متردد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ مستقيمٌ وحافظٌ لكتاب الله، وقد تقدَّم أبي ليخطب لي ابنةَ خالتي من أبيها، وقال الرجل لأبي: إنَّه يُرِيدها أنْ تُكمِل الدراسة الجامعيَّة، وعندما استَفسَرتْ أمي من خالتي أخبرَتْها بأنَّها لا تعلَمُ شيئًا عن الموضوع (علمًا بأنَّ خالتي كانت تردُّ كثيرًا من الخُطَّاب لأجلي، وكانت تُخبِر أمِّي بذلك)، وعندما سألتْ زَوجَها أخبَرَها بذلك وقال: إنَّه خائفٌ على ابنته من أنْ أحرمها أنا شيئًا من حقوقها؛ لكوني إنسانًا مستقيمًا، وقد أخبرت خالتي أمي بهذا الموضوع، وكانت مُتأثِّرة جدًّا، حتى إنَّها بكَتْ من هذا الرد الذي أتى من زوجها، علمًا بأنَّ هذه الفتاة صاحبة خلق ومعروفه بطيبتها، والآن مُتردِّد؛ هل أتقدَّم مرَّة ثانية (عن طريق أمي)، بعد أنْ مَرَّ على هذا الموضوع أكثر من عشرة أشهُر - علمًا بأنِّي أكمل تأثيث المنزل - أو أبحث عن فتاة أخرى؟
لا أرى فيما عرضتَه علينا مشكلة تحتاج إلى حل، بل هي حالة تحتاج إلى قرار تتخذه أنت دون سواك.
عليك أولاً أن تتأكد من مناسبة الفتاة لك، وهذا أمر لا يستطيع أن يقرره إلا أنت، على أن أمك تستطيع أن تساعدك فيه. استعرض في ذهنك ما تعرفه من صفات ابنة خالتك هذه وادرس شخصيتها جيداً، واستعن بأمك لتكمل الصورة وتقدم لك من التفصيلات ما لا تعرفها، فالنساء أقدر من الرجال على استكشاف مثل هذه الأمور، فإذا غلب على ظنك أنها ملائمة من كل الوجوه (أو من أكثرها) فأقدم وتوكل على الله.
أما الأسلوب الأفضل لتحريك الأمور فهو على مرحلتين:
الأولى تجتمع فيها أمك بأختها لتناقش الأمر معها، فتعرض لها ما عندك من تصورات عن الزواج وتحدثها عن شخصيتك وعن الشروط التي تريدها في زوجتك. وكلما كانت أمك أصرح في حديثها وأوضح كان حظ الزواج من النجاح والاستمرار أكبر. بعد ذلك ستقوم خالتك بتهيئة الجو المناسب وتحدّث زوجها بالأمر، وعندها تبدأ المرحلة الثانية التي سيتولاها الرجال، وفيها يتوجه أبوك إلى أبي الفتاة، ويحسن أن ترافقه أنت لتوضيح ما ينبغي توضيحه من تفصيلات. فإذا كان زوج خالتك متخوفاً من أمور محددة فينبغي أن يناقشها معك وأن يسألك السؤال المباشر الصريح، وعليك أنت أن تجيبه الجواب الصادق الصحيح. وهذا اللقاء سيكون حاسماً ونهائياً، فإما أن يقتنع الرجل ويرضى بك زوجاً لابنته فتتفقون على التفصيلات، أو يجد غير ذلك ويعطيك وأباك جواباً نهائياً بالرفض، وعندئذ يُغلَق ملف هذه القضية وتنطلق أمك بحثاً عن فتاة أخرى ملائمة.
هكذا يتعامل الناس مع أمثال هذه المسائل، أما تركها معلَّقة هذه المدةَ الطويلة كلها فليس فيه وجه صواب، وما كان ينبغي لحالة كهذه أن تبقى عشرة أشهر بلا حسم.
وأسأل الله -ختاماً- أن يوفقك إلى الزواج بمن فيها صلاح دينك ودنياك.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة