رمضان مَجيد ... وثورة عدوّة: كيف تكون مجيدة؟!
رمضان شهرٌ مبارك – كما وصفه من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم – : كثيرةٌ خيراتُه, متوافرةٌ بركاته, لا تُحصى فضائله, ولا تُستقصى عوائُده وثمراتُه ... جديرٌ أن يُوصف بأنه مجيد لكثرة خصاله المجيدة حقاً، ولعظيم الأمجاد في تاريخنا الإسلامي التي تحققت فيه منذ أنزل الله عزّ وجلّ قوله العظيم: )شهرُ رمضانَ الذي أُنزل فيه القرآن: هدىً للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان(.
أمّا أن توصف ثورة عدوّة مشؤومة قام بها ثوّارها العملاء الظلمة قُساةُ القلوب قبل حوالَيْ نصف قرن في بلد عزيز من وطننا الإسلامي في سياق مخطّطٍ ماكر لئيم لاستلاب هوية الأمة وفسخها عن دينها وطمس شخصيتها ... أن توصف ـ ونحن على أبواب مَجْدٍ وأمجادٍ نتهيأ لها في رمضاننا المبارك القادم إن شاء الله سبحانه ـ بأنها مَجيدة! فهذا أقل ما يدل عليه هذا الوصف الشُّؤْم هو أن الكلمة التي امتاز المسلمون عن سائر الأمم بأنهم يعتبرونها أمانة, ورسالة, ومسؤولية، باتت عند موتى الضمائر خيانة وتهريج وكلام إنشاء.
حرامٌ – يا مسلمون وخاصة من يَعتبرهم العامة حَمَلَةَ الدين – خيانةُ الله ورسولِه, وظلمٌ خيانةُ مَنْ قدّموا أرواحهم ودماءهم في سبيل الإسلام من العلماء الربانيين الصادقين والدعاة الأئمة المُهتدين والشباب المؤمنين الطيبين ... آه ثم آه... ما أشرفَ وأعَزَّ كلمةَ أحد هؤلاء الدعاة العمالقة الربانيين عندما أُغري بأن يكتب كلمة ثناء على (طاغيةِ تلك الثورة) في مقابل أن ينجُوَ من حَبْل المشنقة: إن أصبُعَ السبّابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة يرفض أن يستَرْحِمَ طاغية!
قالها فكلّفتُه حياتَه ومضى إنْ شاء الله شهيداً مكرَّماً عزيزاً وكأنه يَصْدُق فيه قولُ الله في حق شهيدٍ سبقه من الأمم السابقة سجّل القرآنُ تضحيته العظيمة ومَقامَ دعوتِهِ قومَه إلى الله بعزٍّ وافتخار, وجُرأة وانتصار, فقتله قومُه الظَلمة, فأنزل الله يُخبر عنه أنه قال: )يا ليت قومي يعلمون ~ بما غفر لي ربي وجعلني من المُكْرَمين(. حقاً: رحم الله الإمام سفيان الثوري في جوابه لما سُئل: من الملوك؟ فقال: الزهّاد.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن