موعدنا الجنة بإذن الله
ومنها مصيبةُ الموْت، الذي سيطرُق أبوابَنا جميعًا في أيِّ ساعة، وأيِّ لحظة.
فعندما كان يموت لدَيْنا أيُّ عزيز، كانتِ العيونُ ترسل الدمعَ مِدرارًا، ويحزن القلْب.
ولكنَّنا لا نملك وقتَها إلاَّ أنْ نقول: إنَّا لله وإنا إليه راجعون، للهِ ما أخَذَ، وللهِ ما أعطى، وكلُّ شيء عندَه بأجَل مسمًّى، إنَّ العين لتدمَع، وإنَّ القلْب ليحزن، وإنَّا على الفِراق لمحزونون، ولكن لا نقول إلاَّ ما يُرضي ربَّنا.
وبالفِعل بعدَ أيَّام مِن رحيل الأحبَّة كان طبيعيًّا أن يخفَّ وقْعُ المصيبة في النفوس.
فحينما انتهَى العزاء.
استأنف الجميعُ دورةَ حياتهم المعتادة، سُنَّة الله في خَلْقه.
أمَّا الأحبَّة الذين لم يَعُد لهم وجود في عالَمِنا المشهود، فقد أصْبحوا مجرَّدَ ذِكْرى، يُستحضَر طيفُها في المجالِس والمناسبات التي كانتْ تتزيَّن بحضورهم.
ولم يبقَ بعد رحيلهم إلا حنينٌ خفِي لوجودهم بيْننا، وذِكرى فوَّاحة، وأثَرٌ طيِّب، وسُمعة سيفوح شَذاها طويلاً طويلاً، وسِيرة حياة نستلهِمُ منها دروسًا وعِبرًا، ونصائح وتوجيهات، وإرشادات ومأثورات نيِّرة، عُلِّقت في دهاليز الذاكرة، أضاؤوا لنا بها يومًا ظلمةَ الطريق، وبدَّدوا وحشتَه.
ما يُخفِّف من وطأةِ الموت والشُّعور بفقدان الأحبَّة وغيابهم.
حقيقةٌ واحدة، هي: أنَّ لنا لقاءً آخر سيجمعنا بإذِن الله.
كما وعَد الربُّ - جلَّ في علاه - المتحابِّين فيه.
وذلك في مكانٍ غير ِالأرْض التي ألِفْناها، وسِرْنا فوقَها، ووُرِينا الثَّرى تحت ترابها، لا قيمةَ في ذلك المكان للوقت؛ لأنَّنا سنكون خارجَ نطاقه، ولا اعتبارَ فيه للموت ولا للحزن أو البكاء، أوالتوجُّع أو التفجُّع؛ لأنَّها مفرداتٌ أُسقِطت من قاموس الآخِرة.
اللِّقاء سيكونُ في جَنَّة الخُلد، جنان عرْضُها السموات والأرْض، فيها ما لا عينٌ رَأتْ، ولا أُذن سمِعتْ، ولا خَطَر على قلْب بشَر.
والشَّرْط الوحيدُ حتى تتحقَّق اللُّقيا مع الأحبَّة في جنَّات عدن: طاعة الله ورسوله في الحياة الدنيا، قبل أن تخطَّفَنا يدُ المنون.
عندَها في الجنة سنسعد باللِّقاء، وستطيب الصُّحبة، وستحلو الرفقة، كما وعَدَ الله - سبحانه وتعالى - حينما قال في سورة النساء: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69]
وحتَّى يحين الموْعِد.
أيُّها الأحِبَّة الذين غيَّبهم الموت عن أنظارِنا، وخلَّفهم في قلوبنا، سنبقَى ما حَيِينا، على أمَلِ اللِّقاء.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة