رحيل يمان
التاريخ:
فى : بوح الخاطر
1822 مشاهدة
في مثل هذا اليوم -قبل خمس سنوات- مضت إلى رحمة الله خالتي الصغرى يمان. هذه كلمة في رثائها كتبتها بعد وفاتها بأيام قليلة.
____________
يمان علي الطنطاوي: كلمة الوداع
-1-
أنعم الله على جدي وجدتي بعد أمي بأربع بنات، كان حظي منهنّ خالتين وأختين. فأما الخالتان فهما الكبريان، بنان وبيان، وكانتا لنا أقربَ إلى الأم لما كان بيننا من فارق في السن، بل إنهما قدّمتا لنا كثيراً مما تقدمه الأمهات للأولاد. وأما الأختان فهما الصغريان، أمان ويمان، كانتا أقرب في السن إلينا أنا وأخي مؤمن، فنشأنا اثنين واثنتين كما ينشأ أَخَوان مع أختين، فكنا رفاق الطفولة، وكان بيننا ما يكون بين الأطفال الصغار من وئام وخصام وخلاف وائتلاف، وإن شاركتنا في هذا كله خالتُنا أمان حيناً وترفّعت عنه أحياناً، متذرّعةً بخمس سنين سبقَتنا إلى هذه الدنيا بها، فكانت كافية لتُلبسها في أعيننا حلّة من الرفعة والوقار.
ثم تركنا الطفولة وعبث الطفولة، ومضينا في هذه الحياة فصرنا رفاق الصبا والشباب والكهولة، وأمضينا معاً بضعاً وخمسين سنة.
كنا -كما قلت- أربعة من الإخوة والأخوات، وكانت لنا خالتان، ثم أخذ الله خالة من الخالتين، فله ما أعطى وله ما أخذ، وله الحمد. ومضينا في الحياة سنوات، ثم أخذ الله أختاً من الأختين، فله ما أعطى وله ما أخذ، وله الحمد؛ فإن يكن أخذ خالة فقد أبقى لي خالة، وإن يكن أخذ أختاً فقد أبقى لي أختاً. له الحمد على ما أعطى وله الحمد على أخذ، ولا يُحمَد على مكروه سواه.
-2-
يطرق بابَك الزائرُ اليومَ فتكون بالخيار، إن شئت استقبلته وإن شئت رددته، ثم يطرق بابَك في غدٍ زائرٌ آخر، وغداةَ الغد كذلك، وأنت بالخيار في كل حال. ثم يأتي يومٌ يطرق بابَك فيه زائرٌ لا تملك رَدّه ولا لك معه خيار، فيقتحم عليك فيقول: "هات"! وأنت لا تملك إلا أن تجيب. ولو طلب الدرهم أو الدينار لمنحته الدرهم والدينار، لكنه لا يريد منك درهاً ولا ديناراً، إنما يريد منك نفسك. فماذا تقول في تلك اللحظة وما هي أعظم الأمنيّات؟
لعل بينك وبين رمضان شهر فأنت تطلب هذه المهلة حتى تبلغه فتعتمر وتستغفر وترجو أن يغفر لك الله، فإذا كنت في رمضان رجوت أن تبلغ آخره فتعمره بالطاعات والقربات، فإذا خرجت منه رجوت أن يمهلك ملَك الموت أياماً من شوال تصومها لتكمل عدة دهرك، فإذا أرجأك ذلك كله (وليس يفعل) ثم جاءك فقال "هات" فلعك ترجوه ساعات تطير فيها إلى مكة فتطوف بالبيت وتصلي بعد الطواف ركعتين تدعو فيهما بما شئت، ثم قد يزيد طمعك فتطوف بالبيت سبعة أشواط أُخَر، وتصلي ركعتَي الختام، وتدعو بآخر ما يقذفه الله في قلبك من دعاء في هذه الدنيا، ثم تلتفت إلى ملك الموت فتقول: "دونك الأمانة، هذه نفسي فخذها".
أتظن أنك لو أتاك مَلَك الموت فإنه يرجئك حتى تصنع شيئاً من ذلك كله؟ كلا، ولا لحظة ولا لمحة، بل يستلّ نفسك من بين جنبيك لساعته، ولو أراد غيرَ ذلك لما وسعه لأنه مكلَّف بإنفاذ القضاء، وقضاءُ الله إذا جاء لا يؤخَّر، وملَك الله لا يعصي الله. فانظر أيّ فوز عظيم كنت تناله لو أنك صنعت ذلك كله، فأنجزتَ الأمانيّ هذه جميعاً، ثم جاءك ملك الموت فأخذ الأمانة، فتوقف القلب عن الوجيب والنّفَس عن الرجيع، ولم يبق منك إلا ابتسامة على شفتيك وسِمات الطمأنينة على وجهك، وذلك آخر ما تركتَه للناس لتخبر مَن بقي وراءك براحة الرحيل.
يا لك من سعيد لو أن الله مَنّ عليك بذلك كله، ولكنها أمنيّات، وأنّى تتحقق الأمنيات؟ ويا لكِ من سعيدة يا خالتي الحبيبة، يا يمان، فقد فزت بذلك كله وتحققت لك الأمنيّات.
-3-
رأيتها في المسعى ليلة رمضان, وما تواعدنا لكننا اتفقنا في الميعاد. ومضت رائحة وغادية في شوطين ولم تبصرني، فهي كانت إذا دخلت في عبادتها صرفت إليها قلبها وجوارحها، فاعترضتُها في آخر الشوط الثالث ووقفنا معاً قليلاً عند المروة، ثم مضت ومضيت، وكانت تلك عمرتها الأخيرة.
وقضت رمضان كأحسن ما يقضي امرؤٌ شهرَ رمضان، فخرجَت منه وقد بلّغها الله الشهر الذي يرجو كل واحد أن يبلغه. وختمَته بصيام أيام من شوال، كان آخرها اليوم الذي انطلقت فيه إلى مكة لتجيب دعوة إلى عقيقة ابنة أختها، فجمعت طاعة إلى طاعة، ثم أبَتْ بعد ذلك كله إلا أن تختم بطاعة ثالثة، فرجت زوجها أن يحملها إلى المسجد الحرام. وحملها نادر إلى الحرم، ففي نفسه من الشوق إليه كما في نفسها. وطافت كما تطوف في كل مرة، وصلّت ركعتَي الطواف، ثم بدا لها أن تطوف أسبوعاً ثانياً، سبعة أشواط أخرى، وكأن السبعة الأشواط الأولى لم تكفِها، أو كأن السبعة الأولى هي تحية القدوم للمسجد، والسبعة الأشواط الثانية هي الوداع، الوداع الأخير.
أعلَمت أنها الساعة الأخيرة لها في هذه الدنيا وأن ذلك الطواف الثاني هو آخر أعمالها في الحياة، فمن أجل ذلك طلبته وأصرّت عليه؟ أحدّثَها قلبُها بأن الرحيل قد أزف حتى تُخرج من حافظتها أوراقاً صغيرة فتخط على كل واحدة منهنّ رسالة أخيرة لكل واحد من الأبناء والبنات؟ وهي الأوراق التي عثروا عليها أخيراً حينما انتشلوا الحافظة من وسط الحُطام! وما الذي دعت به في هذه الأشواط الأخيرة؟ ذلك كله صار اليوم من عالم الغيب.
-4-
إنك تجد رجلاً آتاه الله مالاً فهو يجود بالمال، ورجلاً آتاه الله علماً فهو يجود بالعلم، ورجلاً يجود بالوقت أو بالرأي أو بالعطف أو بالسؤال والاهتمام. فكيف لو رأيت واحداً يجود بذلك كله؟ كذلك كانت يمان.
كانت من أجود من عرفت من الناس، إذا أتاها المال احتارت كيف تنفقه، ثم لا يمضي غيرُ قليل حتى تصرّفه فلا يكاد يبقى منه شيء! وإذا سمعَت بقوم محتاجين سبقَت يدُها بإخراج المال من محفظتها عقلَها في التفكير بالإنفاق، وإذا سمعنا بمصرف من مصارف الصدقة فأخرجنا من الجيوب العشرات وجدناها قد أخرجت المئات، فإذا أخرجنا المئات وجدناها تخرج الألوف، فكانت سابقة أبداً. ولسوف يفتقدها اليوم أناس كانت تسعهم بما آتاها الله من فضل ومال.
وكانت قد درست وتفقهت في الدين حتى صارت مرجعاً للسائلين والسائلات، فلا ترد عن هاتفها متصلاً ولو جانبه حسن اختيار الوقت، ولطالما قطعَت عملها واقتطعت من وقت راحتها لتجيب سائلة أو تفتي مستفتية. ولسوف يفتقدها اليوم أناس كانت تسعهم بما آتاها الله من فقه وعلم.
وكان يسعها أن تجيب بمقدار ما تقتضيه المسألة من الفقه وتمضي، ولكن الكثيرات ممن يستفتينها كنّ يجمعن إلى الاستفتاء استشارة، وتخلط الواحدة منهن مسألتها بمشكلتها، فكانت تنفق من وقتها ساعة أو نحوها في الحالة الواحدة في المرة الواحدة، ثم تتكرر الحالات وتتكرر الاتصالات... رأيت كثيراً من ذلك غيرَ مرة، فكانت تقطع حديثها معي، وربما تركت الغرفة كلها إذا كانت المشكلة التي تعالجها ذات خصوصية وسرية، فلا تكشف سر أحد لأحد ولا تنشر مشكلات بعض الناس على سائر الناس. ولسوف يفتقدها اليوم أناس كانت تسعهم بما آتاها الله من حب واهتمام.
لقد فتحت بيتها وقلبها وجيبها لمئات من القريبات والصديقات، ولسوف يفتقدها اليوم مئات من القريبات والصديقات.
-5-
فكرت وأنا أصل إلى فراشي أخيراً: كم من الأسابيع انقضت منذ بدأت أحداث هذه الرواية؟ وكم أدهشني أن أكتشف أنها بدأت منذ خمس وعشرين ساعة فحسب!
وصلت عائداً من مكة في الواحدة بعد منتصف الليل، ليلة الجمعة، ونمت بعد قليل. في الثانية صباحاً أيقظني هاتف لم يكن يوقظني في مثل هذا الوقت، وسمعت النبأ. لقد تعرضت سيارة نادر لحادثة كبيرة وهي عائدة من مكة، ويمان في خطر. هببت مذعوراً أدعو الله بالسلامة، وانطلقت بسيارتي كالسهم وأنا أستعيذ بالله، يطمئني ما أذكره من حوادث كثيرة عرفتها ونجا أصحابها بلطف الله، وتُخوّفني اللهجة التي أُلقِي إليّ النبأ بها. وهكذا مضت دقائق طويلة كأنها ساعات، أتراوح فيها بين الأمل والخوف والترقب. فلما اقتربت من المستشفى، مستشفى الثغر، جاء النبأ الحاسم، كلمات حروفها قليلة قصيرة، لكنها بطول العمر كله: ماتت يمان، عليها رحمة الله.
سيارة الإسعاف كانت واقفة أمام الباب الرئيسي للمستشفى، وتفضل سائقها ففتح لي الباب لألقي نظرة على الحبيبة الراحلة. وجهها المطمئن هزم أحزاني وأشعرني بالأنانية. لقد عاشت ربع قرن مشتاقةً إلى هذه اللحظة، إلى الانطلاق من قيد الحياة الدنيا واللحاق بالأحباب: أختها الحبيبة التي سبقتها إلى الشهادة والوفادة على الله الكريم الرحمن، بنان، وأبيها الذي مضى منذ تسع سنين وترك في قلبها جرحاً لم يندمل قط، ثم أمها التي لحقت به بعد قليل. وما فتئَت منذ فارقَتها الأخت ثم فارقها الأب ثم الأم وهي ترنو بنظرها إلى عالم الآخرة، وتستعد للرحيل، وتتمنى لقاء الله، أثُمَّ أريد أنا حرمانها من هذا كله؟
وما لبثت أن غبطتها على الرحيل، ورثيت لنفسي الباقية! أما إنه ما كان أليفان قط في هذه الدنيا فسبق أحدُهما صاحبَه إلا كان الذي مضى هو الأوفر حظاً بينهما جميعاً.
حين قبضت على يديها سرى في جسدي تيار غريب من المشاعر والذكريات، وتلاحقت في الخيال صور ينطبع بعضها فوق بعض، وأحسست بقلبي يغوص وسط الضلوع وبالعيون تغتسل بالدموع! وسويتها على السرير، وأحكمت غطاء رأسها، وقد سترها الله بستره فما انكشف منها في هذه الحادثة الفظيعة كلها غير شعرات من رأسها، فله الحمد. فلما نظرت إلى يدي وجدتها مخضبة بالدم وكأنني قد غطستها في إناء من مداد أحمر، وأدركت من فوري قوة الصدمة التي تعرض لها رأسها. لا بد أنها قد فارقت الحياة في لحظات... لقد كانت ملائكة الرحمة في شوق لاستلام الروح المطمئنة، فما أسرع ما استلّتها وارتفعت بها إلى السماء.
-6-
كانت لها أمنيّة ووصيّة ما تزال ترددها حتى سمعها منها كلُّ واحد غيرَ مرة: أن يُعجَّل دفنُها إذا ماتت. لقد حرصَت في حياتها على اتّباع السنة ما وسعها، وكان اتّباع السنة في دفنها آخر ما تمنَّتْه، وهي الأمنيّة التي ستغادر بها هذه الدنيا.
كنا قد ركبنا معها في سيارة الإسعاف، وانتقلت بنا السيارة إلى مستشفى الملك عبد العزيز لإنهاء الإجراءات اللازمة قبل الدفن كما قالوا. رجوناهم أن يعجلوا بتسليمنا الجثمان لنعجل الدفن. قالوا: لا يخرج الجثمان إلا بعد انتهاء المعاملة واكتمال الأوراق وصدور تصريح الدفن، وهذا يحتاج إلى ساعات! قلت في نفسي: إنها ما أرادت بعد موتها إلا استعجال دفنها، وما أرادته لحاجة في نفسها بل اتّباعاً للسنة، فإن تكن صادقة (وما أحسبها إلا كذلك) فسيصدقها الله.
وسخّر الله لها قوماً صالحين، فبذل مدير الأمن في المستشفى جهده في متابعة المسألة، واتصل بضابط المرور الذي أمضى الليل بطوله في موقع الحادثة، فأرسل الضابط الأوراق في سيارة وصلت قبل الفجر بساعة، فشكر الله لهما سعيهما. ثم رزقنا الله رجلاً صالحاً هو موظف الاستقبال في ثلاجة حفظ الموتى في المستشفى، بذل في عمله غاية الجهد وأنجز في نصف ساعة ما ينجزه غيره في ساعات، كل هذا صنعه وهو يؤكد أن الدفن فجراً من المستحيلات، فهو أمضى في هذا العمل سنوات ويعلم كم تستغرق من وقت هذه الإجراءات. فيا أيها الرجل الطيب الذي لم أعرف اسمه: اعذرني فقد أغفلني عن سؤالك عنه ما كنتُ فيه، لكن الله يعرفك ويعرف اسمك، وأسأله أن يعظم أجرك وييسر أمرك ويجزيك عنا خير الجزاء، وأطمئنك: لقد هوّن الله الصعب وأنجز المستحيل.
وذهبت الأوراق إلى المرور مرة ثانية ثم عادت وقد ذهب ذلك الرجل الطيب بنهاية نوبته وحل محله رجل ثان، فكأن الأول قد أخذ من الثاني حصته من الفضل والنبل، فلم نجد في ذلك الآخر غير الغلظة والتكاسل، وكاد إهماله وتقاعسه أن يفسد الأمر كله، وأنجز في ساعةٍ ورقةً ما كان إنجازها يستحق سوى دقائق. فيا أيها الرجل الذي لم أعرف اسمه: الله يعرفك ويعرف اسمك، وأسأله أن يجزيك بما تستحق!
وتفضل علينا سائق سيارة نقل الموتى الذي قطع نومه وغادر بيته في آخر الليل لينقل الميتة رحمها الله إلى المقبرة، ثم تفضل علينا مرة أخرى حين وافق على التحرك بها قبل أن يُنهي ذلك الموظف الأخرق الورقةَ الأخيرة التي لا يكون الدفن إلا بها! فتركنا وراءنا من يأتي بالورقة حين يفرغ صاحبها منها، وانطلقنا إلى المقبرة، فوصلناها والأذان يُرفع من مسجدها. فيا أيها السائق الذي لم أعرف اسمه، والذي أبى أن يأخذ على جهده شيئاً فأرانا من النبل ما لا يجده المرء في كثير من الكبراء والأغنياء: الله يعرفك ويعرف اسمك، وأسأله أن يجزيك عنا خير الجزاء.
وكاد كل ما مضى من جهد ينتهي إلى فشل حين وجد أمينُ المقبرة أننا لا نملك تصريح الدفن فأبى أن يفتح لنا الباب، ثم وافق بعد إلحاح على السماح لنا بالدخول إلى المغسلة لا غير، وقد أعطيناه المواثيق أننا لا نتجاوز حدودها. وكلمنا الإمام فوافق على انتظارها ولو فرغ من الصلاة، ثم وفى بوعده فجزاه الله عنا خيراً. وغسلتها ابنتاها وأختها، ثم مضينا بها إلى المسجد وقد فرغ الناس من الصلاة وجلسوا (أو جلس أكثرهم) ينتظرون حتى صلّوا عليها، فيا أيها المصلون الذين مكثتم في مصلاّكم حتى منحتموها دعاءكم في الصلاة عليها: جزاكم الله خيراً.
ثم حملناها وعدنا إلى المقبرة، ولبثنا هنيهة حتى وصل تصريح الدفن أخيراً، فعندئذ حمل الناس النعش فكأنه يطير فوق الرؤوس، حتى وردنا بها القبر، وما هي إلا دقائق حتى كانت مسجّاة في اللحد، ثم هيل عليها التراب.
في تلك اللحظة أيقنت أنني لن أرى يمان بعد اليوم. رحمة الله عليك يا يمان.
-7-
هذه يمان، الخالة والأخت والصديقة، صحبتها بضعاً وخمسين سنة، فيا له من عمر طويل ويا له من زمن جميل! كانت تشاركني في آمالها وأشاركها في آمالي، وكنت أحس بآلامها وتحس بآلامي، وكان يريحها أن تبثّني همها ويريحني أن أبثّها همي... فأما هي فلا هَمّ لها بعد اليوم، وأما أنا فأي هَمّ لي بعد اليوم وقد فُجعت فيها؟ لقد صَغُرت همومي وتضاءلت في جنب هذا المُصاب، ولم أعد أجد من هم غير مرارة الفَقْد والفراق، وهي مرارة سأطوي عليها جوانح قلبي إلى الممات.
كُنَّا أَلِيفَيْنِ بَتَّ الدَّهْرُ أُلْفَتَنَا *** وأَيُّ حُرّ على صَرْفِ الرَّدَى باقي؟
وبعد، فلقد وددت لو أنني كنت اليوم واحداً منكم يا أيها القراء؛ لكنت إذن دعوت لها بالرحمة، فغنمَت فضلَ دعوتي ولم أغرم مرارة فقدها، لكنه أمر قد قدره الله فله الحمد على ما قضى. وأما أنتم فاعذروني إن وجدتم في هذا الفصل اضطراباً، فإني لأكتب السطر وما أستبين الذي قبله مما يفيض في عيني من الدمع... وهل كثيرٌ ذرفُ الدمع على أليف ألفته نصف قرن؟
شيئان مَا عِيبَ البكاءُ عليهما *** فَقْدُ الشباب وفرقَةُ الأُلاّفِ
يا يمان، رحمة الله على روحك، وسلام عليك وبركات.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة