عثمان....ما ختم القرآن مصليا به في ليلة....إلا عندما درب نفسه عليه قبل ذلك ألف ليلة....
فالنفوس المدربة تأتي بالعجائب...فدربوا أنفسكم لموسم الرغائب...
ورجب هلال هذا الموسم لمن يفهم.
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن