جمعية الاتحاد الإسلامي في لبنان: مسار دعوة... وفيض عطاء في حوار مع رئيسها الشيخ حسن قاطرجي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه
...
جعلنا الله تلك #الأمة الرائدة المتقدمة على سائر الأمم، واختصنا بأشرف رسالة لنبلغها على علمٍ وبصيرة، وفق ما أراد الله ورسوله.. وعلى هذا انطلق المسلمون في كل زمانٍ ومكان يبلغون دين الله وينشرون الخير أينما حلّوا وارتحلوا..
وكان لجمعية الاتحاد الإسلامي نصيبٌ من هذا الخير الذي نما غَرسه وامتدّ حتى بسقت شجرةُ منهجها الفكري والدعوي بفضل الله وسابغ كرمه وحتى أصبحت المؤسّسة مؤسّسات.. حول الجمعية ورسالتها وأهدافها وإنجازاتها أجرى الإعلامي محمد مصطفى علُّوش لموقع المسلم الإلكتروني حواراً مع رئيسها الشيخ حسن قاطرجي.
1- متى نشأت جمعية الاتحاد الإسلامي في لبنان؟ وأين؟ وما العوامل التي دفعتكم إلى تأسيسها؟
بعد أنْ توقفتْ #الحرب_الأهلية في #لبنان عام 1990م التي كان لها دروس مهمة وخطيرة بالنسبة للوضع العام في لبنان ومجمل الكيان اللبناني وموقع المسلمين فيه، والتي كانت لها دلالاتٌ عميقة على التركيبة الاجتماعية والسياسية للمسلمين وموقعهم الديني والسياسي والاجتماعي، بالإضافة إلى ما انكشف من مخاطر الانتماء الطائفي الفارغ لدى معظم الطبقة السياسية في الوسط الإسلامي بل لدى عدد غير قليل من عامة المسلمين!...
وعلى إثر اجتماعات وقراءات مع عدد من الدعاة الجادّين وأهل العلم والرأي امتدَّتْ على مدى سنتين، تحديداً في ربيع عام 3991م: انطلقت بفضل الله عزّ وجلّ ورعايته جمعيةُ الاتحاد الإسلامي وكانت البداية من #بيروت.
ثم تمدّدت إلى ضواحيها ثم إلى #طرابلس وإقليم الخَرّوب ثم إلى #صيدا والبقاع، وبعد حرب #اليهود في تموز 2006م انتقلت للعمل الإغاثي والدعوي في مدينة صُور وقرى كفرشوبا وأمّ التوت والبستان ومروحين من قرى الجنوب.
وعلى الرغم من وجود عدة جمعيات وجماعات إسلامية في لبنان ومع حرصنا على التواصل الأخوي والتكامل معها إلا أنّ العوامل التالية دفعت إلى انطلاقة الجمعية:
أ- انشغَلَتْ معظم الجماعات الإسلامية السياسية بتفاصيل السياسة اللبنانية وتحت سقفها الرسمي مما أثّر على برنامجها الفكري تراجُعاً وضعفاً، وتأثّرت بقليل أو كثير بأساليب الساسة اللبنانيين التي هي محل انتقاد لاذع وساخر من الناس، والتي تتنافى في كثيرٍ من مفرداتها السلوكية مع المصداقية الإسلامية... مما أثّر كثيراً في الرونق الإسلامي للأداء الدعوي في لبنان وأضعف الجانب الشرعي والتربوي وأدخل (الدعوة) في دهاليز السياسة المحلية بأوحالها وركام سوء أخلاقها، وأبعدها قليلاً أو كثيراً عن مهمّتها في تصحيح المفاهيم وتوجيه الأفكار وتربية الجيل والاهتمام بالعلم الشرعي.
ب- في المقابل انزوَتْ جمعيات إسلامية في دائرة العمل الخيري دون أن يكون لها رسالة دعوية في الهداية ولا إساهامات ذات قيمة في الدعوة، ولا دور فعّال في تقوية الانتماء للهُويّة الإسلامية وفي التربية على الالتزام وتثبيت العقيدة ونشر العلم.
ت- استسلامُ الحالة الدينية الرسمية في لبنان لهيمنة الطائفية السياسية عليها بحسب المخطط الذي رُسم لها عند إعلان دولة لبنان الكبير عام 0291م بعد (سايكس ـ بيكو)، وارتهانُها السياسي لرئاسة الوزراء التي تَنْحى عادةً منحًى علمانيّاً وتحرص على توظيف المؤسسة الدينية لمصالحها الطائفية! وإذا ما اختلفت معها انحازت إلى الارتهان إلى فريق سياسي معادٍ لها كما حصل مؤخَّراً في لبنان!
كل ذلك أقنعنا بمبرر انطلاقة جمعية الاتحاد الإسلامي لتكمّل أخواتها وتستفيد من تجارِبها... نعم، ولكنها تحرص على أن تتسم بالجِدَّة وزَخَم المضمون الدعوي وتُحيي وظيفة #الدعوة إلى الله في الأمة، وتسعى إلى الشمول وتهتمّ بتجديد الدين علماً وروحاً، نظاماً وثقافة، تاريخاً وحضارة، وترتكز على العلم الشرعي وتدأب في نشره، وتُمسكُ بيد المسلمين في لبنان للاعتزاز بالأصالة والارتكاز عليها... مع الاهتمام بالمعاصرة في جوانبها التي لا تتعارض مع تعاليم الدين وأحكامه. راجين من الله عزّ وجل أن يوفّقنا:
إذا لم يكن من الله عونٌ للفتى
فأوّلُ ما يقضي عليه اجتهادُه
2- حتى الآن، ماذا حققت الجمعية من الأهداف التي وضعتها لنفسها حين تأسست؟
أولاً: القيام بفعّالية والحمد لله في حدود إمكاناتها بوظيفة الدعوة إلى الله؛ فدعاتها يبلِّغون الدعوة في معظم المدن اللبنانية وفي القرى التي هم فيها، ونسجت العديد من مواثيق التعاون مع جماعات إسلامية دعوية ناشطة، فضلاً عن تركيزها على استقطاب نخبة من الدعاة وطلاب العلم المتميّزين بفضل الله المتفوِّقين في دراساتهم الشرعية وإمكاناتهم الشخصية، وهم يقومون بهذه الوظيفة ضمن المنهجية الآتية:
أ- الدعوة إلى الفهم الصحيح للإسلام والحث على الالتزام به وتربية المستجيبين على الارتباط بالقرآن الكريم والسنّة المباركة دراسةً وفهماً وتطبيقاً وتديُّناً... وبفقه أئمة الاجتهاد تعلُّماً وتفقّهاً، مع الحرص على نشر مجالس العلم.
ب- التربية على التديُّن الحيّ والفاعل بالعلم وبتوفير المناخ الإسلامي، وعلى فهم العصر وتحدياته بالتوعية والتثقيف، وعلى القيام بمهمة الدعوة بل على حملِ همِّها والابتكار في أساليبها والتجديد الدائم في خطابها.
ت- الانتقال بالمدعوّين إلى طاقات فاعلة تخدم العمل الإسلامي وتُقدّم للناس خيراً ينفعهم.
ث- تخيُّر النوعيات الصالحة لتُعَدّ وفق برامج علمية وتربوية لمهمّات إدارية وقيادية.
ثانياً: إقامة مؤسسات ناجحة في مجال تخصُّصها، وأخص بالذكر: شبكة واسعة من دُور القرآن الكريم (للحفظ وللتلاوة) في عدة مناطق لبنانية، وقد افتتحنا أول مركز متخصص منها لتعليم التلاوة وتحفيظ القرآن في بيروت عام 6141هـ (صيف 5991م). وتهدف هذه الدُّور إلى ربط المسلمين بالقرآن الكريم وتحويل النظرة إليه من تراتيل تُتلى صبيحة الأعياد وعلى المقابر وفي المآتم إلى أنه كتاب الله الخالد المتضِّمن رسالتَه إلى المسلمين وسائر الناس ليعرفوا ماذا يريد ربّهم منهم؟ وكيف يُمضون أعمارهم في هذه الحياة؟ وما هو النظام الذي يجب أن يطبقوه؟
ولقد تخرج من هذه الدُّور خلال (81) عاماً ما يقارب من (002) حافظ وحافظة، أما الذين استفادوا تعلُّماً وتلاوةً فيزيد عددهم على خمسة آلاف رجلٍ وامرأة وشابٍّ وفتاة.
ومن المؤسسات الناجحة التي وفَّقَنا الله سبحانه وتعالى إليها: (المنتدى للتعريف بالإسلام) الذي يحمل رسالة التعريف بالإسلام للشباب في الجامعات العلمانية ودعوة غير المسلمين في لبنان وخارجه ممن يأتي إليه عن طريق الحوار والنقاش العلمي وحُسْن الخُلُق... إلى حقيقة الإسلام وعظمة تعاليمه بعيداً عن واقع المسلمين المُزْري أو المشوِّه للإسلام في بعض جوانبه. والحمد لله حقق (المنتدى) إنجازات رائعة فقد أسلم في اثنَتَيْ عشْرَةَ سنةً حوالي (09) من الرجال والنساء: نصْفُهم تقريباً من اللبنانيِّين والآخرون أجانب ومعظمهم من حملة الشهادات العليا والتخصّصات المتميزة: مثل هندسة البترول والكيمياء النووية والاقتصاد. وقد سجّلت قناة (المجد) شريطاً لإسلام الدكتور الأمريكي البريطاني الأصل «rebbeW naI» (إيان وِيْبر) لحظة إسلامه وهو شريط مؤثر جداً.
وهذه المؤسسة الثقافية تعرِّف بالإسلام بعدة لغات وتوفّر كتباً للتعرُّف على الإسلام وتعاليمه وأحكامه بحوالي 04 لغة، متعاونةً مع مراكز التعريف بالإسلام في عدد من البلاد العربية.
ومع انطلاقة الجمعية أطلقنا مؤسسة تنشط في المجال الخيري والإغاثي تقوم بعملها المعروف في الساحة الإسلامية... وحرصنا على أن يترافق مع أداء دورها الخيري تأديةُ دورِها الدعوي؛ هذه المؤسسة هي (مؤسسة نماء = صندوق التكافل الإسلامي سابقاً) وهي إحدى المؤسسات الناشطة في العمل الخيري في لبنان بفضل الله ويتفرّع عنها إدارياً (جهاز الهداية والتبليغ) الذي يقوم بواجب الدعوة في أوساط العائلات التي تهتم بها والطلاب الذين تساعدهم والأيتام الذين ترعاهم جنباً إلى جنبِ الجهد الخيري والرعاية المعيشية. وكذلك يتفرّع عنها (حملة التكافل الإسلامي للإغاثة) التي نشطت في مجال الإغاثة أثناء حرب العدو اليهودي على لبنان في صيف 6002م، وكان لها نشاط متميز بفضل الله في إغاثة العائلات السورية اللاجئة هرباً من ظلم ووحشية النظام السوري الاستبدادي.
ثالثاً: كسب المرأة المسلمة إلى صفوف الدعوة الإسلامية وتفعيل طاقاتها حتى تتقدم بوعيها واهتمامها بدينها وبتربية أولادها وبتحصيل العلم الشرعي وقيامها برسالتها الدعوية في أوساط النساء، والحمد لله الجمعية حققت إنجازات مهمة في هذا المجال. خاصة أنه خلال الأعوام العشرين تمدَّد النشاط النسائي الدعوي في مختلف المناطق اللبنانية واهتمّ بتوعية المرأة دعوياً عن طريق إدارة اللجنة الدعوية، واجتماعياً عن طريق لجنة المرأة والأسرة (حنايا) مؤخَّراً، وإعلامياً عن طريق مجلة منبر الداعيات الرائدة في مجال الفكر والدعوة، ونشرة الأندلس الشبابية، وصفحة ريحانة الاتحاد على الفايس بووك.
رابعاً: الثبات على منهجيّة البُعد عن التهوُّر في العمل أو التعصُّب في الفكر والرأي... في مقابل البُعْد أيضاً عن الميوعة والتسيُّب في المواقف أو التهاون في الفكر والفتاوى، ولقد نجحنا - والفضل لله وحده - على الرغم من الظروف السياسية والاجتماعية الصعبة في لبنان وعلى الرغم من معايشة عدة عهود سياسية: متنوّعةِ الميول حادّةِ التعاطي مع الحالة الإسلامية. وهذه المنهجية يرسمها ميزان دقيق يهدي إليه اللهُ بتوفيقه وفضله، يستضيءُ بنور المنهج العلمي المرتبط بقال الله وقال رسول الله وما فهمه أهل العلم الربانيون الأحرار عنهما... مع الحرص الدائم على إكساب الدعوة الإسلامية تجربة مفيدة تقيم الحجة على المتهوِّرين وعلى المتهاونين معاً وتَكْسَب ثقة المسلمين وتتقدّم إلى مواقع جديدة نافعة للعمل الإسلامي تَقَدُّماً نوعياً... إنْ كان من حيث التنظير التأصيلي أو من حيث الإنجاز العملي. والله المستعان وعليه التُّكلان....
على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ
وتأتـي على قدر الكرام المكارمُ
وتعْظُمُ في عين الصغيرِ صِغارُها
وتصغُرُ في عين العظيم العظائمُ
3- لو تعدِّدُ لنا مراكز الجمعية وأبرز نشاطاتها الدائمة والموسمية.
المراكز هي: مركز بيروت ـ مركز طرابلس ـ مركز عرمون ـ مركز صيدا. وقريباً ان شاء الله ستفتتح الجمعية مركز البقاع ومركز عكّار.
وللجمعية مركز (دار الدعوة) وهو مركز للتدريب الدعوي والمحاضرات ودروس العلم في بيروت، ومركز (المنتدى الطلابي) في بيروت والشمال الذي ينشط في أوساط الطلاب والطالبات ويُصدر نشرة الأندلس الشبابية المفيدة المغذّية ـ في توعيتها وتوجيهها ـ للطلاب والطالبات في الجامعات والثانويات، وكذلك (المنتدى للتعريف بالإسلام) الذي سبق الحديث عنه وهو في بيروت أيضاً.
وللجمعية (مركز القسم النسائي) الذي يُدير القسم النسائي ويُشرف على الدعوة والنشاط الخيري والاجتماعي في الأوساط النسائية في مختلف المناطق اللبنانية، ويُصدر مجلة منبر الداعيات ـ كما سبق ـ التي تهتم بالمرأة المسلمة تثقيفاً وتوعيةً، وتطرح قضاياها وقضايا الفكر الإسلامي على صفحاتها بدَسَامة؛ لذا هي تَهُمّ أيضاً الدعاة والشباب وطلاّب العلم وتعالج مشكلاتهم وقضاياهم، كما تقدِّم معالجات تربوية واجتماعية في ضوء الأحكام الشرعية، وترتقي باهتمامات المرأة لتتماهى مع حاجات الأمة وتطلُّعاتها المصيرية والتحديات التي تواجهها، وواكبَتْ توجيهاً وتحليلاً وتصويباً ربيع الثورات العربيّ...
والحمد لله خطونا خطوات كبيرةً في البناء لمشروع الجمعية الكبير التعليمي ـ التربوي (مدرسة الحياة الدَّوْلية ـ آفاق) في منطقة عرمون من ضواحي بيروت لكل مراحل التعليم وسنفتتحُها بعون الله تعالى في أقرب وقت. ونُعِدّ العُدّة لمركز (إحياء السنّة وإقراء الحديث) بإذن الله وفضله.
أما أبرز أنشطتنا الدائمة والموسمية فأحب التركيز على غير الرتيب الذي تقوم به عادةً كل الجمعيات الإسلامية، وأهمّ ذلك:
- استقدام علماء ومفكرين ودعاة من خارج لبنان. وهذا تم مرات عديدة، فقد استضفنا أكثر من مرة الشيخ عبد القادر أرناؤوط رحمه الله، كما استضفنا الدكتور الفقيه أحمد الحَجّي الكردي والدكتور جاسم المطوّع والداعية الشيخ إبراهيم الدويش والداعية الشبابي السعودي سليمان الجبيلان، والدكتور اللغوي محمد حسان الطيّان والداعية الشيخ محمد ياسر القُضماني والمربي الداعية الدكتور محمد راتب النابلسي، والشيخ العالِم المربي صالح الغرسي التركي، والداعية الإعلامي المشهور الدكتور محمد العَوَضي والمفكّر الاستراتيجي الدكتور عبد الله النفيسي الكويتيَّيْن، ومن النساء الدكتورة سميرة جمجوم والدكتورة فاطمة ناصيف والدكتورة سناء العابد والداعية الأخت أسماء الباني والداعية القطرية فاطمة العلي، وآخرين كثيرين.
- دورات الفرقان الإسلامية التي تهتم بأولاد المسلمين في الصيف، وتنظِّم الجمعية سنوياً في الصيف ما بين (21 ـ 41) دورة في عدة مدن ومناطق من لبنان بمقرَّرَاتٍ أُعدَّت من متخصصين... والجانب المتميز فيها في بعض السنوات كان: النشاط الصيفي الترفيهي.
- الدورة التأهيلية لمدرِّسي القرآن الكريم ومديري الدورات الصيفية التي دَرَجَتْ على تنظيمها (دار القرآن الكريم) سنوياً أوَّلَ كلِّ صيف في طرابلس ثم توقَّفَتْ منذ عام 6002 أثناء العدوان اليهودي على لبنان. وقد استفاد من هذه الدورات عشرات الدورات الصيفية من كل لبنان ـ وخاصة شماله ـ التابعة لعشرات الجمعيات أو المعاهد العلمية، واستقدمنا لها محاضِرين ومدرِّبين من الخارج. وتهدف هذه الدورة السنوية إلى التوعية بأهداف الأنشطة الصيفية وخاصة تعليم القرآن العظيم لأولاد المسلمين والارتقاء بمهارات التعليم والإدارة وبالبرامج القرآنية واللامنهجية. فمثلاً ممَّن استقدمتهم الجمعية: الدكتور عبد الكريم بكّار والدكتور المدرِّب الشيخ يحيى الغَوْثاني والمدرِّب الأستاذ حمزة الحمزاوي، وغيرهم.
- الدورة الشبابية الثقافية التي يشرف على تنظيمها (المنتدى الطلابي) بين سنة وأخرى وتكون عادة في الربيع، ويُستقدَم لها دعاة وعلماء من الداخل والخارج وقد استقدمنا الداعية المشهور الدكتور وجدي غنيم والدكتور العلاّمة في العلوم الكونية صبري الدمرداش والدكتور الداعية صفوت حجازي، وهي تستهدف بالدرجة الأولى شريحة الطلاب في الجامعات.
- مشروع الأضاحي السنوي في عيد الأضحى الذي تنفِّذه (مؤسسة نماء) كلَّ عام، وله مميزات كثيرة عندنا، وهو مشروع كبير تستفيد منه أيام العيد حوالي (0005) عائلة من مختلف المناطق.
- (الإفطارات الدعوية) في رمضان كما نسمِّيها، وهي غير الإفطارات المنتشرة في كل العالم الإسلامي التي يُكرَم فيها الفقراء أو التي يُقصَد منها جمع التبرعات وهذه وتلك موجودة عندنا. ولكن نقصد من هذه دعوة الدعاة والعلماء والعاملين للإسلام من مختلف المشارب والجمعيات لتأليف القلوب وتوثيق التواصل.
- (دورات التنمية البشرية) التي يُستقدم لها متخصصون في اختصاصات متنوعة يُقصد منها استقطاب الشباب من جهة ومن جهة ثانية رفع الكفايات.
- (رحلات العمرة) وهي من أنشطتنا التي نعتني بها ونحرِّضُ على مشاركة العائلات والشباب فيها ليتزوّدوا إيمانياً ويرتقوا رُوحيّاً ويتواصلوا أخوياً. ولقد سَيَّرنا قبل سنواتٍ عَشْرَ رحلات بالتعاون مع حملة الشايجي في الكويت.
4- ماذا قدمت الجمعية للمسلمين في لبنان؟ وهل لها جهد في قرى الجنوب؟
إن أهم ما قدّمتْه وتقدّمه الجمعية للمسلمين ولعموم الناس هو دين الله الحق (الإسلام) بعزّةٍ ووضوح مُنقذاً من عذاب الجاهلية المعاصرة ومخلِّصاً من الأزمات الحادّة ومنفتحاً على الواقع المعاصر ومستعلياً بمنهجه وشريعته على الطروحات الثقافية والفلسفية الجاهلية التي يتخبط فيها العالم اليوم.
وتقدِّم الجمعية الإسلام علماً وعملاً، دعوةً وتربية، التزاماً ورسالةً... تقدمه (فكرةً) يشرحها الدعاة والعلماء و(أداءً) من خلال العيش الواقعي بالإسلام و(مؤسساتٍ) تقيمها الجمعية وتحرص على تنوُّعها تخصُّصاً وانتشاراً جغرافياً بقدر ما يتوفّر لها من إمكانات.
أما في الجنوب فقد قدمت الجمعية للمسلمين في الجنوب الاهتمام الإسلامي الدعوي والأخوي مترافقاً معه مساعدات عينية ومالية، وكانت جسراً يوصل تَقْدمات أهل الخير أفراداً وهيئات إلى أهالينا، ترافَقَ ذلك مع حضور كوادرها في عدد من القرى فضلاً عن المدينتين الأساسيَّتَيْن: صيدا وصور، ووصل حضور دعاتها وكوادرها الإغاثية إلى قرى الشريط الحدودي مثل مروحين والبستان وأم التوت... إلى مرجعيون، وبفضل الله عاد بعض الأشخاص الذين تنصّروا في مرجعيون إلى الإسلام بعدما تعرفوا على دعاة الجمعية ومشايخها. وترافق العمل الإغاثي مع الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وفَتْح بعض المساجد المغلقة أو المهدَّمة وإقامة دروس توعيةٍ وتعليمٍ شرعيٍّ في العديد من القرى، وتنفيذ مشاريع عامة مثل إنارة بعض القرى بمولِّدات كهربائية كبيرة تَقَدَّمَ بها بعضُ أهل الخير أنارَتْها بعد طول ظلام دامس وأنارت القرى المجاورة، تماماً كما أنارت جهودُ الدعاة وطلاب العلم قلوبَ كثير من أهالي القرى فاهتدَوْا بعد ضلالة وتعلّموا بعد جهالة واستبصروا بعد عماية... وتجدّد فيهم الأمل بعد طول إهمالٍ لقُراهم وتقصير على المستوى الرسمي والشعبي بهم.
كما قدّمت الجمعية دراسة إحصائية مهمة جداً تضمنت واقع القرى وعدد المساجد فيها وعدد سكانها وظروفها المعيشية وحاجاتها الإغاثية والعمرانية والتعليمية، وفوق ذلك وأهم منه حاجاتها إلى الدعاة وطلاب العلم المخلصين.
5- هل هناك تنسيق بينكم وبين الجمعيات الإسلامية الأخرى ذات الصبغة الخيرية؟ وكيف؟
نعم يوجد تنسيق بل تعاون فعّال مع بعضها والحمد لله، ومع بعضها الآخر يتطلَّب التنسيقُ المزيدَ من الجهد ليرتقي إلى مستوى أعلى، وهذا يستلزم أن تتوافق الجمعيات الإسلامية الأساسية النشطة على تشكيل مجلس أعلى أو هيئة عُليا للعمل الإسلامي كلّه أو على الأقل للجمعيات الإسلامية الأساسية لنصل إلى المجال الأخطر وهو دور المسلمين السياسي في لبنان وماذا يريدون في ظل الصيغة اللبنانية الحالية المعقَّدة والمأزومة؟ وماذا يجب أن يخططوا له لمستقبلهم في سياق انبعاث إسلامي عالمي تشهده كل دول العالم وخاصة بلاد المسلمين. مع الأخذ بعين الاعتبار ما يجب أن تقوم به بلاد الشام (سوريا ولبنان والأردن وفلسطين مستقبلاً) ودورها التجديدي المنشود على خلفية رسالتها الحضارية ومواجهتها للكيان الصهيوني بوظائفه السياسية والعسكرية والإفسادية في المنطقة ومشروعه الخطير الفكري والثقافي والأخلاقي.
أخيراً أقول بصراحة: المسؤوليات جسام والإمكانات محدودة ولكن الآمال عريضة والطموحات كبيرة... وأرجو أن يكون لنا نصيب من وعد الله عز وجل: (إن تنصروا الله ينصُرْكم)، وصدق الشاعر الحكيم:
ومـا نَيـْلُ المطـالب بالتمنِّــي
ولكنْ تُؤخذ الدنيا غِلابـا
وما استعصى على قومٍ منالٌ
إذا الإقدامُ كان لها رِكابا
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة