الطهارة من البول وعدم التحرز منه
. ما حكم الاستنجاء من البول والغائط؟ وما حكم عدم التنزه عن البول؟
• الاستنجاء واجب من ما خرج من السبيلين؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم «إِذَا ذَهَبَ أَحَدُكُمْ إِلَى الغَائِطِ فَلْيَذْهَبْ مَعَهُ بِثَلاثَةِ أَحْجَارٍ - ويقوم مقامها في عصرنا: أوراق المحارم - يَسْتَطِيبُ بِهِنَّ، فَإِنَّهَا تُجْزِئُ عَنْهُ» (رواه أبو داود بإسناد صحيح)، ولقوله [ في المَذْي: «يَغْسِلُ ذَكَرَهُ وَيَتَوَضَّأُ» (رواه البخاري ومسلم).
والاستنجاء يكون بالماء وحده، أو بالحجر وحده، وكذا ما كان في معنى الحجر من كل جامد طاهر جاف قالع للنجاسة، كأوراق المحارم، والأفضل الجمع بينهما.
وأما الاستنزاه والاستتار من البول - والنجاسات - فواجب، وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من تركه ونبّه عليه؛ فقد روى أبو داوود عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال: «إنهما ليُعذَّبان، وما يعذبان في كبير، أما هذا فكان لا يستتر من البول، وأما هذا فكان يمشي بالنميمة»، ثم دعا بعَسيبٍ رَطْبٍ فشقه باثنين ثم غرس على هذا واحداً وعلى هذا واحداً، وقال: «لعله يخفَّف عنهما ما لم ييبسا».
ولكن بعض الناس -للأسف -يكون عندهم وسوسة، فيُشْكِل عليه: هل خرج منه بول أو لم يخرج ؟! والعلاج: أن ينضح الماء على سرواله الداخلي بعد الانتهاء من الاستبراء من البول ليدفع الوسواس عنه. وذلك لما رواه ابن ماجه بسند صحيح عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنَضَحَ فَرْجَه». وقد نصَّ فقهاء الْحَنَفِيَّة وَالشَّافِعِيَّة وَالْحَنَابِلَة: أَنَّـهُ إذَا فَـرَغَ مِن الاسْتِنْجَاءِ بِالْمَاءِ اسْتُحِبَّ لَهُ أَنْ يَنْضَحَ فَرْجَهُ أَوْ سرواله بِشَيْءٍ مِن الْمَاءِ، قَطْعًا لِلْوَسْوَاسِ، حَتَّى إذَا شَكَّ،حَمَلَ الْبَلَلَ عَلَى ذَلِكَ النَّضْحِ، مَا لَمْ يَتَيَقَّنْ خِلافَهُ. والله أعلم.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة