تأثير التنمُّر على نفسيّة الطفل

التنمُّر هو سلوك سلبي يقوم به طفل أو مجموعة من الأطفال ضدّ طفل آخر بسبب أذيَّته بطريقة متعمَّدة. كما يُعتبر التنمُّر ظاهرة عدوانية تؤثِّر بشكل سلبي على نمو الطفل العاطفي والاجتماعي.
كما لا يمكننا أن نعتبر أيَّ تصرُّف يسبِّب إزعاجًا للطفل هو تنمُّر إذا كان القصد منه الدُعابىة بين الأطفال، لكن يصبح السلوك تنمُّر عندما يكون بطريقة جارحة مقصودة تتخطّى حدود المزاح.
هناك عدّة أنواع من التنمُّر التي يتعرّض لها الطفل منها:
- التنمُّر الجسدي: الذي يشمل أفعال عدوانية من ضرب وركل وأذى جسدي للطفل.
- التنمُّر اللفظي: يعتمد على السبِّ والشتائم والإهانات للطفل ويؤثر على صورته لنفسه.
- التنمُّر النفسي: يعتمد على التهديد والترهيب ويؤدّي إلى عدم الشعور بالأمان عند الطفل.
- التنمُّر الإلكتروني: وهو تنمُّر عن طريق السوشيل ميديا من خلال نشر الشائعات وهذا من أخطر أنواع التنمُّر بسبب سرعة انتشاره في عصرنا ويسبِّب دمار لنفسية الطفل.
الأسباب التي تدفع الطفل للتنمُّر:
- العدوانية: الميل إلى استخدام العنف الجسدي أو اللفظي لإيذاء الآخرين.
- النقص العاطفي عند الطفل: قد يكون هذا الطفل تلقّى تربية بعيدة عن مشاعر الحب فيعوِّض النقص العاطفي من خلال التنمُّر على الآخرين.
- نقص الثقة بالنفس: الطفل الذي يشعر بعدم الثقة بالنفس يحاول أن يتنمُّر على الآخرين حتى يعوِّض ضعف ثقته بنفسه.
- حب السيطرة: الطفل الذي يحب السيطرة على الآخرين يلجأ إلى التنمُّر لأنه يعتبره أسلوب الأقوياء.
- الضغوط النفسية: الطفل الذي يعاني من ضغوط نفسية يلجأ إلى التنمُّر لينفس هذه الضغوط.
- الشعور بالإهمال: الإهمال والتجاهل من قبل الوالدين يجعل الطفل يمارس التنمُّر على الآخرين ليعوض النقص الذي يعاني منه.
- علاقة سيِّئة بين الوالدين: أحيانًا قد يقلِّد الطفل أسلوب الأهل بالتنمُّر لوجود علاقة سيئة بين الوالدين.
- الغيرة: الشعور بالغيرة من الآخرين يجعل الطفل يمارس التنمُّر على الطفل الذي يغار منه.
- عدم الشعور بالأمان النفسي والعاطفي: الطفل الذي لا يشعر بالأمان النفسي والعاطفي من الأهل يلجأ إلى التنمُّر كي يجذب الانتباه.
- الطفل الذي تعرَّض للتنمُّر: الطفل الذي يتعرَّض للتنمُّر من قبل أهله ومحيطه الأُسري يحبُّ أن يمارسَ التنمُّر على الآخرين.
تأثير التنمُّر على الصحة النفسية للطفل
التنمُّر يؤثِّر على الصحة النفسية للطفل وقد يترك آثار مدمِّرة على نفسيته تبقى لفترات طويلة أهمها:
- فقدان الثقة بالنفس: التنمُّر يؤثِّر بشكل كبير على ثقة الطفل بنفسه يشعر بأنه غير محبوب، ويصبح غير قادر على بناء علاقات اجتماعية.
- العزلة عن المجتمع: التنمُّر يؤدِّي إلى الشعور بالوحدة والانعزال عند الطفل، وأنه معزول ومُستبعَد من قبل أقرانه.
- الشعور بالخوف والقلق: يشعر الطفل بالخوف والقلق المستمر من التعرُّض للتنمُّر، ويبدأ يرفض الذهاب للمدرسة أو المشاركة بأيِّ نشاط اجتماعي.
- مشاعر من الحزن والاكتئاب: التعب النفسي المستمر الناتج عن التنمُّر يتسبب بمشاعر عميقه من الحزن تؤدّي إلى حالة من الاكتئاب عند الطفل.
- صعوبة بالنوم والتركيز: يصبح لدى الطفل صعوبة بالتركيز وتشتُّت بالانتباه، أيضًا يصبح يعاني من أرق وصعوبة بالنوم.
- تأخُّر بالتحصيل الأكاديمي: يؤثِّر التنمُّر بشكل كبير على أداء الطفل الأكاديمي ويصبح لديه تأخُّر بالتحصيل الدراسي.
- التفكير بالانتحار: ممكن أن يؤدّي التنمُّر إلى أفكار انتحارية عند الطفل نتيجة الشعور بالألم النفسي عند الطفل.
كيف نساعد الطفل الذي تعرض للتنمُّر؟
- من المهم أن نظهرَ تجاوبًا وتعاطفًا له.
- من المهم أن نحافظَ على ضبط الغضب وعدم الانفعال أمام الطفل.
- من المهم طمأنته أننا بجانبه وأننا سنساعده على حلِّ هذه المشكلة.
- عدم لوم الطفل وتوبيخه لأنّ هذا سيتعب نفسيته أكثر.
- نبلِّغ المدرسة عمّا يحصل معه حتى يتم مساعدته.
- نعزِّز ثقته بنفسه ونعلِّمه كيف يحمي نفسه.
- إن كانت المشكلة سبَّبت له تعب نفسي كبير من المهم أن نطلبَ مساعدة من أخصّائي نفسي أو اجتماعي.
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
تأثير التنمُّر على نفسيّة الطفل
أشرَق الأمل... وعاد الحقُّ إلى أهله
جواب العلم والدين.. لما تعارض عن يقين! الجزء الثالث
الإنسان كما يريده القرآن ـ الجزء الخامس
جواب العلم والدين.. لما تعارض عن يقين! الجزء الثاني