أين تكمن الرذيلة؟
كتب بواسطة بقلم أبي محمد الرملي
التاريخ:
فى : المقالات العامة
1192 مشاهدة
لقد اجتمع في يوم من الأيام ثلاثة أشقياء فتبجّح كل منهم وافتخر برذيلته وقُبح فعله وشَيْن تصرفه، حتى ظنّ كل منهم أنه لم يسبقه إلى السفالة والانحطاط أحد، وبلغ بهم الأمر إلى التحدي في ذلك. وفي أثناء جدالهم لمح أحدهم امرأة من بعيد تقترب فقال لأخوي البَغْي والعدوان من رفاقه: انظرا إلى فِعالي، من يَسْبقني إلى مثلها؟ واندفع نحو المرأة فإذا بها تحمل طفلاً رضيعاً على يديها فأخذ الولدَ مِن يدها وطرحه أرضاً، وضربها حتى أدماها، ثم عاد إلى رفِيقَيْه يتباهى، مَن مِثله مِن قَبْل فعل هذا؟
فقال له الثاني: إليك عني وانظر ما سأفعله، ثم هجم على المسكينة وهي مكلومة تسيل منها الدماء، وطفلها الرضيع يصيح ويتمسك بها، وهي تضمّه إلى صدرها وتهدِّئ مِن روعه، فإذا بالشقي يخنق ولدها أمام ناظرَيْها، ولا يكتفي بذلك بل يكمل سفالته وإجرامه بأن ينـزع حجابها ويكشف سترها ويستبيح حرمتها وينتهك عرضها.
ويعود قافلاً بنصر مؤزَّر يظن أنه لم يُسبق إليه ليتساءل هل ثمة أحد فعل أقبح وأشنع وأرذل مِن فَعْلته هذه؟
فأقرّ الأول له بأنه لا أحد، أما الثالث فضحك ثم ضحك ثم ضحك.. حتى كاد يقع على ظهره، وقال لهما: أنا مَلِك الرذيلة بينكما، فدهشا وسألاه لماذا؟ فأجاب: لأن تلك المرأة أختي!!!
هذا حال غزَّة مع "أخيها" النظام الحاكم في مصر.
والسؤال الآن: أين تكمن الرذيلة والقبح؟ هل بفعل الأمريكان واليهود وهما لنا عدوّان؟؟ أم بفعل الحكومة المصرية التي تبني الجدار الفولاذي وتمد الأنابيب من البحر لقطع وإغراق شريان الحياة إلى غزة وهي ترفع شعار القومية والعروبة ؟؟
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن